الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue May 14, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"أندرو أوينز".. المراهنة على الطاقة النظيفة        

 في المرة الأخيرة التي تعرض فيها الاقتصاد البريطاني إلى الركود أقدم أندرو أوينز على تأسيس شركة للطاقة. وقد حقق نجاحا كبيرا في ذلك، وهو ما يجعل قصته تنطوي على قدر كبير من الإلهام بدلا من الحذر. 

 


لقد أصبحت شركة "غرين إنرجي" تستحوذ الآن على 13% من سوق وقود السيارات في المملكة المتحدة. إذ نمت هذه الشركة بمعدل يثير الدهشة حيث ارتفعت قيمة مبيعاتها من 60 مليون جنيه إسترليني في عام 1999 إلى 1.2 مليار جنيه إسترليني في عام 2007.
تقول صحيفة الفاينانشيال تايمز إن لو أخفق أوينز، تاجر النفط السابق والمتحدر من مقاطعة ويلز، لكان الناس قد قالوا عنه إنه ليس أكثر من شخص أخرق يهوى تحمل المخاطر، بل لربما قالوا عنه أنه شخص مجنون.
فطبيعة العمل في مجال الطاقة تتسم بكونها كثيفة رأس المال. وبالتالي فإن العمل في هذا المجال يعد أمرا غير اعتيادي بالنسبة إلى شركة مبتدئة. غير أن أوينز يبدي صراحة كاملة في حديثه حول المقامرة التي قام بها والذي أدلى به لصحيفة الفاينانشيال تايمز من مكتب الشركة في منطقة هولبورن بوسط لندن.
كان الوقت عام 1992. فإلى جانب الركود الذي خيم على الاقتصاد البريطاني وقتذاك، كانت حرب الخليج في عام 1991 قد أدت إلى إفلاس العديد من الأعمال.
غير أن أوينز البالغ آنذاك 29 عاما من العمر أقدم على التخلي عن وظيفته باعتباره متعاملا في أسواق النفط والتي كانت تدر عليه راتبا جيدا، مفضلا عليها مهنة بيع وقود ديزل ذي المخلفات المنخفضة من غاز الكربون، وهو وقود كان قد ساهم في تطويره لصالح الحكومة السويدية. ولكن لم يكن باستطاعته أن يشتري حمولة مقدارها ست ناقلات من الوقود الذي كان يحتاجه لكي يطلق العنان لعمله الجديد الأمر الذي دفعه إلى الاتصال بمزودي موارد الطاقة الذين عرفهم من خلال شخصيته الجذابة ليقنعهم بأن يشحنوا له ما قيمته 7 ملايين دولار من الوقود بالدين.
بعد ذلك قام بالاتصال بشركة تخزين سويدية لأنه كان يحتاج إلى مكان ما لتخزين ما بحوزته من وقود مجانا. وبعد تردد وسؤال وجواب، وافق مديرو الشركة السويدية على طلبه. ويتذكر أوينز قائلا "قالوا لي: حسنا سنقوم بذلك لأننا قد نقدم في يوم من الأيام على تأسيس عمل في هذا المجال وقد نحتاج إلى من يساعدنا أيضا".
يمضي أوينز إلى القول "كان الناس يقدمون خدماتهم من دون وجود أي قدرة لدينا على الدفع". وقد انضم إليه زملاء سابقون براواتب صفرية في البداية. وحتى أجهزة الكمبيوتر تمت استعارتها. ويتذكر قائلا "كانت شركة مبتدئة بتكاليف أقرب إلى الصفر". ذلك ما أدى إلى أن توجه أعماله صعوبات جمة في عامها الأول. إلا أنها بقيت واقفة على قدميها فقط بفضل نسيان أوينز التحوط من تقلبات أسعار الصرفة مما مكن شركة "غرين إنرجي" من تحقيق الربح.
كيف كان أوينز ينام في الليل؟ تجيب الصحيفة بالقول: كالطفل على ما يبدو. وتنقل عنه الفاينانشيال تايمز قوله "عندما كنا على أهبة الاستعداد للبدء بالعمل، قالت لي زوجتي: ما الذي سنخسره؟ أجبتها بالقول: كل شيء. وقد ردت علي قائلة: إذن كل شيء على ما يرام فليس لدينا أطفال لذلك فإن أمر خسارتنا لا يهم كثيرا".
تقول الصحيفة إن ثمة شيء فريد في شخصية أوينز. فهو يحمل شهادة جامعية في الهندسة الكيميائية، وهي مجال لا يعرف عنه بأنه ينمي مهارات الناس. كما أنه لا يمتلك مهارة في البيع. إلا أنه يتمتع بقدرة كبيرة من الإقناع. وقد نجحت مقامرته لأن الناس يثقون به.
وعندما استطاع أوينز أن يؤسس عملياته في السويد بشكل جيد، أقدم على الاتصال بدائرة النقل في لندن ليقنعها بتشغيل حافلاتها اعتمادا على وقود الديزل ذي المخلفات المنخفضة من ثاني أكسيد الكربون.
كما استطاعت شركة "غرين إنيرجي" توقيع عقد كبير مع سلسلة "جي سينزبوري" للسوبرماركت. وبفضل ذلك شهدت عمليات الشركة داخل المملكة المتحدة نموا سريعا. ذلك شجع أوينز على بيع ذراع الشركة في السويد في عام 1996 مقابل مبلغ مكون من سبعة أرقام وذلك حتى يركز اهتمامه على السوق البريطانية.
أقدم أوينز بعد ذلك على إقناع حزب العمال الحاكم بأهمية الوقود منخفض الكربون في تحسين البيئة. غير أن النتيجة التي ترتبت على ذلك قد ألحقت أضرارا بالغة بالعمليات الرئيسية لشركة "غرين إنيرجي". ففي عام 2000 اقدمت الحكومة البريطانية على تبني حزمة من الحوافز المشجعة لاستخدام البنزين النظيف، مما قاد بأعمال وشركات منافسة للدخول إلى السوق.
يقول أوينز "من قبل كان من السهل تسويق الوقود النظيف عندما كان يتنافس مع الوقود غير النظيف. إلا أن الفوائد التسويقية تكون محدودة عندما يتم تسويق الوقود النظيف بالتنافس مع الوقود النظيف. ذلك دفعنا نحو إعادة هيكة أعمالنا من خلال التركيز على الكربون المنخفض".
لقد تحولت شركة "غرين إنيرجي" من كونها شركة تحتل موقعا فريدا في السوق إلى شركة ذات مجال أوسع تجمع بين الوقود الحيوي والبنزين والديزل. وقد طورت الشركة علاقة وثيقة مع محلات "تيسكو" التي استحوذت فيما بعد على حصة مقدارها 22% من الشركة.
يؤكد أوينز على أن "غرين إنيرجي" قادرة وبشكل أكبر من الشركات الأخرى على ممارسة أعمالها بهامش ضيق من الأرباح، وذلك لأنه ليس لديها أنظمة سابقة أو ثقافة سابقة. وقد أصبحت "غرين إنيرجي" تحتل المرتبة الرابعة في السوق البريطانية بعدد من الموظفين لا يزيد عن 70 موظفا بدلا من ألف موظف وهو العدد الذي يقول أوينز بأن أي شركة طاقة أخرى ستحتاجه لكي تشغل عملياتها في المملكة المتحدة. وقد بلغت أرباح الشركة قبل استقطاعات الضرائب 22 مليون جنيه إسترليني خلال السنة المالية المنتهية في مارس الماضي تحققت من مبيعات قيمتها 1.8 مليار جنيه إسترليني.
ومع ذلك فإن أوينز ليس سعيدا بما حققته الشركة حتى الآن. فعلى الرغم من أنه يعتقد بأن الشركة في وضع جيد لمجابهة التباطؤ الاقتصادي وخصوصا عبر تحويط انكشافها لأسعار النفط وتركيزها على مجالات النقل العامة الرخيصة وعلى مبيعات الوقود في المحطات التابعة إلى محلات السوبرماركت، إلا أن المشكلة الحقيقية تتمثل في تحقيق الشركة لما يطمح إليه مؤسسها.
يتحدث أوينز بحذر عن إمكانية إقدامه على بيع حصة سيطرة في "غرين إنيرجي" إلى شريك صناعي ليس من أجل أن يتقاعد ويحسب الملايين التي جمعها ولكن من أجل تمويل التوسع في أنشطة إنتاج النفط الخام.
وثمة قلق آخر يراود أوينز يتمثل في الحكومة البريطانية. وعن ذلك يقول "في الأيام الأولى كان التعامل مع الحكومة أمرا في غاية البساطة. إذ كان المسؤولون الحكوميون يتخذون القرارات وكانت لديهم صلاحيات واسعة. أما اليوم فإن الأمر يتوقف على مجموعة عمل خفية". ويشار إلى أن الحكومة قد لمحت إلى إمكانية إقدامها على خفض نسبة الوقود الحيوي المطلوب وجوده في البنزين والديزل.
وتمثل هذه الخطوة انعكاسا للانتقادات العامة الموجهة مؤخرا إلى التركيز على محاصيل الوقود الحيوي ذات الكثافة العالية من الطاقة والتي حلت محل المحاصيل الغذائية.
ويرى أوينز أنه يجب عدم النظر إلى محاصيل الوقود الحيوي ذات الكثافة المنخفضة من استخدام الطاقة بنفس المنظار. فقد أنفقت شركة "غرين إنيرجي" 50 مليون جنيه إسترليني على إنتاج وتخزين الإيثانول الحيوي، حيث أصبحت تجهز السوق البريطانية بنحو ثلث حاجتها من الوقود الحيوي. ومما يبعث الحيرة في نفس أوينز، شأنه في ذلك شأن الناس ذوي الخلفيات العلمية، هو دعوة السياسيين إلى تجاهل الأدلة عندما يناسب هذا التجاهل طموحاتهم السياسية.
تقول صحيفة الفاينانشيال تايمز إن أوينز لا ينظر بعين الرأفة إلى من يخيب آماله. فهو يصف مدرسة "وايت تشيرتش" الثانوية في مدينة كاردف والتي تخرج منها بأنها "واحدة من أسوأ المدارس في بريطانيا لأنها لم تحفز أي طالب على القيام بنسبة 1% أكثر مما يتعين عليه القيام به".
بيد أن أوينز يبدي سخاء في مدحه لأولئك الذين ساعدوه. إذ يقول إن والده، الحارس، ووالدته، الطباخة، "قد حققا معجزة في تعليم أطفالهم الثلاثة في بيئة لا يحتل فيها التعليم حتى يومنا هذا الأولوية". ويرجع أوينز الفضل إلى والديه في مساعدته على الحصول على زمالة لكي يدرس في كلية إمبريال بلندن.

نصائح أوينز للشركات المبتدئة في وقت الركود
فيما يلي مجموعة من النصائح التي يقدمها أوينز إلى أصحاب الشركات المبتدئة التي تواجه أوقاتا اقتصادية صعبة، وهي نصائح يستمدها من تجربته في تأسيس شركة "غرين إنيرجي" في فترة الركود الاقتصادي في أوائل عقد التسعينات:
• لا تقللوا من شأن الإلتزامات المطلوبة. "لقد كانت لدي فكرة ساذجة جدا مفادها إنني أستطيع أجعل الشركة تمضي في عملياتها خلال ستة أشهر، وأنه في حالة فشلي في تحقيق ذلك فإنني سوف أتوقف لأتولى وظيفة براتب. غير أن ذلك أمر مستحيل. فبعد ستة أشهر يكون صاحب العمل أمام التزامات لا حصر لها، قانونية وأخلاقية، أمام العاملين معه وأمام المصارف التي يتعامل معها".
• يمكن للتكاليف أن تلحق أبلغ الأضرار. "إن التحدي الأساسي الذي يواجه العمل المتنامي يتمثل في عدم الوصول إلى قاعدة صحيحة من التكاليف".
• عليكم أن تتخذوا قرارا نهائيا بشأن أي عمل من الأعمال تريديون الدخول به. "إن أحد المعايير التي نسعى إلى الاتزام بها يتمثل في الحصول على نسبة 1% من السوق لكل ستة موظفين. وإذا طالعنا شركة نفط كبرى، فقد يكون لديها 100 موظف لكل 1% من السوق. وإذا كان القطاع ينطوي على كثافة في العاملين فإننا لا نحبذ الدخول فيه".
• عليكم بشراء أفضل الخدمات. "قد يكلفكم ذلك أكثر، إلا أنه الناس سيكون لديهم ثقة أكبر بكم. وأفضل الناس يكلفون أكثر في الساعة الواحدة، لكنكم تستخدمون أقل من هؤلاء في الساعة الواحدة". 
 

المصدر: الرأي نيوز




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011