الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Tue Apr 30, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » ابدأ مشروعك »
إياكم ومهلكات الشركات!        

تبدأ الشركات عادةً والشركاء المؤسسون كلهم حماس وتفاني ورغبة بالعمل المشترك في سبيل إنشاء الشركة وقيام المشروع الذي يعملون على تأسيسه، فهو مشروع حياتهم الذي حلموا به طويلاً، وقضوا وقتاً وجهداً يخططون له، وأخيراً حانت الفرصة ليروا حلمهم ورؤيتهم تتجسد على أرض الواقع.
ومع نجاح المشروع، ونموه وازدياد الرواج على منتجاته أو خدماته، ومضي سنوات على نجاحه، تبدأ المشكلات، ونجد الشركاء المتحابين المتعاضدين أحياناً ينقلبون أعداء، وبدلاً من بذل جهد أكبر في سبيل توسع الشركة وزيادة مكانتها وحصتها السوقية، نجد هؤلاء الشركاء يشتغلون ببعضهم البعض (كما يقال) وتتحول جهودهم للكيد ببعضهم وربما إقامة الدعاوى القضائية فيما بينهم، فينعكس ذلك كله سلبياً على الشركة، وتتدهور أحوالها وتنخفض مبيعاتها وأرباحها، وفي النهاية تنقضي وتنحل، أو تباع للغير بأبخس الأثمان (إذا كان هؤلاء الشركاء محظوظين بالطبع).

فما الذي جرى، وما الذي بدلهم من حال إلى حال، ولم انقلب التعاون والتعاضد عداوة، والمحبة بغض، والأمل شقاء؟
يمكننا أن نعزي انقضاء الشركات وهلاكها إلى أمرين اثنين: أسباب مالية وأخرى نفسية، وأهمها:


عدم كفاية الدخل: صحيحٌ أن على الشركاء التضحية وتقليل مسحوباتهم المالية من الشركة في المرحلة الأولى، وإعادة استثمار جميع الأرباح في الشركة لزيادة رأسمالها، غير أن الشركاء بشر في النهاية، وهم مكلفون بأعباء والتزامات خاصة بهم وبمن يعولون، فإذا كان الإيراد الذي يحصلون عليه من الشركة غير كافٍ لهم، أدى ذلك إلى ضعف اهتمامهم بالشركة وبحثهم عن مصادر أخرى للدخل، مما ينعكس سلباً على الشركة وعلى مستقبلها.
عدم الخبرة بالأمور المالية: فقلةٌ هم أولئك الذين يستطيعون قراءة حسابات الشركات وقوائمها المالية واستخلاص نتائج أعمال الشركة من خلالها، وهو الأمر شديد الأهمية لكي يسمح لكل شريك بأن يكون مطلعاً بشكل دائم ودوري على الوضع الحقيقي للشركة، والاتجاه الذي تسير به، والذي يسمح له بأن يتدخل في الوقت المناسب لتصحيح مسارها قبل أن تتدهور الأمور وتصل لحد لا يعود فيه الإصلاح ممكناً. صحيحٌ أن بإمكان كل شريك أن يعين محاسباً مختصاً له، غير أن ذلك يشيع جواً من التوتر إذ يشعر كل شريك بعدم ثقة الآخر به، مما يجعل قدرة الشريك على قراءة الحسابات بنفسه أمراً مفضلاً.
اعرف تاريخ شريكك المالي: فإذا كان الشريك قضى حياته السابقة في الدين وكانت التزاماته المالية دائماً أكبر من دخله وإمكانياته، فإن هذا يعني أن هذا هو نموذج حياته، وأنه غير قادر على ضبط نفسه وهواه، وهو كذلك سيفعل في شركتكما، ومسحوباته غالباً ما ستتجاوز إمكانات الشركة ومستحقاته. وكذلك الأمر إذا دخل في شركات عديدة وانقضت أغلبها بالتصفية، فافحص حينها ودقق، فالشركة كعلاقة الزواج، ولا يقبل أحدٌ أن يتزوج من كانت متزوجةً سابقاً دون أن يسأل عنها وعن سبب التفريق مع زوجها السابق.
اعرف احتياجاتك وانقلها لشريكك: كثيراً ما تتغير أهدافنا وأنماط حياتنا من مرحلة إلى أخرى، ولهذه التغيرات تأثيرٌ كبيرٌ على حياتنا، وكذلك الأمر على العلاقات التي نرتبط بها، سواءٌ أكانت علاقات صداقة أو شراكة. فالشريك الذي كان عازباً عندما بدأت الشركة، قد يتزوج ويصبح لديه أولاد، ولا يعود قادراً على أن يعطي الشركة من وقته وجهده ما كان يفعل أولاً، أو قد يصبح لديه ميول للعمل في مجال آخر، أو لقضاء وقته في نشاطات أخرى كالدراسة، كل ذلك ينعكس على التزاماته تجاه الشركة وتجاه شركائه. لا بد لذلك من أن يحاول كل شريك معرفة ميوله وأهدافه واتجاهاته وما يطرأ عليها من تغيير وتحول، وأن يراقب كذلك تلك الخاصة بشريكه، وأن يجلسا معاً ويتحادثا بشكل دوري عن وضع الشركة وعن هذه التغيرات وانعكاساتها على الشركة، وكيفية التوافق معها، وإلا أدى تجاهلها إلى تقصير الشريك بالتزاماته ولوم شركائه له، وتغير النفوس والنوايا.
لا تخلط الصداقة بالعمل: فلا تدع الخلافات الشخصية تؤثر على علاقة العمل والشراكة التي تربطك بشريكك. وفي النفس وقته لا تدع الثقة بينكما والصداقة تطغى على العلاقات الرسمية الواجب توافرها في العمل، وضرورة محاسبة كل شريك لشريكه وعدم خجله منه، فذلك خيرٌ من أن يحمل كل شريك في نفسه على الآخر، وتزداد الشحناء والضغينة في داخله، لينفجر ضد شريكه مرة واحدة بعد أن يطفح الكيل لديه، ويصبح الإصلاح بعيداً صعب التحقيق.

تلك بعض الأسباب التي رأيت أنها كثيراً ما تؤدي لانتهاء الشركات في عالم التجارة والأعمال. فهل عاينتم أسباباً أخرى. أكون ممتناً لو كان بإمكانكم إعلامي والأخوة القراء بأسباب وظواهر وحوادث أخرى يكون من شأنها أن تهلك الشركات، عماد اقتصاد بلادنا، وعماد حياة الكثير منا

 

 

المصدر:   الدكتور عدنان برانبو، محامي ومستشار قانوني

www.entrepreneurslaw.com




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011