الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue May 14, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"روجر ماكيتشني".. شهية نحو الابتكار        

 مثل عرض الترقية الذي أتيح أمامه في سنوات الثمانينات اللحظة التي قرر فيها " روجر ماكيتشني" أن ينزل من سلم الإدارة في الشركة التي يعمل فيها.
 فقد رفض "ماكيتشني" منصب مدير التسويق في شركة "سميثس كراسبس" لأنه لم يرغب بترك طريقة معيشته وأصدقاءه في منطقة شمال شرق إنجلترا ليذهب إلى الجنوب.
إلا أن "ماكيتشني" وأمام الواقع الاقتصادي القاتم الذي كانت تعيشه منطقة الشمال الشرقي في عهد حكومة رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر، عندما عانت هذه المنطقة من ركود خانق وتفشي البطالة، أدرك بأن البحث عن وظيفة أخرى سيكون عملا بلا جدوى. لذلك وجد بأن عليه أن يعمل لمصلحته وأن يطور مهنة له تقوم على قدرته على الإبداع والتواصل مع الناس.
طرد "ماكيتشني" منذ البداية من عقله فكرة أن يفتتح عملا استشاريا وذلك لقناعته بأن "هناك الكثير من هؤلاء الذين يسميهم بقارئي الحظ في السوق". بدلا من ذلك قرر أن يصبح رائد أعمال (entrepreneur) مقتنعا بأن مستقبله يكمن في إيجاد خط إنتاجي جديد يتمثل في رقائق الخبز المصنوع من القمح والذرة والمعروف باسم "تورتيلا" وهو اسم إسباني الأصل يطلق على هذا النوع من المنتجات التي تعود في الأصل إلى أمريكا اللاتينية.
أما الآن فقد أصبحت منتجاته من بين المواد الأساسية التي يجدها المستهلك في رفوف محلات المواد الغذائية والسوبرماركت بعد أن كانت شيئا لم يسمع عنه من قبل في المملكة المتحدة.
تقول صحيفة الفاينانشيال تايمز في تقرير أعدته خصيصا عن "ماكيتشني" إن آخرين قد لا يقدمون على تلك القفزة التي أقدم عليها رائد الأعمال هذا. فقد نشأت لديه فكرة إنتاج التورتيلا عندما كان يعمل في شركة "أسوشييتيد بيسكتس" وبالتحديد عندما رفضت لجنة اختبار المنتجات المنتج الجديد الذي اقترحه "ماكيتشني". إذ أن 90% ممن تذوق المنتج قالوا إنه منتج غير جيد.
وعن ذلك يقول "ماكيتشني" ضاحكا "لم يتحروا جيدا عمن كانت نسبة الـ 10% المتبقية. فقد ظهر فيما بعد أن أغلبيتهم هم من الأغنياء الذين يقضون أوقات متعتهم في المنازل والذين يحبون الشراب ويسكنون منطقة الجنوب الشرقي من إنجلترا ويتسوقون في العادة من محل ويتروز الراقي للأغذية".
عمد "ماكيتشني" على أن يتبع ما أوحت به غريزته.
إذ يقول متحدثا من مكتبه في مقر شركة "تانفيلد فوود" للمواد الغذائية "إذا كانت لديك فكرة جيدة فلا تتردد في تطبيقها وفي مجابهة جميع العراقيل. وفي الواقع اتباع الغريزة قاد "ماكيتشني" بأن يصبح أحد أكثر رواد الأعمال نجاحا في منطقة خلق فيها الاعتماد التقليدي على الصناعات الثقيلة وعلى "وظائف لمدى الحياة" نوعية خاصة من التفكير لدى قوة العمل. فالمصنع الذي قام ببنائه يقع في مكان يعود سابقا إلى صناعة الحديد ويقف إلى جانبه تمثال "تيريس نوفاليس" الذي يشير إلى الأهمية السابقة لصناعة الحديد في منطقة كونسيت بشمال شرقي إنجلترا.
في نهاية المطاف درت رقائق تورتيلا على "ماكيتشني" سمعة واسعة وثروة طائلة. ففي عام 1982 أقدم "ماكيتشني" على رهن بيته من جديد لكي يحصل على قرض مصرفي وليستثمر 50 ألف جنيه إسترليني في شركة "ديروينت فالي فوود" المصنعة للوجبات الخفيف للبالغين. ولم تمانع زوجته مغامرته تلك. إذ يقول "كنت متحمسا للغاية للقيام بما قمت به حتى إنني لم أفكر أبدا بالفشل". إلا أن العمل لم يمنع "ماكيتشني" وزوجته من أن يكون لديهما تسعة أطفال، ستة منهم أولادهم وثلاثة أولاد أقارب لهم قضوا في حادث مؤسف.
أحدثت رقائق التورتيلا، إلى جانب منتجات أخرى غريبة على الذوق الإنجليزي، المعبئة بأكياس لافتة للنظر أثرا كبيرا في سوق رقائق البطاطا والذرة في سنوات الثمانينات. وقد تعزز الاسم بإعلانات تلفزيونية جميلة.
عمدت شركة "ديروينت فالي فوود" عبر منتجاتها وطرق التسويق التي اتبعتها إلى "كسر جميع القواعد المعروفة" حسبما يؤكد "ماكيتشني". ونفس الشيء يمكن أن يقال عن "ماكيتشني" نفسه. فبعمره البالغ 69 عاما جعل "ماكيتشني" من مواصلة الإبداع والتمتع محور مهنته وقدراته في ريادة الأعمال. فقد كان متحمسا نحو توسيع الأعمال وهو بعمر غالبا ما يراه آخرون بأنه نهاية المطاف. وقد حقق نجاحا ماليا كبيرا رغم أنه يقول "لا أعتقد بأنني قد شرعت بعملي لكي أصبح غنيا بل قمت بما قمت به لكي أحقق شيئا استمتع بتحقيقه".
وتتسم فلسفة الأعمال لديه بكونها أكثر انسيابية مما هي عليه لدى نظرائه من رواد الأعمال. إذ يقول "ليس بإمكان المرء أن يكون مبدعا وهو لا يتخلى عن الجلوس على كرسيه". ويتذكر كيف عندما كان يعمل في شركة "تيودور كرسبس" تم توصيفه من قبل عرض موجز قدمته الشركة عنه بالقول بأنه "مفكر على درجة عالية من الإبداع، وقائدا جيدا للناس إلا أنه سيء للغاية في الإدارة مع مهارة غير اعتييادية في تقدير "حجم المحيط الأطلسي وعدد اليهود الذين يعيشون في الصين وحجم الاحتياطي من العملات الأجنبية في تشاد". وعن ذلك يقول "كانوا يقولون عني بأنه كان علي أن أكون مصمما لملاعب الجولف".
والمشروع الأخير الذي أسسه "ماكيتشني"، والذي هو عبارة شركة "تانفيلد فوود"، شارف على استكمال عملية توسع من شأنها أن تزيد طاقة الإنتاج بنحو ثلاث مرات.
وخلال خمس سنوات فقط بلغت شركة "تانفيلد" مرحلة تساوي التكاليف بالأرباح بعد أن بلغت قيمة مبيعاتها 12 مليون جنيه إسترليني. وتوظف الشركة الآن 100 شخص في حين تقوم بتجهيز سلسلة من كبرى شركات بيع وتوزيع الأغذية في المملكة المتحدة.


نصائح "ماكيتشني" لرواد الأعمال الطامحين:
• احصل على الخبرة بشأن عالم الأعمال الأوسع. لا بد لك من أن يكون لديك فهم بالأشياء المهمة. عليك أن تعرف ما الذي يعنيه تدفق السيولة وميزان المدفوعات وهوامش الأرباح.
• ادخل إلى الأعمال بالشراكة مع أناس تحبهم وتثق بهم. بعض الناس يمكن أن يكون لديهم أفضل الأفكار، إلا أنني لا يمكنني الاقتراب منهم إذا لم أثق بهم. أحب أن يكون الناس مستقيمين ومنفتحين ويستمتعون بالعمل.
• ضع الإبداع على رأس كل الأولويات. فالجزء الإبداعي من العمل هو السحر. والإبداع يشجع الناس على التعامل معك.


المصدر: الرأي نيوز
 





عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011