الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue May 14, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"توني شي".. رائد الأعمال الذي لا يحفزه المال        

 لعل أحد أشهر قصص النجاح التي حققتها الأعمال عبر الإنترت في السنوات القليلة الماضية قد تمثلت في شركة "زابوس" التي هي عبارة عن موقع أعمال إلكتروني تصل قيمة مبيعاتها إلى ما يزيد عن مليار دولار، قامت شركة "أمازون" العملاقة بشرائه في العام الماضي.
ولكن مثلما هو معتاد في بناء مثل تلك الشركات، فإن "زابوس" لم تتأسس وتنمو بين ليلة وضحاها. فقبل عشر سنوات من هذا الوقت كان هناك موقع على الإنترنت يحمل نفس الأسم، عرف ببيع الأحذية، ويحاول جهد إمكانه أن يعزز مبيعاته. إلا أن هذا الموقع لم يتمكن من تحقيق هدفه قبل أن يصل إليه الشاب توني شي في عام 1999 ليعمل فيه باعتباره مستثمرا ومستشارا للأعمال. بعد ذلك بدأ كل شيء يتغير.
فبفضل النهج المبتكر الذي اتبعه شي في إرساء ثقافة متميزة للشركة تحول موقع "زابوس" ليس فقط إلى عمل مربح للغاية بل وأيضا إلى عمل يتم تطويره باستمرار من قبل الزبائن والموظفين على السواء.
في عام 2000 أصبح توني شي مديرا تنفيذا للشركة. ويرجع شي أسباب نجاح "زابوس" إلى الالتزام بقيم الشركة الأساسية والتي تمت صياغتها لجعل الموظفين سعداء على الدوام.
وعن ذلك يقول شي، الذي ألف كتابا بعنوان "توصيل السعادة: الطريق إلى الربح والعاطفة والهدف"، "إن الأولوية الأساسية لدينا في زابوس تتمثل في ثقافة الشركة. ونحن نعتقد بأنه إذا ما استطعنا أن نضع هذه الثقافة على أسس صحيحة فإن الأمور المهمة الأخرى مثل تقديم خدمات ممتازة للزبائن أو بناء علامة للشركة تبقى قائمة في المدى البعيد سيتم تحقيقها بشكل طبيعي".
بقي شي البالغ الآن 36 عاما من العمر مديرا تنفيذيا لشركة "زابوس" على الرغم من راتبه السنوي الذي لا يتعدى 36 ألف دولار والذي لا يزيد كثيرا عن راتب موظف مبتدئ في قسم خدمات الزبائن.
لقد كان شي ناجحا جدا باعتباره رائد أعمال (entrepreneur) لا يشكل بالنسبة له الراتب أو المال المحفز الأساسي. وحسبما يؤكد فإن ما يحفزه الآن هو الاستمرار في تطوير الشركة وثقافتها التي استطاع فريق "زابوس" بناؤها على مدى العشر سنوات الماضية. ذلك هو ما دفع بشركة "أمازون" إلى السماح لشي بأن يستمر في منصبه كمدير تنفيذي.
وقد فعلت "أمازون" حسنا بذلك. فقد احتلت شركة" زابوس" في بداية العام الحالي المرتبة الخامسة عشر في قائمة مجلة "فورتشون" لأفضل الشركات من حيث الرغبة في العمل بها.
يمثل شي الجيل الأول من الأمريكيين ذوي الأصول التايوانية. وقد انضم إلى شركة "زابوس" عندما كان في أواسط العشرينيات من عمره. وإذ كان شي وقت التحاقه بشركة "زابوس" خريجا جديدا، فإنه لم يكن غريبا على خلق ورعاية عمل تصل قيمته إلى ملايين الدولارات.
ففي عمر مبكر أظهر شي غريزة طبيعية في ريادة الأعمال. فعندما لم يتعد التاسعة من عمره بدأ شي أول عمل له وهو عبارة عن مزرعة للدود. بعد ذلك ببضع سنوات أسس شركة لصناعة الأزرار تعتمد على توصيل الأزرار التي يصممها الزبائن بأنفسهم بواسطة البريد. وأثناء دراسته لعلوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد بدأ ببيع البيتزا إلى زملائه الطلبة.
بعد فترة قصيرة من تخرجه من الجامعة في عام 1996 وبعمر لا يتجاوز الرابعة والعشرين، شارك شي في تأسيس موقع "لينك إكستشينج" المختص بتطوير الأعمال متخذا من غرفة صغيرة في سرداب بيته مقرا للشركة. وبعد ذلك بعامين دفعت له شركة "مايكروسوفت" 265 مليون دولار - نعم 265 مليون دولار – على ابتكاره لهذا الموقع.
وبطبيعة الحال وجد شي نفسه محتاجا إلى تحد آخر من أجل أن يشبع شهيته المشاريعية في ريادة الأعمال. وقد مثل موقع "زابوس" بالنسبة له هذا التحدي الذي كان بحاجة ماسة إليه. فقد كان هدفه ينصب على جعل شركة "زابوس" التي كانت تعاني من عدم استقرار مالي، أكبر موقع لبيع الأحذية عبر الإنترنت في العالم.
أقدمت شركة "زابوس" على تسميته كمدير تنفيذي لها مما مكنه من تحقيق ما كان يصبو إليه. فقد استطاع أن يوسع الشركة التي لم تكن مبيعاتها تذكر عندما انضم إليها لتتجاوز قيم المبيعات الآن مليار دولار سنويا.
أما المبدأ الذي يسترشد به شي على الدوام فهو السعادة. إذ يقول عندما يستمتع المرء بما يقوم به ويحب المكان الذي يعمل فيه فإن أشياء عظيمة ستحدث.
ويضيف شي قائلا "لدينا عشر قيم أساسية في شركة زابوس. وما نسعى إلى القيام به هو توظيف أؤلئك الذين تتطابق قيمهم الشخصية مع قيم شركتنا"، مؤكدا في نفس الوقت على أهمية ألا يخفي المرء نفسه عندما يكون خارج مكتب الشركة. إذ يقول "إن الأمر ينصب على أن يكون المرء نفسه عندما يكون في المكتب لأننا وجدنا أنه عندما تتشكل الصداقة الحقيقية فإن الابتكار يزدهر والأفكار العظيمة تتوالى وهو ما يقف في الواقع خلف النمو والتوسع".
ومن نافل القول أن الشركة لا توظف على الإطلاق أي شخص لا يتطابق بقيمه مع قيم الشركة. إذ يقول شي "قيمنا تقوم على التواضع، وهذا هو الشيء الذي يمثل العقبة الأساسية في عملية التوظيف. هناك الكثير من الناس الأذكياء إلا أنهم أنانيون لذلك فإن الأمر بسيط بالنسبة لنا. فنحن لا نوظفهم".
وعلى نفس المنوال فإن الشركة سرعان ما تتخلص من الموظفين الذين لا يلتزمون بمثل هذه القيم.
وفي أغلب الأحيان عندما يتم الاستحواذ على شركات ناشئة من قبل شركات كبرى فإن مثل هذه الثقافة والقيم تتلاشى وتتبدد. غير أن مثل هذه الحالة لا تنطبق على شركة "زابوس" مثلما يؤكد شي.
فقبل أن تتفق شركتا "أمازون" و "زابوس" على صفقة الإندماج، وقعت "أمازون" على وثيقة تعهدت من خلالها بأنها ستترك شركة "زابوس" بأن تقوم بما تقوم به. ويؤكد شي على أن "أمازون" قد احترمت تعهدها.
لعل الشيء الوحيد الذي تغير، كما يقول شي، هو أن شركة "زابوس" استبدلت مجلس إدارتها القديم بمجلس جديبد اختارته "أمازون". ولا تزال "زابوس" تدير عملياتها بنفسها مما مكنها من المحافظة على الثقافة التي تم إرساؤها بعناية أثناء سنواتها باعتبارها شركة مستقلة. 
 

المصدر: الرأي نيوز

 




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011