يمتلك رواد الأعمال الكثير من المميزات التي تجعلهم يعامَلون كقادة، تماماً كما حدث في السابق مع نظرية الرجل العظيم، فإن نظريات ريادية الأعمال تتعرض للنقد باستمرار. فرواد الأعمال غالباً ما يعارضون المديرين والإداريين الذين يطلبون منهم أن يكونوا أكثر اتباعاً للطرق المعروفة وأقل مخاطرة. مثل هذه النماذج التي تتمحور حول شخصية رواد الأعمال توضح أنها مشكوك في مدى صلاحيتها حيث تبين الحياة العملية أن أغلب رواد الأعمال يعملون في فرق وليس فقط بشكل فردي. ورغم أن الفجوة لا تزال واسعة بين النظريات التي تحدد طبيعة رائد الأعمال إلا أنه الآن وَجَدَتْ بعضُ الدراسات الموثقة لريادة الأعمال بعضَ السمات التي ترتبط برياديي الأعمال.
ما الريادة؟ الريادة تعني إنشاء أسواق جديدة، وفقاً للمفهوم الحديث للتسويق، فالسوق هو مجموعة من الأفراد الذين لديهم الرغبة والقدرة لإشباع احتياجاتهم. وهذا ما يسمى اقتصادياً "الطلب الفعال"، فرواد الأعمال هم أناس مبدعون ومنشئون للموارد والفرص، فهم يخلقون عملاء وبائعين وهذا ما يجعلهم مختلفين عن رجال الأعمال التقليديين الذين يؤدون الوظائف الإدارية التقليدية مثل التخطيط والتنظيم وتحديد المهام. يرتبط بالريادة اكتشاف مصادر جديدة للمواد. فرواد الأعمال لا يرضون أبداً بالمصادر التقليدية أو المتاحة للمواد. لذلك، ولطبيعتهم الابتكارية، فإنهم يعملون على اكتشاف مصادر جديدة للمواد ليحسنوا شركاتهم في مجال الأعمال، فهم يستطيعون تطوير مصادر جديدة للمواد تتمتع بميزة تنافسية من حيث النقل والتكلفة والجودة. وتعني الريادة تحريك الموارد الرأسمالية، فرواد الأعمال هم المنظمون والمحددون لمعظم عناصر الإنتاج، مثل الأرض والعمال والرأسمال. فهم يمزجون عناصر الإنتاج هذه لخلق بضائع وخدمات جديدة. الموارد الرأسمالية، من وجهة نظر ليمان، تعني المال. ومع ذلك فإن الموارد المالية، في علم الاقتصاد، تمثل الماكينات والمباني والموارد المادية الأخرى المستخدمة في الإنتاج. فرواد الأعمال لديهم الابتكار والثقة في النفس التي تمكنهم من تجميع وتحريك رؤوس الأموال لإنشاء أعمال جديدة أو توسيع أعمال قائمة. الريادة تعني تقديم تكنولوجيا جديدة، وصناعات جديدة ومنتجات جديدة بعيدة عن كونهم مبتكرين وأخذهم للمخاطرة بمسؤولية، فرواد الأعمال يحسنون استغلال الفرص لإنشاء أعمال جديدة وتحويلها إلى مكاسب، لذلك فهم يقدمون أشياء جديدة ومختلفة بعض الشيء. مثل هذه الروح الريادية تساهم بقوة في تحديث الاقتصاد. وفي كل عام نرى منتجات وتكنولوجيا جديدة. كل هذه المنتجات والتكنولوجيا تهدف لإشباع الاحتياجات البشرية بطريقة مناسبة وجميلة. وللريادة علاقة مباشرة بخلق فرص عمل جديدة، إذ إن أكبر موفر لفرص العمل هو القطاع الخاص، فإن ملايين فرص العمل تقدمها المصانع وصناعة الخدمات والشركات الزراعية وبعض الأعمال الصغيرة والمتوسطة. وعلى سبيل المثال، فإن المتاجر الكبرى مثل SM وUniwide وRobinson وآخرين.. يوظفون الآلاف من العاملين. وبالمثل فإن شركات كبرى مثل SMC وAyala ومجموعة شركات Soriano يخلقون فرص عمل كثيرة. خلق فرص عمل ضخمة مثل هذه لها مضاعفات وتأثيرات تسرع من نمو الاقتصاد بمجمله. فمزيد من الوظائف يعني المزيد من الدخل، وهذا يزيد الطلب على البضائع والخدمات، ومن ثم، يزيد الإنتاج. ونتيجة لذلك، يزيد الطلب على الوظائف مرة أخرى وهكذا.
المصدر: wikipedia
عودة للرئيسية
|