الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue May 14, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
“أندي هوود”.. من حي المال إلى الأثاث المنزلي        

مع أن “أندي هوود” ترك العمل بحي المال في لندن قبل ست سنوات إلا أنه ما يزال هناك الكثير من ملامحه وسماته التي توحي لمن يقابله بأنه أمام أحد المتعاملين في سوق الأسهم.
وتظهر تلك الملامح والسمات في الطريقة التي يتحث فيها عن شركة "أمارا" للأثاث المنزلي والتي أسسها في عام 2005 بالاشتراك مع زوجته سام، مثلما تظهر عليه عندما يعرج على مناقشة استراتيجية هذه الشركة والمتعلقة بالتجارة الإلكترونية. لكنها تظهر أكثر عندما يبدأ الحديث عن خططه الكبرى في المستقبل.
تنقل صحيفة الفاينانشيال تايمز عن وود قوله في مقابلة أجرتها معه في مكتبه الكائن بلندن "أنا طموح جدا. إذا أعطيتني غدا مليون جنيه إسترليني، فسوف أنفق هذا المبلغ كله على الأعمال".
مثل هذه القناعة قادت بهوود لأن يصبح وهو بعمر لا يتجاوز السادسة والعشرين عاما رئيسا لقسم التعامل بالأسهم في مصرف "ليمان براذرز"، وهذه وظيفة إدارية رفيعة تنطوي على مرتب عال وعلى قيادة أكثر من 50 موظفا.
إلا أن هوود لم يكن سعيدا في التوجه الذي اتخذه المصرف. لذلك بحلول نهاية عام 2001 قرر الاستقالة والإقدام على "عمل شيء آخر". ومع ذلك لم تكن لديه أي فكرة في ذلك الوقت عن ماهية وطبيعة "العمل الآخر".
تم إقناعه فيما بعد بالانضمام مجددا إلى "ليمان براذرز" ولمدة ثلاثة أشهر كمتعامل في قطاع العقارات. إلا أنه عندما بدأ المصرف بدمج الأقسام الخاصة بالتعامل في أسهم قطاع العقارات قرر هوود ترك منصبه بدون رجعة.
وعن ذلك يقول "لمدة ستة أشهر بعد تركي الوظيفة لم تكن لدي الرغبة بالقيام بأي شيء. وقد قمت خلال تلك الفترة بعدة رحلات للتزلج على الجليد كما قضيت شهرا في جزر المالديف لتعلم الغوص وقضيت فصل الصيف بأكمله في أسبانيا".
يمضي هوود إلى القول "بحلول شهر أغسطس بدأت أتململ". فقد باءت مساعيه بالعودة إلى العمل في حي المال بلندن بالفشل. ولكن في يناير من العام التالي أعلنت زوجته سام عن رغبتها في العمل. إذ يقول هوود "لم تكن زوجتي تعمل طوال الوقت الذي قضيته في مصرف ليمان. إلا أنها قامت بواجباتها كزوجة وأم لطفلينا على أحسن ما يرام".
تمثل جزء من عمل زوجته في إعادة تزيين المنزل. وعن ذلك يقول هوود "الجميع قال لها بعد أن رأوا المنزل بشكله الجديد إن ما فعلته عملا مدهشا ويتعين عليك أن تتخذي مهنة مما قمت به. بعد ذلك قالت لي زوجتي أريد محلا فيه الكثير من الأشياء الجميلة حتى استطيع أن أدير من خلال عملا في مجال التصميم. قلت لها هذا عظيم ولكنك بحاجة إلى استراتيجية خاصة بالإنترنت. لم أكن أعرف اي شيء عن هذا الأمر في ذلك الوقت، إلا أن حدسي كان ينصب على حقيقة أن الأمر كله يدور حول الإنترنت".
تم فيما بعد تقاسم الأدوار فيما بينهما داخل الشركة التي جرى تأسيسها. ففي حين تخصصت سام بعمليات الشراء والتصميم، انصب اهتمام “أندي هوود” على التجارة الإلكترونية.
تمثلت خطوتهما الأولى في العثور على محل. ومقابل 30 ألف جنيه أسترليني سنويا بالإضافة إلى 20 ألف جنيه أسترليني رسوما إضافية وجدا محلا مساحته 1600 قدم مكعب في أحد الشوارع الجميلة من منطقة تشيلمسفورد بلندن. أنفقا 30 ألف جنيه إسترليني إضافية على تأثيث المحل واستثمرا 60 ألف جنيه إسترليني تم تخصيصها للمخزونات.
كما جرى توظيف عاملين، بضمنهم مساعدين أثنين، أحدهما فتاة لا يتجاوز عمرها الواحد والعشرين تتقاضى راتبا سنويا مقداره 10 آلاف جنيه إسترليني. وعنها يقول هوود "تحصل الآن على راتب يفوق كثيرا هذا المبلغ بعد أن اصبحت شخصا مهما في الشركة".
أنفق الزوجان أيضا 10 آلاف جنيه إسترليني للعمل مع خبير في مجال تصميم هوية واسم الشركة. وخلال تلك المرحلة كانت تكاليف البدء بعمليات الشركة تتصاعد بشكل سريع إلا أنه أصبح ايضا لدى الزوجين واجهة محل بدأت باستقطاب المهتمين والعامة من الناس. ولكن كان أيضا أمام هوود وزوجته بناء موقع على شبكة الإنترنت.
في مواجهة هذا التحدي، لجأ هوود إلى الطريقة التي انتهجها مصرف "ليمان براذرز". وعن ذلك يقول "أنا من النوع الذي يلجأ إلى انتقاد الذات والطريقة التي كنت من خلالها أدير عملية التعامل بالأسهم تقوم على منح كل شخص الحق بارتكاب أي عدد من الأخطاء المختلفة إلا أنه لا يسمح لهم بارتكاب نفس الخطأ مرتين".
لكنه يضيف قائلا "في مصرف ليمان كان هناك تحت تصرفي عددا من الخريجين وكما كبيرا من الموارد في مجال الإدارة. وإذا أردت أن أعرف أي شيء، فإنني ألجأ إلى قاعدة واسعة من المواهب. أما الآن (في شركة أمارا) فإنني اعتمد على نفسي فقط"".
وسرعان ما ظهر له بأنه عليه أن يتعلم الكثير. إذ يقول "الخطأ الأكبر الذي ارتكبناه يتمثل في حقيقة أنه عندما قررنا إطلاق موقع الشركة على شبكة الإنترنت لم تكن لدي أي معرفة على الإطلاق بالتجارة الإلكترونية".
كانت التكاليف الأولية لإطلاق الموقع تبلغ 40 ألف جنيه إسترليني، لكن هوود لم يكن مرتاحا حيال ذلك. إذ يقول "لم أكن أعرف ما يكفي عن هذا الأمر ولم أتولى السيطرة عليه. فقد استعنت بشركة مختصة بتطوير المواقع على الإنترنت إلا أنها لم تفهم ما كنت أريده ولم أعطها التعليمات المناسبة".
بحلول نهاية عام 2007، وبعد أن أصبح الموقع يعمل بشكل جيد ولكن بعد دفع تكاليف تراوحت بين 70 و 80 ألف جنيه إسترليني، فقد حان وقت بناء المخزونات. وعن ذلك يقول هوود "بحلول تلك المرحلة بلغ إجمالي ما أنفقته نحو 250 ألف جنيه إسترليني. ذلك دفعني إلى أن أتأمل وأسأل نفسي عما إذا كنت قد ضللت الطريق".
الجواب هو "كلا"، إلا أن تغيرات جذرية كانت مطلوبة. ففي مايو من العام السابق، أقدم الزوجان على نقل العاملين في الشركة إلى بناية زراعية مساحتها 10 آلاف قدم مربع تقع في منطقة إسيكس بإنجلترا. كان أجار البناية منخفضا عند 12 ألف جنيه في السنة، لكن البناية نفسها كانت خالية تماما ومن دون أبواب أو شبابيك. لذلك أنفق هوود نحو 40 ألف جنيه إسترليني على إصلاحها وتأثيثها.
يقول هوود "كان هناك الكثير من الإنفاق. وإذا كان العمل يتمتع بالنمو إلا أنه لم تكن هناك أي إشارة تفيد بأننا سنصبح أغنياء". لذلك اتخذ هوود قرارا بفيد بأنه حان وقت إقفال المحل والتوقف عن العمل. وعن ذلك يقول "كان القرار مثير للجدل في حينه، إلا إنني كنت على قناعة بأن نشاط التجارة ليس نشاطا مناسبا بالنسبة لي".
وسرعان ما ظهر بأن اتخاذ مثل هذا القرار كان مثمرا. إذ يقول هوود "خرجنا في اللحظة الأخيرة. كاد الأمر أن يكون خطيرا وربما كما سنتعرض إلى الإفلاس". غير أن القرار لم يشمل جميع أعمال الشركة التي يتوقع لها الآن أن تتكبد خسائر طفيفه بحدود 30 ألف جنيه إسترليني في عام 2010 مع توقعات بأن تحقق أرباحا بقيمة 200 ألف جنيه إسترليني في عام 2011.
وفي حين ما يزال هوود يبدي رغبة قوية في تطبيق مهاراته التي تعلمها عندما كان يعمل في بنك "ليمان براذرز" إلا أنه ما يزال يرفض العودة إلى العمل في حي المال بلندن بعد أن رفض عرضا تلقاه مؤخرا. وعن ذلك يقول "فكرت مليا بالعرض إلا إنني أصبحت مؤمنا بما أقوم به الآن وعلى قناعة تامة بأنني سوف أحقق النجاح. وسوف استمر بعملي الحالي حتى أجد بأنني لم أعد مستمتعا به. عنذاك سافكر في بيع الشركة".
المصدر: الرأي نيوز

 
 
 




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011