الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue May 14, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"روبرت لويس دريفوس"... الذي أنقذ ساتشي أند ساتشي        

يحضر الاجتماعات الرسمية وهو غير حليق اللحية، لابسا بدلة من دون ربطة عنق وبين أصابعه سيجار غليظ ومفضلا الجلوس ممدا رجليه على الطاولة. ذلك هو "روبرت لويس دريفوس" صاحب الكاريزما والذي توفي في الرابع من يوليو 2009 بعد معاناة مع معرض السرطان عن عمر يناهز الثالثة والستين عاما والذي كان بإمكانه أن يقضي حياته باعتباره وريثا لإمبراطورية أعمال تمتلكها أسرته العريقة.
بدلا من ذلك، استطاع "لويس دريفوس" رائد الأعمال (entrepreneur) الفرنسي السويسري أن يصنع نفسه وثروته بنفسه وأن يصنع ثروة أخرى من إقدامه على إنقاذ شركة "ساتشي أند ساتشي" البريطانية الشهيرة للإعلان وشركة "أديداس" المصنعة للألبسة الرياضية.
ولكن عندما عاد أخيرا إلى إمبراطورية الأعمال التابعة لأسرته، كان في واقع الأمر مليارديرا صنع نفسه بنفسه. لعل خطأه الوحيد في مجال الأعمال قد تمثل في امتلاكه لنادي "أولمبيك مرسيليا" لكرة القدم.
ولد "لويس دريفوس" في باريس في عام 1946 لأسرة غنية تمتلك ثروة طائلة. وبحلول سنة ميلاده تحولت أعمال الأسرة، التي تأسست في عام 1851 من قبل والد جده، ليولد، إلى إمبراطورية مزدهرة تتعامل بالدرجة الأولى بالحبوب والبواخر والأسلحة.
غير أنه لم يرغب أبدا بأن يكون مجرد وريث لهذه الأسرة العريقة. فقد كان على الدوام رجلا متمردا ووحيدا اعتبره العديد لسنوات طويلة بأنه "الخروف الأسود" في العائلة. فهو لم يعبر أبدا الامتحان النهائي في المدرسة، وهو شيء غالبا ما يتذكره بعد أن تخرج من كلية هارفارد للأعمال. قضى بعض الوقت في جمعية تعاونية (كيبوتز) إسرائيلية وعمل لصالح أسرته في البرازيل والولايات المتحدة.
في أوائل الثمانينات من القرن المنصرم انضم إلى شركة "أي إم إس هيلث" وهي شركة أمريكية صغيرة تنشط في مجال بحوث سوق الأدوية. وعندما أقدمت شركة "دون أند برادستريت" على شراء تلك الشركة في عام 1988 مقابل 1.7 مليار دولار، حقق "لويس دريفوس" ثروته مما مكنه من الاسترخاء لبعض الوقت في منحدرات التزلج السويسرية. غير أنه سرعان ما أصابه الملل.
في عام 1989 استدعته شركة "ساتشي أند ساتشي" البريطانية الشهيرة في مجال الإعلان بعد أن وقعت ضحية لأعباء ديون باهظة. ومن خلال منصبه في الشركة باعتباره المدير التنفيذي، قاد "لويس دريفوس" عملية إعادة الهيكلة وخفض التكاليف من خلال إقدامه بنفسه على إدارة الحسابات الكبيرة للشركة.  ولم يكتف "لويس دريفوس" بذلك بل ساهم في دعم النماذج الإبداعية لشركة "ساتشي أند ساتشي".
يقول بعض ممن زامله في الشركة بأن "لويس دريفوس"، أو آر إل دي كما يحبون أن يسمونه باستخدام الحروف الأولى من اسمه، قد أظهر متعة في القيام بالأعمال وأن غالبية الناس كانوا يحبون العمل معه. غير أن ذلك لم ينطبق على الأخوين، تشارلس وموريس ساتشي اللذين ساءت علاقته معهما.
تقول صحيفلة الفاينانشيال تايمز في مقال رثائي للويس دريفوس، إن آر إل دي لم يكن يهتم بالتفاصيل، بل كان مختصا في معالجة المشاكل مثلما كان رائد أعمال سرعان ما يفقد اهتمامه بالأشياء التي يقوم بها.
وبحلول عام 1992، أصبحت شركة "ساتشي أند ساتشي" آمنة، وهو ما مكنه ليظهر تحمسه نحو الانتقال للقيام بشيء آخر.
في ذلك الوقت بدأ "لويس دريفوس" يبدي إعجابه بشركة "أديداس". ولم تكن تلك الشركة الشهيرة بحاجة إلى المساعدة فقط بل أن "لويس دريفوس" كان محبا متحمسا للرياضة. فكما كتبت باربرا سميت في كتابها حول شركتي "أديداس" و"بيوما" والذي جاء تحت عنوان "غزو الملاعب"، كانت جدران منزله في سويسرا، الذي اشتراه بعد أن أصبح مواطنا سويسريا، مغطاة بالكؤوس والمقتنيات الرياضية.
كان "لويس دريفوس" لاعبا متحمسا في لعبة البوكر ومفاوضا ممتازا. وبفضل الثروة الخاصة التي يمتلكها فقد كان قادرا أن يعرض على المتفاوضين معه عروضا قاطعة قائلا لهم: إما أن تقبلوها أو أن ترفضوها.
ومقابل استثمار طفيف، أصبح "لويس دريفوس" المدير التنفيذي لشركة "أديداس" مثلما أصبح مساهما رئيسيا فيها. وخلال عمله في هذه الشركة قام بنقل جزء كبير من الإنتاج إلى آسيا مثلما قام بزيادة الإنفاق على الإعلان. وخلافا لما كان يجري في السابق حرص على إيصال منتجات الشركة إلى المحلات في الموعد المحدد.
في عام 1995، أي بعد أقل من ثلاث سنوات على وصوله إلى شركة "أديداس"، استطاعت الشركة إدراج أسهمها في البورصة بقيمة رأسمالية بلغت 11 مليار فرنك سويسري.
مرة أخرى بدأ الملل يصيبه. فقد أخبر سميت عن وضعه آنذاك قائلا "قلت لنفسي ما الذي يجبرني على البقاء"؟.
وبحلول أواخر التسعينات تم تشخيصه بمرض سرطان الدم وهو ما أخفاه عن الناس حرصا منه على عدم إصابة والدته بالحزن.
وخلال العقد الأخير من عمره عمل بنجاح في مجال الاتصالات بفرنسا وقام بتأسيس شركة سويسرية مختصة بحقوق الملكية الرياضية أسماها "إن فرونت". غير أن أهم عمل تحمس له تمثل في امتلاك نادي "أولمبيك مرسيليا" لكرة القدم.
فعندما اشترى هذا النادي في عام 1996 أي عندما كان ضحية للفضائح قال "أعرف بأنني لن أحقق الأرباح من امتلاك هذا النادي". كان "لويس دريفوس" معلقا آماله على فوز الفريق ببطولة ما. وكان يقول لو فزنا بكأس أي بطولة فإنني سأنام مع هذا الكأس.
انتهى المطاف بأن يقوم "لويس دريفوس" بضخ 200 مليون يورو في النادي من دون الفوز بأي بطولة. كما تم تغريمه 200 ألف يورو لدوره في انتقالات مشبوهة للاعبين. ومع ذلك فقد كان مولعا بأن يقوم بالأعمال وهو يرتدي قميص نادي أولمبيك مرسيليا. وحتى أثناء الأسابيع الأخيرة من عمره كان يتدخل في شؤون انتقال اللاعبين.
في عام 2000 عاد "لويس دريفوس" إلى الانضمام إلى أعمال أسرته ليصبح فيما بعد المدير التنفيذي والمساهم الأكبر في تلك الأعمال مشرفا على مبيعات سنوية تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار.
كان أبوه سيفرح فرحا عظيما لو أقدم روبرت على هذا العمل أثناء حياة الأول.
مات "روبرت لويس دريفوس" ومعه ثروة تقدر بنحو 7 مليارات دولار، تاركا زوجته، مارغريتا، التي التقاها أثناء رحلة له على الطائرة، وثلاثة أولاد منها.


المصدر: الرأي نيوز

 




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011