الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue May 14, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"جولس كرول".. مدمن تأسيس المشاريع الرائدة        

يتحين "جولس كرول" الفرصة المناسبة. فبعد ثلاثة عقود من نجاحه بمفرده في خلق قطاع من الأعمال يختص بالصناعة الأمنية وفي نقل عمل وكالات المخبرين من الأزقة الضيقة إلى غرف مجالس الإدارة، يتطلع مؤسس شركة "“كرول” إنك" إلى مجابهة تحد آخر.
لقد أقدم "“كرول”" قبل أربع سنوات على بيع شركة "“كرول”" إلى شركة "مارش أند ماكلينان" العملاقة للتأمين مقابل 1.9 مليار دولار. كما أقدم على التقاعد في يوليو الماضي عندما رفضت إدارة شركة "مارش" العرض اذي تقدم به بإعادة شراء شركة "“كرول”". أما الآن فهو يتمتع بإجازة يقضيها في ممارسة هوايته المحببة في البستنة.
غير أن "“كرول”" البالغ 67 عاما من العمر يرفض الجلوس على معقد وثير لكي يقضي ما تبقى له من العمر. فبدلا من ذلك يتطلع “كرول” الذي يصف نفسه بـ "المشاريعي المتواصل" إلى إيجاد فرص جديدة في كل أنحاء العالم. وعن ذلك يقول لصحيفة الفاينانشيال تايمز "الوقت الذي أمر به عصيب في بعض الجوانب. فما يثيرني في الوقت الحاضر هو أنني ليس لدي تلك المسؤولية لكي أكون قادرا على التفكير والتعلم. والسؤال هو كيف لي أن أضع ذلك في باب الممارسة".
تقول الصحيفة إن “كرول” أكثر ارتياحا في هذه الأيام إذ ما تم النظر إلى حياته من جوانب أخرى. فزوجته لنحو 40 عاما، لين، تقول إنه يغادر المنزل إلى مكتبه في حي منهاتن متأخرا نصف ساعة ليعودا إلى المنزل مبكرا بنصف ساعة. كما استطاع أن يتخلى عن إدمانه على تدخين السيجار، وهي عادة كانت تطمئن زبائنه بأنهم يتعاملون مع شخص مثلهم.
تضيف الصحيفة أن “كرول” يقوم منذ عدة عقود بزيارات فصلية إلى مكاتب شركة “كرول” في لندن. إلا أن زيارته الأخيرة إلى العاصمة البريطانية برفقة زوجته كانت الأولى التي يقضي فيها أوقاتا في المساء يتجول فيها في معارض الفن والعروض المسرحية في منطقة ويست إند الشهيرة.
وعن ذلك يقول موجها ابتسامته إلى وزجته التي تقرأ له تقريرا عن مسرحية يتعزمان حضورها في الليل، "في وقت المساء بإمكاني أن أكون بشرا مرة أخرى".
بيد أن فترات الصباح ما تزال تمثل له أوقات عمل. إذ يدرس خلالها أربع إلى خمس خطط أعمال محتملة وكله أمل في العثور على صناعة أو قطاع يمكن له أن يحدث ثورة جديدة فيه. إذ يقول "ما أريد أن أفعله هو نفس الشيء الذي فعلته لأنشطة التحقيق، وهو أمر بسيط في الواقع. فقد استطعنا أن نجلب أناس جيدين بخلفيات مهنية متباينة إلى مجال جديد، لم يكن يعد المجال الأكثر احتراما في العالم".
تقول صحيفة الفاينانشيال تايمز إن جولس “كرول” ربما يكون واحدا من القلة في العالم الذي يمكن أن يقول لمن يقابله "لقد قلت لك من قبل". فهو لديه تاريخ طويل من القدرة على تجميع قادة الخدمات المالية والمنظمين والمستثمرين في اجتماعات نادرة لكي يتحدثوا فيها عن قضايا وممارسات الأعمال الحديثة.
وقبل نحو خمس أو ست سنوات ساوره القلق حول نمو حجم وتعقيد سوق المشقات العالمية مما دفعه إلى طرح الموضوع أمام تلك الاجتماعات. وعن ذلك يقول "كنت أسأل: كم منكم يفهم حقا المشتقات في المؤسسات التي تعملون فيها؟"، مضيفا بأن الأجوبة على سؤاله هذا لم تؤد سوى إلى زيادة حدة القلق لديه.
ويضيف قائلا "غالبية المديرين لم يكن باستطاعتهم تقديم مثال متماسك عن أهم المشقات التي تمتلكها مؤسساتهم أو التي كانوا مسؤولين عنها. وإذا كان الأمر صعبا على التفسير بطريقة معقولة ومفهومة إلى أعضاء مجلس الإدارة، فإن ذلك يعني ضرورة عدم الولوج في هذا الطريق". 
يسعى “كرول” الآن حيث يقضي فترة التقاعد عن العمل إلى الترويج لقضية النهوض بحوكمة الشركات، وخصوصا لدى العديد من المصارف التي واجهت المشاكل خلال الفترة الأخيرة. ويتكهن “كرول” بأن دعاوي قضائية وعمليات تحقيق سوف تتالى من جراء هذه المصاعب. إذ يقول "ستكون هناك أكباش فداء. إذ أفكر دوما بالثورة الفرنسية".
أما بالنسبة إلى المستقبل، فيقول “كرول” إن الشركات بحاجة إلى أن تقوم بشيئين: "الأول، تغيير مزيد الناس الذين يشغلون مناصب مجالس الإمارة، والثاني، منح مجالس الإدارة إمكانية الاتصال بالخبراء من خارج مؤسسات التدقيق".
والسيد “كرول” المعروف بإصغائه وكتابته للملاحظات عندما يجد الأمر ممتعا، يعد من أولئك المحبوبين والمؤدبين، وهي سمات أبعد ما تكون عن سمعة شركته التي أسسها والتي تختص بمتابعة الثروات المسروقة وتتبع الأسرار غير الشرعية.
وقد تضمنت رحلته الأخيرة إلى لندن عقد عدة اجتماعات تستهدف استكشاف القوانين في المملكة المتحدة والتي تسمح لغير المحامين بامتلاك 25% من المؤسسات القانونية وكذلك التي تسمح لتلك المؤسسات ببيع أسهمها إلى الجمهور.
ويشم السيد “كرول”، الذي عمل في بداية حياته محققا، فرصة في السوق البريطانية. فخلال السنوات القليلة الماضية، تمثلت أحد أكثر خطوط أعمال “كرول” ربحية في دعم العمليات القضائية وفي البحث في الوثائق والعثور على الشهود وغير ذلك من الأدلة خلال المرحلة التي تسبق المحاكمة والمعروف باسم مرحلة "الاكتشاف".
ويمكن للبنية الجديدة في المملكة المتحدة أن تسمح بتأسيس شركة من نوع جديد تتنافس مع المؤسسات القانونية في لندن والمعروفة بارتفاع أجورها، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا، وغير المحامين وأنشطة التعهيد بهدف خفض التكاليف في القضايا القانونية المعقدة والطويلة وخصوصا في مجالات الملكية الفكرية. يقول “كرول” "نمر الآن في الولايات المتحدة بفترة ركود اقتصادي، مثلما نمر هنا في المملكة المتحدة بنفس هذه الفترة. لذلك ستكون هناك ضغوط على المؤسسات القانونية بهدف القيام بشيء بخصوص التكاليف. فالعمل الذي يبذل في مراجعة الوثائق طويل ولا ينتهي وبصراحة لم يعد مثل هذا العمل بحاجة لأن يقوم به محامون".
ثمة مجال محتمل آخر من الأعمال أمام “كرول” يتمثل في تتبع الأصول والتحقق من الهويات في مختلف أنحاء العالم. وهناك أيضا خطة “كرول” في تأسيس وكالة تصنيف ائتماني تنافس وكالة "مووديز" و"ستاندارد أند بوورز" و"فيتش".
وبدلا من السعي إلى تغطية كل شيء، يقول “كرول” إن أعماله ستركز على المنتجات المالية المعقدة، حيث هناك حاجة ماسة إلى التصنيف، وذلك في سعي منه إلى تقديم تقييمات أكثر تعقيدا. وعن ذلك يقول "ثمة نسبة من أنشطة التصنيف الائتماني التي يمكن أن تبرر وجود أكاديميين مرموقين، وممارسين، ومتخصصين في عمليات الائتمان، ومحامين، ومحاسبين يحدقون في تلك الأشياء بطريقة تمكنهم من الولوج في العمق، مما يعني أن بإمكان الناس أن يثقوا بهم حقا وإلى مدى كبير".
وفي حين أن فترة الركود الاقتصادي قد تكون فترة غير مناسبة للبدء بنموذج أعمال جديد، إلا أن “كرول” لا يساوره أي قلق بشأن ما يعتزم القيام به. فلديه الكثير من الأموال النقدية التي حصل عليها من بيع شركة "مارش".
لقد كان “كرول” في بداية حياته المهنية في حي كوينز بنيويورك رجل أعمال مترددا أجبر بسبب مرض والده على الانضمام إلى أعمال الأسرة في مجال الطبع. غير أن أعمال الأسرة هذه كانت تعاني من الفوضى الأمر الذي دفع ب”كرول” لأن ينفق السنوات الثلاث الأولى في الشركة على تحسين أداءها بهدف بيعها. وعن ذلك يقول "لم تكن لدي فكرة بأنني أريد أن أكون رجل أعمال. ففي الحقيقة لم أكن أريد أن أكون كذلك، فقد كنت أظن على الدوام بأن حياتي ستكون في قطاع الخدمات الحكومية".
وخلال الفترة التي قضاها في كلية القانون، عمل “كرول” كمساعد لروبرت كنيدي لينضم بعد ذلك إلى مكتب المدعي العام المحلي وبقي في هذا المكتب حتى وقوع والده ضحية للمرض.
لقد منحته الخبرة في مجال الطبع الثقة لكي يبدأ في عام 1972 بتأسيس شركة “كرول”، وهي عبارة عن شركة استشارية سرعان ما تحولت إلى مؤسسة متخصصة في مكافحة أعمال الاحتيال في مجال الشراء.
ومن هناك وصل “كرول” إلى وول ستريت وذلك بفضل قدرته على إقناع السطات والشركات بحاجتها إلى معلومات أفضل حول منافسيها ومناوئيها. وبفضل عدم وجود أي شركة منافسة، استطاع “كرول” بأن يقيم أعماله حسب نموذج كان يعتقد بأنه الأفضل وهو نفس النموذج الذي تتبعه مؤسسات مثل "غولدمان ساكس" و "ماكينزي" و "سكادين أربس".
وعندما بدأ المنافسون يتدفقون إلى السوق، أقدم “كرول” على التوسع في الخارج وفي مجالات جديدة، مثل مساعدة الشركات على التحقيق في شؤون شركائها في الأسواق الناشئة، وفي إنقاذ الموظفين المخطوفين وفي إعادة هيكلة الأقسام التي تعاني من المشاكل والصعوبات. غير أن شراكة لفترة قصيرة مع "أو غارار"، وهي شركة متخصصة بإنتاج السيارات المضادة للرصاص، أثبتت بأنها شراكة غير سعيدة مما دفع بالشركتين إلى الانفصال في أوائل عام 2001. وبعد ذلك بأشهر، شهدت الأعمال الأمنية في الولايات المتحدة وفي العديد من دول العالم انتعاشا كبيرا بسبب هجمات 11 سبتمبر.
من جهة أخرى أدت موجة من فضائح الشركات في الولايات المتحدة إلى مساعدة أعمال “كرول” في التركيز على جانب القضايا القانونية وهو ما استقطب في وقت لاحق انتباه جيفري غرينبيرغ، المدير التنفيذي آنذاك لشركة "مارش". وقد سارت المحادثات بين الشركتين بسرعة نسبيا وربما بسبب كون والد غرينبيرغ، هانك غرينبيرغ، الذي كان يدير مجموعة "أي آي جي" العملاقة للتأمين، داعما لأعمال “كرول” منذ ما يزيد عن العقد. وقد بقي “كرول” أربع سنوات في شركة "مارش" حسبما نص العقد الموقع لينسحب تدريجيا من إدارة العمليات اليومية بهدف التركيز على الأعمال الخيرية.
بيد أن من الواضح أن الأعمال الخيرية ليست كافية بالنسبة إلى “كرول”. فردا على سؤال حول ما يتوقع أن يكون عليه في العام المقبل، أجاب “كرول” بأنه سيعود على رأس أعماله. ويؤكد “كرول” على أنه قد سيكتسب "منصة" جديدة بحلول الصيف المقبل وهو وقت انتهاء سريان اتفاقية عدم التنافس التي وقعها "مارش".
يقول “كرول” "سواء تعلق الأمر بتأسيس وكالة للتصنيف الائتماني أو القيام بشيء مثير آخر في مجال خدمات الهوية، فإنا أحبذ دوما بأن أضم إلى هذا العمل شيء من الخدمات المهنية المصاحبة". 
 

 المصدر: الرأي نيوز
 

 




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011