يُعرف التوجه أنه هو كيفية إدراك أو رؤية مجموعة مستهدفة من الزبائن للشركة أو لصنف محدد من المنتجات، حيث يساعد رسم المخططات على وضع خطة للتوجه أو لإعادة التوجه. وتحوي هذه المخططات رسوماً بيانية للتوجه أو لإعادة التوجه.

لنأخذ الحالة التالية على سبيل المثال: كان توجه شركة الجعة Guinness الأمريكية في السبعينات على أنها تقدم مشروباً تقليدياً للأشخاص الناضجين. لكن التغيرات السكانية الناتجة عن التزايد الكبير بأعداد الولادات في الستينات، أدت إلى توجه Guinness بشكل خاطئ في سوق البيرة الخاصة بالشباب في الثمانينات. إلا أنه وبمساعدة حملة إعلانية جديدة، تمكنت الشركة من اعادة توجهها من شركة ذات طراز قديم ولا تتبع الموضة، إلى شركة ذات طراز حديث وتتبع الموضة. الأمر الذي أدى إلى زيادة فورية بالمبيعات.
كما تمت إعادة توجيه Lucozade من مشروب موجه للأطفال المرضى، إلى مشروب للبالغين الأصحاء وذلك أثناء النمو المتزايد الذي شهده قطاع المشروبات الخفيفة الموجهة للبالغين الأصحاء. لقد رأت الشركة سوقاً مستهدفة أكبر في القطاع النامي للمشروبات الخفيفة الموجهة للبالغين الأصحاء، فأعادت توجيه المنتج وفقاً لهذا السوق. هل يمكنك أن ترسم التوجه القديم بيانياً؟
لقد قامت الشركة بتغيير الإعلانات، وغلاف المنتج، ووسعت قنوات التوزيع خارج نطاق الصيدليات. وباختصار، قامت الشركة بتغيير مزيجها التسويقي واتخذت قطاعاً مختلفاً كهدف تسويقي لها، وهو سوق المشروبات الخفيفة. وقد أدت إعادة التوجه الجذري دوراً كبيراً في زيادة المبيعات. هل تستطيع رسم التوجه الجديد بيانياً؟
إذاً، يمكن تحقيق إعادة توجه الأصناف إذا ما ترافقت هذه العملية مع تغييرات في الأسواق المستهدفة،أي تغيير المزيج التسويقي بطريقة ما. ستتم مناقشة المزيج التسويقي بشكل مستقل ومفصل في هذا المقرر.
ما ينبغي أن نتذكره الآن هو أن كل ما تقوم به الشركة يمكن أن يؤثر على مكانة منتجاتها في عقول الزبائن.
إن المنتج أو الخدمة نفسهما، وطريقة عرضهما وترويجهما وتوزيعهما، وحتى أسعارهما، تعد جميعها أجزاء من المزيج التسويقي، والذي يؤثر بدوره على توجه أو إدراك الناس للمنتج أو للخدمة. واليوم، يتأثر توجه المنتج بصورة الشركة المالكة.
كذلك يؤثر اختيار الأسواق المستهدفة على عملية التوجه. فعلى سبيل المثال، إن المشروبات الخفيفة الموجهه للمراهقين والمشروبات الخفيفة الموجهه للمسنين تولد - بسبب ارتباطها مع مستهلكيها- توجهات متباينة للغاية. لهذا السبب، يتطلب التوجه الفعّال إدراكاً عميقاً للسوق، واحتياجاته، وقطاعاته، وللأسواق المستهدفة المختارة.
ينبغي أخذ النقاط التالية بعين الاعتبار عند تطوير استراتيجية تحديد التوجه: هل تستطيع الشركة تأمين شيء :1- مطلوب في السوق، 2- مميز، 3- قابل للاستمرار
هل الشركة قادرة على تأمين الموارد لدعم وتعزيز التوجه المرغوب؟  

المصدر:  www.vteam-sy.com