يعد التخطيط عملاً منهكاً، فهو يتطلب الكثير من الوقت، والوقت شيء ثمين جداً، فمثلاً يؤكد بعض المدراء أنه يجب على المسوقين الناجحين أن يتواجدوا بالقرب من زبائنهم، وألا يختبئوا وراء مكاتبهم العاجية في الشركة مكتفين بإطلاق الخطط. ولكن ما هي الكتلة النقدية اللازمة للدعاية وحملات الترويج؟ وماهو حجم المنتجات المخزّنة اللازمة؟ وهل هناك ميزانية مرصودة من أجل منشورات مصورة جديدة؟ هل ستكون هذه المنشورات جاهزة للمعرض؟ من الصعب السيطرة على الوضع دون خطة، ففي هذه الحالة يصبح العمل عبارة عن موظفين يقومون بالعمل في اتجاهات عشوائية. تضيع السيطرة على الأمور دون خطة، وفي بعض الحالات قد يؤدي ذلك إلى إفلاس الشركة. فعلى سبيل المثال، قد نشهد تزايداً كبيراً في أرباح ومبيعات بعض الشركات، إلا أنها تنتهي بالإفلاس! لماذا؟ السبب هو مشاكل السيولة التي سببها النمو غير المخطط أو "البيع الفائض". يجب أن تتكامل كل من المبيعات والتسويق مع مهام أخرى كالإيرادات. يقوم مدراء التسويق الماهرون بوضع خطط تسويق استناداً إلى بحوث دقيقة، لكن يتطلب ذلك الكثير من الوقت. يساعد التخطيط أيضاً في تكامل عملية المزيج التسويقي، والعمل بمنهجية موحدة، عوضاً عن السير في اتجاهات عشوائية. فعلى سبيل المثال، يجب على كل عنصر من عناصر المزيج أن يعزز نفس التوجه المخطط له. من جهة أخرى، يوفر التخطيط الوقت الذي يتم هدره بسبب الاضطراب والفوضى الناتجة عن عدم وجود خطة مدروسة. فالقرارات التي يتم اتخاذها في ظروف من الفوضى لن تحصل على المقدار الكافي من الدراسة وستكون معرضة للخطأ حتماً. إن التخطيط المسبق يخفف من حدة التوتر والقلق الذي يعم الشركة عندما يتم اتخاذ قرارات مرتجلة لا تملك مرجعية إلى خطة شاملة. تؤدي الدراسة والتخطيط المسبقين إلى المعالجة المبكرة للمشاكل حتى قبل حدوثها. يخفف التخطيط من كمية الأخطاء التي تكلف حتماً الكثير من الوقت والمال. ويضع التخطيط حداً لموضوع معالجة المشاكل، ويسلط الضوء على أسباب هذه المشاكل قبل حدوثها. إن التطلع نحو المستقبل يساعد المدراء على إدراك الفرص والتهديدات المخفية وراء الأفق. بالإضافة لذلك، باستطاعة عملية التخطيط تمييز نقاط القوة التي يمكن البناء عليها، وتمييز نقاط الضعف التي يجب تقليصها. يدفع التخطيط المدراء للنظر إلى المستقبل، أو ربما إنشاء المستقبل، وهذا أمر حيوي جداً. فالمدراء بحاجة لأن يبتعدوا أحياناً عن العمليات اليومية، للتأمل في الصورة الكبرى، وتقرير كيفية تكامل الأجزاء. وهذا بدوره يساعد في تحسين التواصل والمشاركة بالمسؤوليات، حيث أنها تحدد مهمة كل فرد وتاريخ التنفيذ. يؤدي التخطيط المسبق إلى تحسين الاتصالات بين كافة أقسام الشركة، الأمر الذي يزيد من وضوح الصورة الإجمالية للشركة، ويوفر المال بشكل آني: بإمكان أدوات الاتصال كالإعلان، والبريد المباشر، وحملات الترويج – إذا كانت مدروسة بعناية – أن تحمل فكرة ثابتة من خلال استخدام صور مشتركة في الإعلان، والبريد المباشر، وحملات الترويج، والشكل الخارجي، ونقاط البيع، والمعارض، ومؤتمرات المبيعات. وكنتيجة جانبية تنخفض التكاليف بسبب تقليص العمل الإبداعي المبذول في إخراج الصور والتصاميم. ويكون هذا التوفير أكبر بالنسبة للمسوقين الدوليين والمسوقيين ضمن دول الإتحاد الأوروبي. إذاً يوفر التخطيط المال. ويظهر ذلك جلياً في حقيقة أن التخطيط المدروس يجنب "الأسعار المرتجلة": كدفع أسعار أعلى للمصورين، والمصممين، والمطابع، وشركات الإعلان وما إلى ذلك. فكلما زاد الوقت المتاح للشركة لإنجاز العمل، كلما قلت المبالغ التي تتقاضاها. على سبيل المثال، تقدم بعض المطابع حسومات إضافية للأعمال المحجوزة منذ أشهر، وهذا هو الحال في بقية الأعمال. وفي حالات الأعمال الاضطرارية العاجلة، فسيتم حتماً دفع المزيد من المال. فمثلاً في حالة السبّاك المنزلي: كلما كان العمل طارئاً كلما كانت كلفته أكبر من عمل خطط له مسبقاً. يقال إن الوقت من مال: فكلما قل الوقت زادت كلفته. يعد التخطيط إضافة للقيادة والتنظيم والتحكم أحد أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها المدير. وفي الحقيقة هذه المهارات مترابطة: فبدون خطة مسبقة، سيكون من الصعوبة بمكان القيام بالقيادة، أو التنظيم، أو التحكم. ولتلخيص ما سبق نقول: يوفر التخطيط الوقت والمال، كما أنه يخفف من التوتر والقلق ويحد من النوبات القلبية. إضافة إلى ذلك، فإنه يقدم صورة أكبر للواقع، ويعطي رؤية مستقبلية، ويضع حداً للمشاكل الإدارية، ويكامل الفعاليات، كما يساعد التخطيط المدير على القيادة والتنظيم والتحكم بفعالية.
