الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue May 14, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"بلاكر وريفز" .. الازدهار وسط الركود الاقتصادي        

في منتصف الصيف الماضي جرى حوار جدي بين "روهان بلاكر" و"بات ريفيز" حول ما إذا يمكن لعملهما المشترك الذي مضى عليه عامان أن يصمد في وجه التباطؤ الاقتصادي.
وعن ذلك يقول بلاكر "أتذكر بأنني قلت بأن الأوضاع لا تبدو جيدة، فالاقتصاد العالمي يبدو مهزوزا، ويتعين علينا أن ندرس الأمر بجرأة ومن دون عواطف".
ولكن لم يمض وقت على استعداد الشريكين لاحتمالات انهيار عملهما المتمثل في بيع الأرائك السريرية (sofas) عبر شبكة الإنترنت حتى بدأت المبيعات تشهد ارتفاعا قويا. ومنذ ذلك أدرك الاثنان بأنه كلما كانت الأنباء سيئة بالنسبة إلى الاقتصاد، كلما ازدهرت مبيعات شركتهما.
يقول السيد "ريفز" في حديثه لصحيفة الفاينانشيال تايمز من مكتبه الواقع بالقرب من مرفأ تشيلسي في غرب لندن "الشهر الحالي (نوفمبر 2008) سيكون الأكثر نشاطا على الإطلاق بالنسبة إلينا. فنحن الآن نبدي قلقا بشأن قدرتنا على إيصال جميع الأرائك المطلوبة قبل عطلة أعياد الميلاد بدلا من أن نبدي أي خوف بشأن الاقتصاد". إلا أنه ليس متفائلا على الدوام. إذ يقول "قد يتحول الأمر إلى لا شيء غدا".
تقول الفاينانشيال تايمز إن شركة لبيع الأرائك السريرية قد لا تبدو مستفيدة محتملة من حالة التشاؤم الاقتصادي إلا أن مؤسسي "صوفا دوت كوم" (Sofa.com) يتطلعان إلى تحقيق الأرباح من حالة التردد التي تسود أوساط المستهلكين. إذ يقول بلاكر البالغ 42 عاما من العمر "إن الزبائن يجولون في الشوارع التجارية لكنهم يعودون للبحث في شبكة الإنترنت عن صفقات أرخص".
وتستهدف الشركة زبائن تتراوح أعمارهم في الثلاثينيات ممن يعتبرون متمكنيين نسبيا. إذ يقول "بلاكر" "لكي أكون صريحا، فإن زبائننا هم أشخاص مثلي، أي ممن يحبذون أن يعتبروا أعمارهم لا تتجاوز الخامسة والثلاثين".
وتروج الشركة لنفسها باعتبارها بائعة لسلع أرخص من تلك التي تبيعها المحلات التجارية الراقية مثل "هيلز" و"كونران شوب"، وتقدم نحو 3500 منتجا بأسعار تتراوح بين 500 جنيه إسترليني و 2500 جنيه إسترليني.
لقد سارت أعمال شركة "صوفا دوت كوم"، التي يتوقع أن تصل مبيعاتها إلى 4 ملايين جنيه إسترليني خلال السنة المالية الحالية، على الضد من توقعات المتشككين الذين يحذرون من أن الزبائن لن يشتروا أشياء كبيرة من على شبكة الإنترنت. كما حذر آخرون من أن المنافسة محتدمة مشيرين إلى أن الصحف مليئة بالإعلانات عن محلات بيع الأثاث مثل "دي إف إس" و "صوفا ووركشوب".
غير أن "بلاكر" و"ريفز" كانا على ثقة بقدرتهما على تحقيق النجاح. فقد كانا قد سمعا من قبل عن حالة الوجوم الاقتصادي ولكن في قطاعات أخرى. ففي عام 1997، تجاهلا نصائح المتشككين ليقدما على تدشين شركة "ديليفيرانس"، وهي عبارة عن خدمة راقية لإيصال المواد الغذائية، تقدم كل شيء يتدرج من المعكرونة إلى الأكلات اليابانية والهندية. وقد استطاعا بيع تلك الشركة في عام 2004 مقابل 5.5 مليون جنيه إسترليني إلى مجموعة "أكتيف" للأصول الخاصة.
لقد تعلم "بلاكر" و"ريفيز" من النجاح الذي حققته شركة "ديليفيرانس"، رغم التحذيرات، بأن يثقا بغرائزهما الريادية (entrepreneurial). كما ساعدت تلك التجربة على تنمية شعور بالثقة المتبادلة فيما بينهما، حسبما يؤكدان، وأصبحت تقف وراء استمرارهما في العمل معا. إذ يقول "بلاكير" "ثمة ثقة مضمونة فيما بيننا في الوقت الذي نستمتع برفقة بعضنا الآخر". وقد بلغ حب هذا الاستمتاع درجة دفعت بهما إلى قضاء عطلة في سويسرا مؤخرا. وعنها يقول ريفز البالغ 40 عاما من العمر "لم نتحدث مطلقا عن الشركة طوال رحلة على الدراجات الهوائية قطعنا فيها 600 ميل".
تقول صحيفة الفاينانشيال تايمز إن "بلاكر" و"ريفز" يجسدان شخصيتين من الطبقة الوسطى ولكن من دون الاهتمام الكثير بالمظهر. فكلاهما يرتديان سترة عادية وبنطلون جينز وكلاهما لا يتعنيان بتصفيف شعرهما. فهل هناك واحد أكثر صرامة من الآخر؟ يجيب بلاكر بالقول "تم وصفنا بالشرطي الجيد والشرطي الجيد". وحتى لو كان هناك الكثير من أوجه الشبه بينهما، فإنهما يعتقدان بأن أحدهما يكمل الآخر. إذ يقول بلاكر "إن بات مهتم أكثر بالأرقام في حين أنا مهتم أكثر بالمنتجات".
لقد مثل الحصول على اسم "صوفا دوت كوم" خطوة مهمة بالنسبة إلى خطة الأعمال التي أعدها "بلاكر" و"ريفز". غير أن شراء الاسم قد كان أمرا صعبا. فقد تمثلت مهمة الإثنان في العثور على صاحب موقع يحمل اسم "صوفا دوت كوم"، وهو ما قادهما إلى ستيف غولستاد الذي يعمل في شركة "دينيسنز ليذر أونلي" الأمريكية للأثاث. وبعد لقاء معه في نيويورك وتسليمه 100 جنيه إسترليني عبر تحويل إلكتروني، عرفا بأن غولستاد هو في الواقع مدير شركة ليس لها رخصة ببيع الاسم. وقد عرفا بأن غولستاد قد هرب مع راقصة إلى جنوب أفريقيا حيث أنفق المال الذي حصل عليه ليتم اعتقاله وسجنه بتهمة الاحتيال.
وبعد مداولات قانونية معقدة، أصبح بلاكر وريفز المالكين القانونيين بأسم الموقع، وهو انجاز ما زالا يعتقدان بأن كان يقف وراء النمو الذي حققه عملهما.
إلتقى "بلاكر" و"ريفز" لأول مرة عندما كانا يدرسان القانون في لندن في أوائل التسعينات. وبعد أن عملا لفترة قصيرة في مهنة المحاماة، أراد كلاهما ترك تلك المهنة. وبعد عام من عمله كمحام، انتقل "بلاكر" إلى مجال خدمات الأغذية في حين تحول "ريفز" للعمل في القطاع المصرفي وعمره 24 حيث عمل في قسم تمويل الشركات التابع لمصرف (HSBC)، وتحديدا في مجال خصخصة قطاع السكك الحديدية. وعن عمله هذا يقول "ريفز" "كان شاقا وتنافسيا حتى بدا وكأنه معركة يومية". وفي أحد أيام 1996 وصل "ريفز" صباحا إلى موقع عمله في المصرف ليكتشف بأنه غير قادر على مواصلة نشاطه وهو ما دفعه إلى تقديم استقالته، من دون أي خطة واضحة لديه عدا رغبته الشديدة في إدارة عمل ما.
ويتذكر "ريفز" بأن استقالته من المصرف أحدثت صدمة لدى والده، كريستوفر، الذي يعمل هو الآخر مصرفيا. وقد أقدم ريفز على الاتصال بصديقه بلاكر وذلك لأنه كان يعرف بأن الأخير لديه طموحات مشاريعية.
في مايو 1997، أقدم الصديقان على تدشين شركة "ديليفيرانس" وذلك بدعم من استثمار قيمته 20 ألف جنيه إسترليني لكل منهما مع تسهيل سحب مصرفي بقيمة 30 ألف جنيه إسترليني. وعن ذلك يقول بلاكر "إن مبلغا قيمته 70 ألف جنيه إسترليني ليس بالمبلغ البسيط لكنه كان بسيطا للغاية على ضوء ما كنا نحاول القيام به".
وقد حصلا على مكتب مساحته 1500 قدم في وحدة صناعية بمنطقة تشيلسي ليقوما بطباعة 100 ألف نسخة من قوائم الطعام. وسرعان ما نما عملهما حتى أقدما على توظيف 200 شخص أثناء ذروة العمل.
غير أن المسائل اللوجستية قد مثلت صداعا مستمرا لهما. إذ يقول "بلاكر" في يوم ممطر "غالبا ما كان السواق لا يأتون في حين كانت الطلبات ترتفع بشكل كبير بسبب مكوث الكثيرين في منازلهم مما كان يعني أن عديدا من الطلبات لم نكن قادرين على تلبيتها". ويضيف ريفيز على ذلك يالقول "كان الزبائن يعتقدون بأن علينا تقديم وجبات أرخص مما تقدمه المطاعم، لذلك كانت أرباحنا طفيفة على الدوام. فقد كنا ندير عملا معقدا من دون تحقيق أرباح مجزية". وعندما باعا الشركة في عام 2004 لم تكن الأرباح تزيد عن 300 ألف جنيه إسترليني من مبيعات تصل إلى 7 ملايين جنيه إسترليني.
لقد مثل بيع شركة "ديليفيرانس" مبعث ارتياح للشريكين لكنه خلق فراغا لهما. إذ يقول ريفز "عندما تدير شركة فإن لديك دور محدد وواضح في كل يوم. ولكنني وجدت نفسي فجأة بدون أي شيء أتمسك به".
دفع مزيج من الملل والحاجة المالية بكل من "بلاكر" و"ريفز" إلى التفكير بالبدء بعمل جديد. ولحسن الحظ كان مردود بيع شركة "ديليفيرانس" يكفي لتمويل مشروع جديد. لقد أرادا في هذه المرة شركة بنموذج أعمال مختلف جدا عن الشركة السابقة. وعن ذلك يقول "بلاكر" "أردنا أن نقوم بتشغيل كل شيء من تحت سقف واحد، ولم نكن نريد موظفين يصل عددهم إلى 200 موظف. لقد أردنا أن نتخلى عن تعقيد شركة ديليفيرانس وأن نبيع منتجا يفوق سعره سعر وجبة غذاء سفرية".
فكرا ببيع الأرائك السريرية من على شبكة الإنترنت وذلك لأن "بلاكر" اشترى أريكة ووجد بأنها مرتفعة الثمن وأنها فد اسغرقت وقتا طويلا للوصول إلى مسكنه.
وقد شجع موظف سابق بولندي الأصل عمل في شركة "ديليفيرانس" الشريكين على البحث عن أثاث في بولندة. وبناء على ذلك شرعا بجولة في مصانع الأثاث البولندية.
يقول "بلاكر" "أتذكر إننا ذهبنا لأول مصنع للأرائك السريرية لابسين قبعاتنا ومتظاهرين بأننا نعرف كل شيء حول التنجيد. أما في المصنع التالي الذي زرناه فقد كان بإمكاننا أن نتحدث بمعرفة مفصلة عن التنجيد لنكتسب المعرفة الحقيقية بالتدريج".
غير أن الاعتماد على المنتجات في بولندة قد ترك "بلاكر" و"ريفز" عرضة إلى التذبذب الحاد في أسعار الصرف. إذ يقول "بلاكر" "إن انخفاض الإسترليني أمام الزلوتي البولندي قد أثر سلبا على هوامش الأرباح مما دفعنا إلى رفع الأسعار".
وباستثناء التذبذب في أسعار الصرف، آمن "بلاكر" و"ريفز" بأن نموذج أعمال "صوفا دوت كوم" من شأنه أن يجعلهما في موقع قوي للصمود في وجه الركود الاقتصادي. إذ يقول "بلاكر" "إن قاعدة تكاليف الأعمال منخفضة جدا. فليس لدينا أكثر من 20 موظفا".
ويتوقع "بلاكر" بأن تؤدي فترة الركود الحالية إلى إلحاق أكبر الأضرار بمنافسيهم من محلات بيع الأثاث بسبب ارتفاع أسعار الإيجار وتكاليف العاملين. إلا أن "بلاكر" و"ريفز" لا يعتقدان بأنهما سكونان محصنين من آثار الركود. فقد افترضا هبوطا نسبته 30% في مبيعات الشركة. ويفسر "ريفز" ذلك قائلا "أسوأ ما في الركود الحالي هو أنه قد يؤدي إلى الملل إلا أنه بالتأكيد لن يؤدي إلى إيقاف عملنا". 

المصدر: الرأي نيوز




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011