الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Mon Apr 29, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"كيفين باركين"... القدرة على تحويل الأفراد إلى فريق        

يحمل "كيفين باركين" وجهة نظر واسعة جدا لنموذج المنتجات التي بإمكان شركته أن تصنعها. إذ يقول "لو اقتضى الأمر بأن تكون كبيرة وبشعة، فإننا سنقوم بتصنيعها".  ويحتل "باركين" منصب المدير العام لشركة "دافي مارخام" الهندسية التي تأسست من اسمين عريقين وشهيرين في تاريخ الصناعة البريطانية قبل 150 عاما.
كيف جاء "باركين إلى" هذه الشركة؟

 


تقول صحيفة الفاينانشيال تايمز إن "باركين" وصل إلى مقر شركة "دافي مارخام" الكائن في مدينة شفيلد قبل ثلاث سنوات بعقد مدته ستة أشهر ينصب على العثور على مشتري للشركة. لقد مثل دخول "باركين" الشركة الفصل الأخير من سلسلة من التعيينات قصيرة الأمد التي ركزت على العثور على مختص يصحح مسار الشركة ويضعها على الطريق الصحيح. غير أن جاذبية إحياء واحدة من أعرق الأسماء في تاريخ الصناعة البريطانية أقنعت "باركين" ليس فقط بالبقاء في الشركة بل وبتولي حصة فيها أيضا.
تصف الصحيفة "باركين"، البالغ 54 عاما من العمر والذي يمشي بعرج بسيط نجم عن نوبة قلبية تعرض لها في عام 2006 عندما كان يعمل ضمن الإدارة المؤقتة لشركة "لويستوفت" في منطقة سافولك، بأنه مدير مفعم بالحيوية والنشاط ويتحلى بأسلوب دقيق للغاية في التخطيط.
وعن نفسه يقول "باركين" ساخرا "قضيت سبعة أسابيع في المستشفى وقد توليت هذه المهمة من أجل النقاهة".
ورغم أن النوبة القلبية التي تعرض لها قد مثلت فصلا جديدا من حياته حسبما يقول، إلا أن من الصعب اتهامه بأنه بات متماهلا في أداء مهامه وعمله. فهو يعمل الآن 12 ساعة في اليوم بدلا من 18 ساعة عندما كان يعمل في وظائفه السابقة. وعن ذلك يقول "ثمة الكثير من الأعمال الشاقة. تمتعت بعطلة مدتها ثلاثة أيام في العام الماضي. إلا أنني لا أشتكي من شيء. فأنا أستمد الحيوية والنشاط مما أقوم به".
تعود أصول شركة "دافي مارخام" إلى عملاقين صناعينن لديهما تاريخ مشترك يمتد إلى 300 عام، وهما "دافي" ومقرها شفيلد و"مارخام" ومقرها تشسترفيلد.
في وقت من الأوقات، قدر بأن نحو ثلث إجمالي الفحم الذي يجري تعدينه في المملكة المتحدة يتم جلبه إلى سطح الأرض بواسطة رافعات تصنعها شرطة "مارخام"، في حين كانت شركة "دافي" تعد أثناء ذروة نشاطها واحدة من أكبر شركات المقاولة في العالم في مجال مصانع الحديد. ففي عام 1994، وظفت شركة "دافي" أكثر من 5 آلاف عامل. ولكن منذ ذلك الوقت تعرضت الشركتان اللتان بدأتا العمل باعتبارهما شركة واحدة في عام 1997 إلى تدهور كبير في أعمالهما.
وهذا التدهور أصبح واقعا عندما وجدت الشركتان نفسيهما غير قادرتين على التنافس في سوق المقاولات الهندسية العالمية. وبعد تعاقب للجهات المالكة للشركتين، تعرضت الأعمال إلى تقلص كبير حتى لم تتعد قوة العمل في كلتا الشركتين 500 عامل بحلول عام 1997 مع افتقار الشركتين إلى الصيغة التي تستطيعان بواسطتها العودة إلى سابق قوتهما.
ولكن بعد عام واحد من وصوله إلى شركة "دافي مارخام"، نجح السيد "باركين" في العثور على مالك جديد تمثل في مجموعة "إيندليس"، ومقرها في مدينة ليدز البريطانية والتي اشترت 70% من "دافي مارخام" مقابل مبلغ لم يتم الكشف عنه. ويمتلك باركين الآن بقية أسهم الشركة إلى جانب مجموعة صغيرة من المديرين. وقد تمثل جزء من الصفقة التي اشترت بموجبها "إيندليس" حصتها في "دافي مارخام" بأن تقوم الأخيرة بتقليص المساحة التي تستخدمها إلى نحو خمس موقعها السابق الذي تصل مساحته إلى 20 إيكر وأن يتم تأجير بقية مساحة المكاتب والمصانع إلى أعمال أخرى.
وبالإضافة إلى كونه قد حول شركة كانت تتكبد الخسائر إلى أخرى مربحة، يتوقع "باركين" نموا نسبته 10% في المبيعات خلال العام الحالي إلى ما قيمته 22 مليون جنيه إسترليني، وذلك على الرغم من الركود الاقتصادي الحالي.
ويقول "باركين" إن عودة الشركة إلى وضع مالي صحي يعود بالدرجة الأولى إلى نهج يقوم على "العودة إلى الأصول والأساسيات". وينطوي هذا النهج على تحديد المجالات التي تبدع بها الشركة ليتم بعد ذلك استخدام إدارة حازمة وانضباط مالي من أجل التأكد من الالتزام بمواصفات النجاح.
وتتضمن صيغة النجاح أيضا التخلص من المدراء غير الجيدين، والتجول في أرضية المصنع لمرتين في اليوم من أجل التأكد والتحقق من تفاصيل عملية التصنيع، والتعامل المباشر مع قوة العمل. وعن ذلك يقوول "باركين" "من الضروري جدا أن تخبر الناس الحقيقة بشأن سير الأعمال، سواء كان سيرا حسنا أو سيئا، مثلما من المهم أن تمنح العمال والموظفين الحماس الذي يحتاجونه لكي يشعروا برغبة قوية بتحقيق النجاح".
من جهته يقول "إيان فوربس"، الذي تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة "دافي مارخام" بعد وصول "باركين"، إن أحد أهم السمات المفيدة لدى المدير العام تمثل في أنه خطيب جيد ومفوه. ويضيف قائلا "إن "كيفين باركين" أشبه بمدرب لفريق كرة قدم. فهو لديه القدرة على تحويل مجموعة من الأفراد إلى فريق".
وأثناء استعراضه لمصنع "دافي مارخام" لعدد من الزائرين، يؤشر "باركين" إلى مكان يقطع فيه الميكانيكيون لقطع كبيرة من المعادن. ويقول لهم إن هذه القطع المصنوعة من الحديد ستنتهي إلى كونها معدات كبيرة تستخدم في صناعة الجسور أو مكائن حفر الإنفاق التي يستخدمها زبائن الشركة المنتشرين في أنحاء العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن الازدهار الذي شهدته أعمال البنية التحتية في الصين قد أثمر عن تلقي شركة "دافي مارخام" لطلبيات كبيرة. يقول "باركين" "إن ما نصنعه هنا يتمثل في تقليد الدقة المرتبطة بصناعة الساعات السويسرية، ولكن بأجزاء تصل في حجمها إلى حجم حافلة".
وقد استطاع "باركين" إيجاد سوق جديدة في تقديم الخدمات المصاحبة لأعمال "دافي" في مجال الحديد والمنتشرة في أنحاء العالم.
تقول صحيفة الفاينانشيال تايمز إن "باركين" نجح في العودة إلى جذوره عبر قنوات عديدة. فهو مولود في شفيلد. ووالده البالغ الآن 91 عاما من العمر كان مدير قسم الإنتاج في شركة "إيرنست أتش هيل" الهندسية المحلية لسنوات عديدة.
في وظائفه السابقة، عمل "باركين" مع سلسة من الشركات الصناعية، بضمنها مدير قسم في شركة "فايكرز" الهندسية. وخلال هذه الوظائف تذوق باركين المغامرة أثناء فترة قضاها في شركة مصنعة للمعدات مقرها باريس وكذلك أثناء فترة قصيرة في الصين عندما كان مسؤولا عن بيع مكائن العمليات.
أما في شركة "دافي مارخام" فيرى باركين أن التعامل مع الناس وقوة العمل لا يمثل أي مشكلة. ففيما يتعلق بقوة العمل، كان الجزء الأكبر منها موجودا في الشركة قبل أن يصل. ولكن منذ أن وصل ارتفع عدد العاملين بنحو 40 عامل. كما قام بطرد مديرين أثنين رأى باركين فيهما باعتبارهما ضعيفين. ولعل أهم الخطوات التي أقدم عليها قد تمثلت بتعيين دونكان هاي مديرا ماليا، وهو شخص كان باركين على معرفة به أثناء وظائفه السابقة. وقد نجح هاي في إدخال ضوابط مالية جديدة.
يقول "باركين" إنه كان من المهم للغاية الجمع بين الجوانب الثلاثة لشركة مثل "دافي مارخام"، والمتمثلة في الهندسة والتمويل والتسويق، وأن نتمكن من خلال ذلك من إقناع الزبائن بأن أمام الشركة مستقبل زاهر.
ويضيف بأن تحقيق ذلك لم يكن صعبا للغاية، حالما تقدم عدد من الزبائن الرئيسيين، بضمنهم شركة "كوروس" البريطانية الهولندية المصنعة للحديد، بطلبيات جديدة وأعلنوا عن رضاهم بعد ذلك بأعمال "دافي مارخام".
وفيما عدا والده الذي ما يزال يستشيره، يقول "باركين" إنه يجري مكالمات هاتفية بشكل منتظم مع عدد من "الأساتذة" الذين يعمل العديد منهم في يوركشاير أو في أمكنة قريبة والذين تعرف عليهم أثناء وظائفه السابقة. وعن ذلك يقول "أتوجه إليهم بأسئلة بشأن قرارات استراتيجية مهمة، وبشأن قضايا تتعلق بالناس، وبكيفية اختراق السوق، والإنفاق الرأسمالي، والحلول العامة للأعمال". ويضيف قائلا إنه في هذا النوع من الأعمال يجب أن "تكون 100% من القرارات التي تتخذها صحيحة وذلك لأن سمعتك وحياة الناس تعتمد على تلك القرارات".
يحب "باركين" أن يبدأ يومه مبكرا. إذ يخرج من بيته الواقع في مركز مدينة شفيلد قاطعا مسافة الأميال الثلاثة متوجها إلى المصنع في تمام الساعة 6.55 صباحا وهو على أتم الاستعداد للاجتماع مع دونكان هاي، المدير المالي للشركة، في تمام الساعة السابعة.
بعد ذلك، تتمثل مهمته الأولى في "التجول في أرضية المصنع" للتأكد من عدم وجود أي مشكلة نجمت خلال الليلة الفائتة. وبحلول الساعة 7.45 يجتمع "باركين" مع مدير قسم الصحة والسلامة. وفي تمام الساعة 8.30، يجتمع "باركين" لمدة نصف ساعة مع كبار مديري الشركة، وهو اجتماع يحرص "باركين" أن لا يتعدى الوقت المخصص له لذلك يطلب من الجميع عدم الجلوس من أجل تشجيعهم على أن تكون مساهماتهم وتعليقاتهم قصيرة. وخلال هذه الاجتماع يتم تداول أسئلة مهمة مثل العقود الجديدة، والتأخير في التسليم، وقضايا النوعية، وكيفية التعامل مع الزبائن الجدد الذي قد يزوروا موقع الشركة.
أما بقية اليوم فيقضيه "باركين" في التعامل مع المشاكل الناشئة. وعن ذلك يقول "أحرص على أن لا تكون مفكرة مواعيدي مملوءة بأكثر من 25% من حجمها وذلك لكي يكون عندي الوقت الكافي لكي يأتي الناس إلي ولكي أتناقش معهم وسواء كانوا موظفين أم زبائن".
ويقول "باركين" "نحن نغلق مكاتب الشركة في الساعة 4.30 عصرا لذلك أقضي النصف ساعة الأخيرة من كل يوم في تنظيف طاولة مكتبي وفي تحضير الأوراق التي يتعين علي قراءتها في المساء".
وقبل أن يغادر"باركين" مكتبه في الساعة الخمسة عصرا يقوم بإعداد قائمة بعشرين حاجة يتعين عليه القيام بها لاحقا.
 
  المصدر: الرأي نيوز




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011