الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Fri May 10, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
أحمد العكلة"... الفقر لا يمنع الاختراعات        

لم يستطع ضنك الحال المعيشي ومقومات بيئته الريفية البسيطة جمح إبداعات مخيلته الفتية، تلك المخيلة التي جسدت على أرض الواقع نماذج حية لاختراعات في غاية الأهمية على الصعيد الخدمي في شتى مجالات الحياة... 
 


ما دعت كل من ينظر إليها أن يقف طويلاً متأملاً تلك الاختراعات الرائعة ومن ثم يشد بصره نحو ذلك الشاب المخترع وأسئلة جمة تدور في فلك التعجب والانبهار بدءاً من سنه وصولاً لبيئته والمقومات. إنه الشاب "أحمد العكلة" الذي زاره موقع eHasakeh في منزله الطيني البسيط من قريته "قانا" جنوب مدينة "الحسكة" وعن تلك الاختراعات ومقومات إبداعه قال: «منذ الصغر تعلقت بعمي المخترع "عبد الله العمر" وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة وقد حاز العديد من الجوائز وبراءات الاختراع، كنت أراقبه عن كثب وكيف كان يتغلب على إعاقته الجسدية بتلك الاختراعات التي أدهشت كل من رآها وأحرز الذهب والشهادات.


هذا الشغف للاختراع راح يراودني أينما ذهبت بل راح يكبر معي ورحت أنكبّ على قراءة ومطالعة الكتب العلمية ذات طابع الابتكار العلمي، ولكوني ابن ريف كنت أرى جلياً الفلاحين كيف يتعبون بحراثة وتجهيز أراضيهم استعداداً لزراعتها وما يستنفدونه من وقت وطاقة ومصاريف، عندها لاحت أول فكرة بمخيلتي وهي فكرة اختراع أداة "تشكيل المساكب الزراعية" التي ترفق بالجرار الزراعي والتي ستقلل من الجهد البشري والوقت والمصروف المادي، وفعلاً نفذت نموذجاً لذلك، وبالنهاية قد يكون موضوع اختراعاتي مقروناً بالعامل الوراثي».
ثم أضاف "العكلة": «بعد تنفيذ نموذج الاختراع الأول ونجاحه وأمام فرحة وتشجيع عمي ومن حولي من الأهل والأصدقاء قمت بعد شهور من ذلك باختراع ثان كان عبارة عن دش سيارة (ستلايت المركبات) يثبّت على السيارة أو المركبة وتستطيع من خلاله مشاهدة أي قناة فضائية على أي قمر صناعي، وهذا الاختراع عبارة عن جهاز مؤتمت يعمل على الجاذبية المغناطيسية والثقيلة ويعمل أيضاً بنظام ثاني إشارة القمر الصناعي ولا يتأثر بالاهتزاز، والجهاز بحاجة لتيار كهربائي طاقته /12/ فولط أو /24/ فولط، وقد تم صناعته بمواد ومحركات بسيطة، ومجال تطبيقه يجوز على جميع المركبات براً وبحراً وجواً.
والآن أنا في طور إنجاز اختراع ثالث هو "قاطع المحاور المعدنية" وهو مؤتمت يقوم بقص أي محور معدني وبأي حجم بعد إعطائه القياس المحدد بالإضافة للعدد، وهيكل الاختراع موجود حالياً في مقر مديرية "الجبسة" للنفط بـمنطقة "الشدادي"».



وعن مشاركاته بالمسابقات والجوائز يتابع: «شاركت في مهرجان "الباسل"  للإبداع والاختراع عام /2002/ باختراع المساكب الزراعية وحصلت يومها على براءة اختراع وشهادة "الوايبو" العالمية للملكية الفكرية من "جنيف" بالإضافة لمكافأة مادية، وفي عام /2009/ شاركت في ذات المعرض باختراع الستلايت وحصلت على براءة اختراع ومبلغ /25/ ألف ليرة سورية».
وعن أمنياته البسيطة يختم المخترع الشاب "أحمد العكلة" حديثه بالقول: «أنا من أسرة فقيرة من قلب ريف "الحسكة" الجنوبي، كما أنني كنت موظفاً في حقول الجبسة للنفط وبسبب خطأ غير مقصود في استراحتي المرضية لكوني كنت مريضاً، طبق عليّ قرار حكم المستقيل وبذلك خسرت وظيفتي التي كانت بمثابة العكازة لي ولعائلتي ووالدي المريض المتقاعد.أبحث عمن يتبنى هذه الأفكار والاختراعات للاستفادة منها بالشكل الأمثل على الساحة العملية من خلال تسويقها وبما يعود بالخير على المجتمع».

المهندس الميكانيكي "جمعة البركو" مدير مديرية التدريب والتأهيل بمحافظة "الحسكة" تحدث عن تلك الاختراعات فقال: «لاشك هي أفكاراً تستحق أن نقف عندها مطولاً، اختراعات لو جسدت على أرض الواقع حكماً فستكون ذات قيمة علمية لأنها أفكار نيرة تواكب نوعاً ما التطور العلمي المتسارع  ناهيك عما ستقدمه للمواطن من خدمات واختصار للزمن والجهد ودقة بالأداء.. هذا في الإطار العام، أما في الإطار الخاص فلعل هذا الشاب بحاجة لمن يتبنى أفكاره علمياً ليزيد من ترسيخها وذلك من خلال التشاركية مع أصحاب الاختصاص العلمي لكي تكون اختراعاته مبنية على أرضية علمية واسعة خاصة أنه لم يكمل دراسته الثانوية، ختاماً علينا ألا نهمل هذه الخامة الإبداعية الفتية والطيبة».


الكاتب: عبد الغفور الملحم

http://www.esyria.sy/ehasakeh/index.php?p=stories&category=face&filename=201003131140115




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011