الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue May 14, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"جوانا ميزيليس".. الإلهام من اللحظات العصيبة        

غالبا ما تأتي لحظات الإلهام والإبداع في الأوقات العصيبة. وبالنسبة إلى "جوانا ميزيليس"، فإن فكرة أعمالها التي تبلغ قيمتها الآن عدة ملايين من الدولارات جاءت إليها بعد أن أخذت ولدها، بن، إلى صالون الحلاقة لأول مرة مرة في حياته.
كانت "ميزيليس" عازمة على أن تكون تلك المناسبة خاصة كما لو كانت أول ابتسامة لطفلها أو أول خطوة يخطوها أو أول كلمة ينطق بها. وعن ذلك تقول " كان بن أول أطفالي. وكان لديه شعر مموج ذهبي جميل ينحدر إلى نصف ظهره".
وبتصميم منها على تسجيل وتوثيق تلك اللحظة الجميلة، ذهبت "ميزيليس" إلى صالون الحلاقة حاملة الحفاظات وجهاز كاميرا وبالطبع بن، متوقعة أن يستقبلها حلاق ماهر يأخذ ابنها ذا العام الواحد في أحضانه.
بدلا من ذلك من ذلك اقتيدت "ميزيليس" وولدها إلى غرفة خلفية بعد أن تبين أنه ليس هناك حلاق يريد أن يقص شعر بن. وبعد مفاوضات وأخذ وأرد، تم استدعاء إحدى مصصفات الشعر. وقد سارعت الأخيرة في وضع بن على مقعد وضعت عليه اثتين من كتب دليل الهاتف الثخينة. وقد أمسكت "ميزيليس" بيد في خاصرة بن حتى تمنعه من الميلان والسقوط من على المقعد. وعن هذه الحادثة تقول "كانت بالضبط ما لم أكن أتمناه وأريده".
عادت "ميزيليس" مع إبنها إلى البيت وهي تشتعل غضبا. وتتذكر قائلة "أخبرت زوجي بأنه عليي أن أفتتح صالون لحلاقة الأطفال".
أما اليوم فقد أصبحت "ميزيليس" مؤسسة ورئيسة شركة "سنيب أتس" (Snip-its) سريعة النمو والتي تمتلك سلسلة من محلات حلاقة الأطفال في الولايات المتحدة. ولدى الشركة الآن 62 صالونا، يقع العديد منها في ولاية نيو إنجلاند ولكن أيضا في ولايات أريزونا ونيفادا وتكساس وفلوريدا، وتقوم بقص شعر ما يزيد عن مليون طفل سنويا. وخلال العام الماضي بلغت إيرادات الشركة 20 مليون دولار.
تقول "ميزيليس" "عندما جاءتني الفكرة في البداية، اعتقدت بأن الأمر شيء بإمكاني القيام به، أو بعبارة أخرى ظننت أنه عمل أستطيع أن أحتضنه بيدي. فلم يكن علم من علوم الصواريخ بل كان صالون لحلاقة الأطفال، مهيء للبكاء بأصوات عالية".
ولدت "ميزيليس" لعائلة من الفنانين في حي بيفرلي هيلز بولاية كالفورنيا. وقد كانت الابنة الأصغر من بين أربعة أطفال. كان والدها منتج سينمائي في حين كان جدها لأمها ممثلا كوميديا معروفا وهو جاك بيني.
 تخرجت "ميزيليس" من جامعة ديوك في عام 1987 بشهادة في الدراسات الأفريقية قبل أن تنتقل إلى بوستون مع زوجها، الذي يعد رائد أعمال (entrepreneur) في مجال برمجة الكمبيوتر، لتعمل في إدارة مخزن للأحذية الراقية.
بعد أن استحوذت عليها فكرة وجود سوق أمريكية بقيمة 5 مليارات دولار في مجال قص شعر الأطفال، بدأت "ميزيليس" تستشير أعداد من الأمهات الشابات. ويشار إلى أن العديد من العلامات التي تميز "سنيب-أتس"، من الصندوق السحري الذي يمنح الطفل هدية مقابل خصلة من شعره في نهاية الحلاقة، إلى وضع كرسي للأب أو الأم في كل موقع لتصفيف الشعر من أجل تخفيف مشاعر اللهفة لدى الطفل، قد جاءت من تلك الاستشارات.
وخلال فترة امتدت لعامين، استطاعت "ميزيليس" أن تحصل على المال اللازم لإطلاق أعمالها. فبالإضافة إلى 100 ألف دولار مثلت كل ما ادخرته طوال حياتها، قدم لها الأصدقاء والأقرباء 300 ألف دولار. كما استدرجت "ميزيليس" صديق كان يدرس في كلية الأعمال بجامعة هارفارد ليساعدها في إعداد خطة العمل في حين أقدمت على استشارة مالك لصالون حلاقة أطفال في مدينة لوس أنجيلس لمساعدتها في تحديد أي من منتجات الشعر أفضل للأطفال ولكي ينصحها بشأن توظيف وتدريب الحلاقين ومصففي الشعر.
تعاقدت "ميزيليس" مع بروس هاري، المتخصص في الرسوم المتحركة، لكي يصمم لها الديكور الداخلي الذي أرادته أن يكون بشكل يشعر الطفل وكأنه يمشي من أمام فلم كارتون. وقد هيمن على الديكور الداخلي ألوان براقة وجريئة. أما في مكان الانتظار، فقد تم وضع مجموعة من لعب الأطفال. كما أقدم هاري على رسم بعض الشخوص والأشكال، بضمنها سنيبس الذي هو عبارة عن مقص ودود وصديق.
عندما تم افتتاح أول صالون في عام 1995 في مركز "شوبرز وول"، وهو مجمع للتسوق بمدينة فرامنغهام بولاية ماساتشوستس، ازدحم الصالون بالزبائن منذ اليوم الأول. غير أن الأمور لم تسر بشكل سلس. إذ تقول "ميزيليس" "استغرقت وقتا طويلا وأنا أعول على النجاح، لكن سرعان ما حل الأمر الواقع. فقد بدأت أواجه المشاكل من قبيل ذلك الحلاق الذي لا يؤدي عمله بشكل جيد وذلك الزبون غير السعيد بالخدمة".
لقد مثل العثور على الموظفين تحديا صعبا أمام "ميزيليس". إذ تتذكر إحدى عطلات نهاية الأسبوع في الأشهر الأولى من بداية العمل عندما لم يصل سوى اثنين من الحلاقين من مجموع ثمانية إلى الصالون. وفي مناسبة أخر أبدت حلاقة تعمل في الصالون قدرا أكبر مما يجب من الحماسة في قص شعر طفل لا يزيد عمره عن العام الواحد. إذ تقول "ميزيليس" "بقيت الحلاقة تقص وتقص، وعندما انتهت لم يكن على رأس الطفل أي شعر. أما والدته فقد كانت تبكي".
وتصف "ميزيليس" هذه الأحداث باعتبارها "لحظات من الإلهام". فقد أقدمت على إعداد بروتوكول خاص بخدمات الزبائن يتعلق في إدارة وقت الانتظار وقامت كذلك بتحضير مواد للتدريب خاصة في كيف يتعين أن تكون الحلاقة الأولى للطفل. أما اليوم فقد أصبح الصالون يقدم حزمة احتفالية خاصة بالحلاقة الأولى تتكلل بصورة فوتوغرافية وشهادة اعتراف بالشجاعة.
تقول "ميزيليس" "أردت أن يفهم الحلاقين الذين يعملون معي بأن الحلاقة الأولى للطفل هي مناسبة خاصة. فهي تجربة مهمة للغاية بالنسبة إلى الآباء".
خلال السنة الأولى من نشاطها، تكبدت شركة "سنيب-اتس" خسائر نجمت بالدرجة الأولى من الإدارة الضعيفة للإنفاق، حسبما تقول "ميزيليس". إذ لم تكن تفرض سعرا كافيا على الحلاقة الواحدة (9.95 دولار مقابل 17 دولارا في الوقت الحاضر) في حين كانت تكاليف الأجور مرتفعة ومدفوعات العمولات باهظة. بعد عامين من النشاط، حققت الشركة أرباحا مقدارها 500 ألف دولار وبقيت مربحة منذ ذلك الوقت.
ذلك شجع "ميزيليس" على افتتاح أربعة صالونات أخرى في ولاية ماساتشوستس خلال السنوات الأربع اللاحقة. وخلال الفترة بين عامي 2003 و 2006 حققت الشركة بصالوناتها الخمسة مبيعات قيمتها 1.8 مليون دولار.
في عام 2003 أقدمت "ميزيليس" على تحويل أعمالها إلى عملية امتياز. فقد تعاقدت مع محام وأحد الخريجين الجدد من كلية للأعمال لمساعدتها في إعداد برنامج ينطوي على مواد تسويقية متنوعة وإرشادات تشغيل. وتقول ميزيليس إن مفتاح النجاح لأعمال الامتياز يكمن في اختيار المالكين بشكل صحيح. وفي حالة امتياز "سنيب-اتس" فإن ذلك يعني اختيار زوجين لديهم أطفال صغار لأنهم "يستوعبون الفكرة بشكل سريع".
وعندما يتم تدشين صالون يحمل امتياز "سنيب-اتس"، تستثمر الشركة في البداية مبلغا قيمته 200 ألف دولار. وتبلغ رسوم الامتياز 5% في السنة الأولى و 6% في السنوات التالية. وهناك الآن 42 صالونا تحمل امتياز "سنيب-اتس" تنتشر في 23 ولاية مع وجود 10 صالونات أخرى في طور التطوير. وتمتلك ميزيليس 40% من الشركة الأم في حين تتوزع حصة أخرى مقدارها 40% على أصدقاء وأقرباء ومستخدمي الامتياز. أما الحصة الباقية ومقدارها 20% فتعود إلى مستثمرين في شركات لاستثمار الأموال.
وفي أكتوبر الماضي، أقدمت "ميزيليس" التي هي أم لأربعة أطفال على التخلي عن شؤون إدارة الأعمال اليومية متنازلة عن منصب المدير التنفيذي للشركة إلى جيم جورج المدير التشغيلي السابق للشركة.
وتعتزم "ميزيليس" الآن التركيز على بناء علامة الشركة. وعن ذلك تقول "ينصب التركيز في الوقت الحاضر على نمو أعمال الشركة عبر استخدام نفس نموذج امتياز صالونات الحلاقة. لقد أنفقت 15 عاما من عمري في هذا العمل وفي كل يوم هناك شيء جديد".
وصايا ميزيليس لأصحاب المشاريع
• تذكروا من هو المدير: فعندما افتتحت أول صالون للحلاقة كان مصففو الشعر يملون علي كيف يجب أن يكون العمل، قائلين بإنني لا أعمل في أيام السب والأحد. كنت أفتقر إلى التجربة وسمحت لهم بأن يخبروني ما يتعين علي أن أقوم به.
• أهمية العناية في توظيف العاملين: هناك العديد من مصففي الشعر في السوق. وقد كنت أعتمد على مدارس التجميل في العثور عليهم. بدأت أتطلع إلى النوع الصحيح منهم. فيجب أن تكون لديهم رغبة قوية بالعمل.
• لا تخافوا من تسريح العاملين: يتطلب أمر جعل العمل يسير بسلاسة الشيء الكثير. خلال السنة الأولى أو حتى الثانية كان لدينا نسبة تبديل للعاملين تتراوح بين 300% و 400%. أما في السنة الثالثة فقد انخفضت هذه النسبة إلى 10% فقط. لذلك إن وجدتم شخصا ما لا يبذل جهدا في عمله فعليكم بتسريحه. فمن الأفضل أن يكون هناك نقص في الموظفين على أن تكون هناك حلاقة غير جيدة.
• تأكدوا من أن يكون لديكم الكثير من المال: فمن الصعب الوقوف في وجه أي عاصفة إن كنتم تفتقرون إلى ما يكفي من رأس المال. 
 
 المصدر: الرأي نيوز




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011