الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Mon Apr 29, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"لاري غوولد" .. ركود؟ أي ركود؟        

بالنسبة إلى رجل حقق أمواله من القواميس والكلمات، فإن “لاري غوولد” يظهر عجزا غريبا عن تحمل كلمة "الركود".  تقول صحيفة الفاينانشيال تايمز إن السيد "غوولد"، الذي استطاعت مجموعته المتخصصة في مجال الترجمة والتفسير، أن تنجو من فترتي ركود سابقتين، يعتقد بأن الحديث عن الركود الاقتصادي يجعل من الأوضاع التي تمر بها المجموعة أسوأ حتى مما هي عليه في واقع الأمر.

 


لذلك عمد "غوولد" مؤسس شركة "ذي بيغ ورد غروب" ومديرها التنفيذي إلى إقفال محطات الأخبار في مقر الشركة الكائن بمدينة ليدز وسط إنجلترا وإلى إلغاء اشتركات الشركة في الصحف. وعن ذلك يقول "قررنا أن نحرم استخدام كلمة الركود. فبإمكان تلك الكلمة أن تشيع الشلل لدى الناس".
ومع ذلك، يتطلع "غوولد" إلى الاستفادة وتحقيق الأرباح من حالة الشلل التي تخيم على منافسيه. إذ يقول "الجميع يشكو من الكآبة. وهذا الوضع يمثل لنا فرصة نادرة لأن العديد من المنافسين تعتريهم حالة من الكآبة. فغالبا ما يميلون في ظل هذه الأوضاع إلى التوقف عن البيع وعن تقديم الخدمات الجيدة في حين تشوب أصواتهم نبرة متغيرة".
ويضيف قائلا "نحن لا نقول للناس بأن كل شيء على ما يرام، لكننا نعتقد بأن من سوق حجمها 100% ما يزال هناك ما يتراوح بين 80% و 90% من الأعمال المتاحة التي نسعى للحصول عليه".
حديث "غوولد" جاء في مقابلة أجرتها معه الفاينانشيال تايمز في مكتبه بمقر الشركة والذي يمثل ملحقا للمثر جرى بناؤه بعد أن نمت أعمال الشركة ولم يعد المقر السابق يتسع لإدارة أعمالها.
تقول الصحيفة إن السنوات الخمس التي قضاها في أوروبا الشرقية في أوج الحرب الباردة خلال عقد السبعينات من القرن المنصرم عندما كان يقوم ببيع المكائن التي تستخدم لتفصيل الملابس المخصصة للجيش السوفييتي الأحمر، ربما قد ساعدت "غوولد" على التحلي بهذا الموقف الذي يؤمن بإمكانية تجاوز العقبات.
ومن المؤكد بأن الفترة التي قضاها في أوروبا الشرقية في ذلك الوقت قد فتحت عينيه إلى الحاجة إلى أعمال تساعد على تواصل البشر بلغات مختلفة. إذ يتذكر قائلا "ذهبت إلى الكثير من المعارض التجارية لأجد بأن جميع هذه المعارض كانت تنشر أدبيات بلغات محلية إلى جانب غيرها من اللغات باستثناءؤ المعارض التجارية البريطانية".
أما الآن فإن الشركة التي يديرها "غوولد" تحتل، حسب مؤسسة "كومون سينس أدفايزري" الاستشارية ومقرها في ماساتشوسيتس بالولايات المتحدة، المرتبة التاسعة عشر في قائمة شركات قطاع الترجمة العالمية. كما تعد هذه الشركة الأسرع نموا، في حالة استثناء عمليات الاستحواذ، بعد أن حققت نموا في الإيرادات بنسبة تزيد عن 50% خلال عام 2008.
ومن المتوقع أن تبلغ قيمة مبيعات الشركة 21 مليون جنيه إسترليني (32 مليون دولار) خلال العام الحالي، أي بارتفاع من مليون جنيه إسترليني قبل عشر سنوات. وتوظف شركة "ذي بيغ ورد غروب" 280 موظفا، يعمل نصفهم في مقر الشركة في مدينة ليدز، ويتوزعون على أقسام المبيعات وإدارة المشاريع والإدارة. كما تستعين الشركة بخدمات نحو 7750 مترجما متخصصا، يعملون من منازلهم، ويتعاملون بنحو 150 لغة وينتشرون عبر 82 بلدا.
وتمتلك الشركة مكاتب لها في مدن عالمية عديدة، بضمنها ولندن ونيويورك ودوسلدورف وبروكسل وبكين. وخلال عام 2008 افتتحت الشركة مكاتب لها في مدن أخرى بضمنها طوكيو ولوس أنجليس وكوبينهاغن.
لقد قطعت شركة "ذي بيغ ورد غروب" شوطا بعيدا منذ تأسيسها باسم "لينك آب جروب"، باعتبارها شركة لاستقطاب الموظفين وللترجمة أسسها السيد غوولد في عام 1980. في عام 1996، أقدم "غوولد" على بيع ذراع الشركة المتخصص باستقطاب الموظفين لينتقل بعد ذلك إلى خارج بريطانيا. إلا أن حنينه إلى إنجلترا دفعه إلى العودة بعد عامين ليستقر في مدينة هيل بمقاطعة تشيشاير حتى يكون بالقرب من مطار مدينة مانتشستر.
وقد بقي مقر شركة "ذي بيغ ورد غروب" في نفس مدينة ليدز، حيث ولد غوولد. ويعد حي هيدينغلي، الذي يقطنه الطلبة والمحاضرون من الجامعات القريبة، يمثل قاعدة جيدة بالنسبة إلى شركة متخصصة بالترجمة، حسبما يشير غوولد، وذلك بسبب قوة عمل الشركة التي تتسم بتعدد اللغات بالإضافة إلى وجود وسائل الاتصال بمطارات لندن ومانتشستر. وفي تأكيده على أهمية تواجد الخريجين والمهاجرين في مدينة ليدز، يقول "غوولد" "لقد نمت الشركة بشكل عضوي. فلدينا موظفين من 35 جنسية في بناية الشركة".
لقد قادت فورة "الدوت كوم" إلى توسع كبير في جانب الترجمة من الأعمال وذلك اعتبارا من عام 2001. وقد عمد "غوولد" إلى استغلال تمويلات من مصادر رأسمالية، لكنه سرعان ما عمد إلى شراء حصص شركات الاستثمار الرأسمالي، حتى أصبحت الشركة مملوكة بالكامل له ولزوجته ولأولاده الثلاثة. ويقوم ولده جوش البالغ 25 عاما من العمر بإدارة عمليات الشركة في الولايات المتحدة، في حين أن بقية أولاده يدرسون في الجامعة لكنهم يقضون عطلاتهم في بالعمل في الشركة منذ عمر الثالثة عشر.
وتقوم شركة "ذي بيغ ورد غروب" بترجمة كل شيء، من الإعلانات الصادرة عن أسواق الأسهم إلى كتب الإرشادات الخاصة بالسيارات وخصوصا مع تزايد أعداد الشركات الراغبة بالقيام بأعمال في الخارج. لذلك فإن الشركة تعمل في سوق متنامية على الدوام. وخلال عام 2008 أصبحت "ذي بيغ ورد غروب" أول شركة غير أمريكية تحصل على رخصة الترجمة لصالح الوكالات الفدرالية في الولايات المتحدة.
ويقول "غوولد" إنه خلال الأوقات الاقتصادية الراهنة الحرجة فإن الشركات التي انحسارا في الفرص داخل أسواقها المحلية قد تبدأ بالتطلع إلى الخارج. ويضيف قائلا "إن أحد الأشياء الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة لنا يتمثل في في التوسع في الخارج. فنحن نقوم باستثمار أموال كبيرة في هذا التوسع". وتجدر الإشارة إلى أن "غوولد" يقوم بنحو 20 رحلة عمل سنويا.
كما يمثل الابتكار عنصرا هاما في نمو الشركة، حسبما يؤكد "غوولد". ويشير في هذا الصدد إلى "ذي بيغ ورد غروب" قد ابتكرت برنامج للذاكرة بإمكانه أن يرصد المقاطع القديمة من وثيقة جديدة ليلجأ المترجم بعد ذلك إلى الترجمة السابقة لتلك المقاطع. فعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك حاجة إلى تحديث كتاب للإرشادات، فإن الأجزاء المتغيرة من الكتاب بحاجة إلى الترجمة.
وتتعامل غالبية الشركات الزبونة مع أكثر من مقدم واحد لخدمات الترجمة وذلك من أجل الاستفادة من أنواع مختلفة من الخبرات ولتأمين عدم خسارة الإعلانات ذات الحساسية للوقت من جراء انقطاع الكهرباء أو عطل فني. لذلك عمد غوولد على إتاحة برنامج الذاكرة الذي ابتكرته شركته إلى المنافسين الذين يعملون لصالح نفس الشركة الزبونة وذلك كجزء من تسويق خدمات "ذي بيغ ورد غروب".
وعن ذلك يقول غوولد "نستخدم هذه المنصة لبيع خدماتنا إلى زبائننا. وبالإمكان استخدام منصتنا مع مجهز آخر يستخدم مخزونات الذاكرة لدين. فعلينا أن نتعلم كيف يمكن العمل مع منافسينا. وغريزيا أجد ذلك صعبا، لأن غريزتي تدفعني نحو طردهم من الساحة".
وتتطلع شركة "ذي بيغ ورد غروب" إلى التنافس في ساحة النوعية. إذ يقول "غوولد" "علينا أن نقوم بالأشياء بشكل أسرع وأفضل وأن نبقى نتنافس على النوعية. ونخطط الآن لإنفاق الكثير من الأموال على أتمتة عمليات الشركة".
غير أنه من المستحيل أتمتة بعض المهارات. لذلك فإن "غوولد" يعتقد بأن الأستثمار في الموظفين يعود بالأرباح. إذ يقول "نتوقع أن يعمل الموظفين عند أعلى المعايير، لذلك فنحن نستثمر فيهم. وإن لم نقم بذلك فلن نستطيع لاحتفاظ بهم".
ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية في الوقت الحاضر، يسعى "غوولد" أيضا إلى خفض تكاليف الإمدادات. وعن ذلك يقول "نقوم بوضع ضغوط قوية على المجهزين من أجل خفض أسعارهم، حيث نقول لهم بأن هناك إمكانيات لعقد عقود جديدة وسوف نتذكر أسعاركم عندما نقوم بتلك العقود".
وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، إلا أن "غوولد" يتبنى موقفا متفائلا. إذ يقول "غالبا ما يكون أداؤنا أفضل في أوقات الركود لإننا نخضع أحيانا إلى شعور من التماهل أثناء ازدهار الأعمال". ويبدي "غوولد" ثقة كبيرة بمستقبل شركته ليس لشيء إلا لإخلاص وتفاني موظفيه. إذ يقول "إن الموظفين مدركون للحالة فهم بذلوا جهودا كبيرا في السابق ويبذلون جهودا أكبر في الوقت الحاضر وهم يعرفون ما هو مطلوب منهم".

المصدر: الرأي نيوز
 

 




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011