الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue May 14, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"أنابيل كارميل".. نجاح الأفكار الجديدة        

 بالنسبة إلى إمرأة بنت اسما لها من بيع الوجبات الغذائية الصحية الجاهزة وكتب الطبخ المخصصة للأطفال إلى الآباء والأمهات، فإن مكتب "أنابيل كارميل" لا بد وأن يكون في منتهى النظافة.
فالكراسي الجلدية البيضاء الموجودة في غرفة الاجتماعات الأنيقة في مكتب "كارميل" الواقع في حي مايفير اللندني الراقي تلمع بشكل لافت وخالية من أية بقعة. كما لا توجد أي آثار أصابع على أداة التحكم من بعد الأنيقة لجهاز التلفزيون ذي الشاشة العريضة والملصوق بشكل واضح وجميل على أحد جدران الغرفة.
وعندما تصل "كارميل" إلى مكتبها قادمة من اجتماع مع فريق التسويق في شركة "ديزني"، التي وقعت معها مؤخرا اتفاقية ترخيص، لكي تناقش الاستراتيجية الخاصة بسلسة من الأكلات الخفيفة، فإنها غالبا ما تكون في غاية الهدوء والاسترخاء.
تقول صحيفة الفاينشانشيال تايمز إن "كارميل"، الأم لثلاثة أطفال، تعد نموذجا للأم رائدة الأعمال (mumtrepreneurship)، وهو مصطلح قد لا يفي بالغاية ولكن تم استنباطه لوصف النساء اللائي يبدأن بأعمال تناسب مسؤوليات الآباء والأمهات.
تقول "كارميل" "لم أرد أن أكون أما غائبة، ولكنني أردت دوما أن أضع أسسا قوية لمهنة لي. فالكتابة هي ممارسة أو مهنة بإمكان الأم القيام بها".
و"كارميل" هي المؤسسة والمديرة التنفيذية لمجموعة "كارميل جروب هولدينغز" القابضة، التي تتصمن أعمال الكتب وخدمات الطعام لمراكز العطلات وخطوط متنوعة لإنتاج الأطعمة مثل سلسلة "إيت فاسي" (Eat Fussy) للوجبات المبردة و "ميك إت إيزي" (Make It Easy) التي تستهدف الآباء والأمهات المشغولين ولكن الذين يريدون تأمين الطعام المغذي لأطفالهم.
وتصل مبيعات المجموعة الآن إلى 88.5 مليون دولار، بضمنها إيرادات بيع 4 ملايين نسخة من كتب "أنابيل كارميل" التي تباع في كل عام. وتتوقع "كارميل" أن تنمو أعمال الشركة بنسبة 28% في العام الحالي.
وغالبا ما تواجه رائدات الأعمال الأمهات عقبتين مزدوجتين تتمثلان في ضعف إمكانية الحصول على التمويل، من جهة، وفي مسؤوليات الأمومة، من جهة أخرى. بيد أن "كارميل" استطاعت أن تحل المشكلة عبر استثمار الإيرادات التي حصلت عليها من مهنتها الأولى المتمثلة في تأليف كتب طبخ وجبات الأطفال في الوقت الذي كانت فيه تؤدي مسؤولياتها نحو أطفالها على أحسن ما يرام.
لقد ساعد ذلك على تحول اسم "كارميل" إلى علامة تجارية وفرت الأرضية التي استندت عليه في إطلاق أعمالها الأخرى. فقد جاء تمويل مجموعة "أنابيل كارميل" القابضة وبشكل كامل من الإيرادات التي درتها الكتب التي ألفتها. وقد مكن ذلك "كارميل" من أن تحتفظ بسيطرة بنسبة 100% على أصول الشركة.
إضافة إلى ذلك، كانت "كارميل" قادرة على الاستعانة بخبرات زوجها، "ستيفين مارغوليس"، الذي يدير شركة "فيوتشر فيلمز" المتخصصة بتمويل الأعمال السينمائية، ومن مكتب قريب من مقر مجموعة "أنابيل كارميل". وعنه تقول كارميل "إن ستيفين خبير رائع في قضايا التمويل السينمائي، لذلك نحن نتحدث كثيرا عن الأعمال".
بيد أن حياة "كارميل" كأم لم تكن سهلة على الدوام. فقد توفي طفلها الأول مما جعل من الصعوبة عليها أن تجد الحافز والرغبة للقيام بأي شيء. إذ تقول "كنت أعزف على آلة القيثارة وأغني. إلا إنني وجدت نفسي غير قادرة على الأداء بعد وفاة ناتاشا".
وعندما ولدت ابنها نيكولاس في عام 1989، فإنها واجهت معركة جديدة، ولو أقل مأساوية، في إقناعه بأن يتناول الطعام الصحي. هذا ما دفعها إلى إعداد حساء مغر ولذيذ له وفي نفس الوقت مغذي وصحي. وقد وجدت نفسها تفضل طبخ حساء العدس والكراث والبطاطا بشكل خاص.
كما كانت "كارميل" في ذلك الوقت تدير مركزا لألعاب الأطفال، الأمر الذي ساعد عدد من الأمهات على تبني طبخاتها، وهو ما شجعها على كتابة و نشر وصفات هذه الطبخات.
درست "كارميل" علم التغذية وهو ما ساعدها على كتابة أول كتاب لها في عام 1991 جاء تحت عنوان "مخطط الوجبة الكاملة للأطفال الرضع والصغار". وقد بيع مليوني نسخة من هذا الكتاب منذ أن تم نشره لأول مرة مما جعل "كارميل" كاتبة لأفضل الكتب مبيعا في فئة رعاية الاطفال، ورابع أكبر بائعة لكتب الطبخ في المملكة المتحدة. وقد بلغ عدد مؤلفاتها لحد هذا الوقت 22 كتابا بعد أن كتبت ثلاثة كتب خلال الأشهر الستة الماضية لوحدها.
وعلى الرغم من شهرتها الواسعة في أوساط الأباء والأمهات، فإن "كارميل" لم توسع نشاطها المهني خارج نطاق تأليف الكتب إلى مجالات، مثل إعداد الوجبات الجاهزة ووجبات الأطفال المثلجة، إلا بعد أن بلغ أطفالها الثلاثة مرحلة المراهقة.
وتعترف "كارميل" بأن إنتاج الأطعمة بعلامة تجارية تحمل أسمها لم يكن من بنات أفكارها. إذ تقول إن فكرة تأسيس أعمال "أنابيل كارميل" قد جاءت قبل ثمان سنوات عندما اتصلت بها محلات بيع تجزئة مثل "بوتس" و"ماركس أند سبنسر" طالبة منها المساعدة في إنتاج سلسلة من الأطعمة المخصصة لللأطفال تحمل العلامات التجارية الخاصة بتلك المحلات.
وعن ذلك تقول "شعرت بأنه إذا كان هؤلاء الناس يطلبون مني أن أقوم بشيء لكي يحمل أسماءهم فربما أكون قادرة على عمل شيء يحمل أسمي ولمصلحتي".
وعلى الرغم من أن "كارميل" تعترف بأن التحول إلى مجال الأعمال بدوام كامل قد مثل قفزة كبيرة لها، فإنها تبدو وقد انجزت تحولا سلسا إلى هذه المهنة. كما أن هذا التحول قد كان ناجحا من الناحية المالية. فقد حققت مبيعات سلسلة "إيت فاسي" للوجبات الجاهزة إيرادات بلغت قيمتها 9 ملايين جنيه إسترليني خلال العام الحالي.
وتصف صحيفة الفاينانشيال تايمز أنشطة مجموعة كارميل بأنها شأن عائلي. فأولادها الثلاثة البالغين 21 و 20 و 18 عاما من العمر يساعدون في إدارة أعمال المجموعة، سواء بدوام كامل أو أثناء دراستهم.
وبفضل خبرتها باعتبارها أما، حظيت "كارميل" بمعرفة عميقة بحاجات الآباء والأمهات الذين يعانون من ضيق الوقت. إذ أن سلسلة وجبات "ميك إت إيزي" تستهدف كل والد يريد أن يعود أطفاله على الأكل الصحي. كما تعتزم كارميل إعداد سلسلة من الوجبات التي تحمل اسم المجموعة مخصصة لسلسة حانات "ويذرسبون" في المملكة المتحدة.
بيد أن كارميل تعتقد بأن أكبر مهارة تتمتع بها تكمن في تسويق علامة "أنابيل كارميل". إذ تقول "أعتقد بأن لدي حسا داخليا نحو الأعمال. إنه حس عام ومعقول".
وتتضمن استراتيجيتها التسويقية وضع العلامة التجارية للمجموعة على خيارات متنوعة للوجبات في المراكز الرياضية ومراكز الألعاب والفنادق، بما في ذلك سلسة فنادق هيلتون ومحل "سيلفريدجز" الشهير وسلسة "يولتنز أند هيفين" للمنتجعات السياحية.
كما تحاول كارميل التوسع في الولايات المتحدة، حيث أصدرت 11 كتابا من خلال مؤسسة "سايمون أند شوستر" للنشر.
وبالإضافة إلى التحالف مع "ديزني"، فإن وصفات كارميل للوجبات أصبحت تظهر في برنامج "سيسمي ستريت" الذي يعتبر أطول برنامج للأطفال في الولايات المتحدة من حيث استمراريته. كما تظهر كارميل كيضفة دائمة في القنوات التلفزيونية الأمريكية الشهيرة بضمنها برنامج "لايف ويذ ريجيس أند كيلي" للمقابلات.
وتقضي "كارميل" نحو 30% من حياتها العملية في كتابة مقالات الطبخ للمجلات المخصصة للآباء والأمهات في حين تجد دوما الوقت لتأليف كتاب آخر. وعن ذلك تقول "إن كتابة المقالة أهم بكثير من الإعلان. إذ أن تكاليف الإعلان في المجلات التي أكتب بها يكلف 13 ألف جنيه إسترليني في حين أحصل على أربع صفحات في نفس المجلة لمقالة أكتبها وتحتوي على ترويج لمنتجاتنا".
ولا يقتصر الوقت الذي تقضيه كارميل على المفاوضات بشأن المشاريع الجديدة بل يتعدى ذلك إلى قضاء الوقت في المطابخ التابعة للشركة والكائنة في مدينة يورك حيث تعمل على ابتكار أفكار جديدة للوجبات.
وينطوي عمل "كارميل" على الكثير من السفر، وخصوصا في وقت تسعى في لتطوير علامتها التجارية في الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى تلبية طلبات الظهور التلفزيوني فإن سفرها يشمل أيضا زيارة المعارض التجارية بهدف عرض سلاسل الوجبات الجديدة التي تنتجها شركة "أنابيل كارميل".
وتستعين "كارميل" بفريق من المدراء. وقد أقدمت مؤخرا على التعاقد مع "مارك كوديغان" لكي يشغل منصب مدير المبيعات والتسويق بعد أن قضى 15 عاما في قطاع صناعة الأطعمة، حيث شغل مواقع إدارية عليا في شركات مثل "دورمين فودز" و "لوفيدين غرانولا".
غير أن كارميل لا تترد في التأكيد على أنها تحبذ أن تكون السيطرة لها. إذ تقول "الأمر يتعلق بأسمي وبسمعتي، لذلك أريد أن أتأكد بنفسي بأن من أن الأمور تسير بشكل جيد".
وصايا كارميل لرواد الأعمال الراغبين ببناء علامة تجارية:
• عن حضور المعارض التجارية: "معرض الطفل الرضيع الذي جرى تنظيمه في يونيو 2010 في مدينة بيرمنغهام في المملكة المتحدة استقطب نحو 30 ألف شخص. وفي مثل هذه المناسبات بإمكاني أن ألتقي بالأمهات وأن أوقع على كتبي وأن أطبخ الوجبات".
• عن البحث في مواقع الإنترنت المتخصصة بحاجات الآباء والأمهات: "نحتاج إلى كاتبات المدونات من الأمهات حتى يمكننا من تطوير العلاقات معهن. وكاتبات المدونات مهمات لأنهن لا يجدن حرجا في قول الحقيقة".
• عن الإشراف المباشر على تطوير منتجات جديدة: "نقوم بعملية بحث كبيرة تنصب على الزبائن. ونقوم بإرسال وصفات الوجبات إلى 50 أم وطفل رضيع لكي يتم اختبارها خلال أسبوع وتزويدنا بمعلومات مفصلة بشأن ما يحبونه ولا يحبونه في تلك الوصفات".
المصدر: الرأي نيوز

 




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011