يدخل التصميم الإعلاني كجزء لا يتجزأ من عناصر المزيج التسويقي لأي منتج، لكونه يساهم في خلق الشكل الذي سوف يقدم به المنتج إلى الزبائن، كما أنه يساهم في عملية التوزيع، ويدخل في عملية الترويج للمنتج، ويعكس الإعلان التجاري الجيد المظهر الحضاري لأي مدينة، خاصة وأن مدننا باتت تمتلئ اليوم باللوحات الطرقية وبمختلف الأحجام.

موقع eSyria زار المصمم "أسامة سيد" بتاريخ 27/3/2009 في مكتبه بمنطقة "الجميلية" وكان لنا معه الحوار التالي:

* يرغب الشباب دائماً في معرفة الطريق الصحيح ليصبحوا مصممين ناجحين، حدثنا عن بداياتك.

** بدأت العمل منذ عام /1996/ مع الفنان التشكيلي "فرج الله صعب" رحمه الله وكنت أعمل معه بالأسلوب اليدوي القديم على المراسم حيث كان يعمل مع مطابع الأقمشة، تحولت بعدها إلى الخط العربي وعملت لدى عدة خطاطين حيث تعلمت كتابة كافة أنواع الخطوط بالإضافة إلى الزخرفة الشرقية.

في عام /2000/ بدأت التعلم على برامج الرسم على الكمبيوتر، وأذكر أن هذه البرامج كانت Corel 6 و Photoshop 5، عملت بعدها كمصمم ومنفذ لدى العديد من مكاتب التصميم، ثم عملت في الإعلان مع عدة شركات إعلانية، واستقليت بعملي منذ عام /2007/.

* ما الذي يحتاجه التصميم الإعلاني الناجح؟

** يحتاج أولاً إلى الفكرة، ولا يمكن خلق فكرة من لا شيء، الفكرة يجب أن تكون مستمدة من أرض الواقع، أعترف أن الغرب يسبقنا في مجال خلق الفكرة الإعلانية، السبب يعود إلى الحرية التي يتمتع بها المصمم إذ إنه غير مقيد بتقلبات الزبون ورب العمل، كما إنه محط ثقة
إعلانات اجتماعية
الزبائن، هنا وبهذه الحالة يعبّر المصمم عن الفكرة بالأسلوب الذي يراه مناسباً، أما هنا فنحن مضطرون لأن نعمل ما يريده الزبون أو رب العمل، على المصمم أن يكون قوياً ومثقفاً بالشكل الذي يستطيع أن يعرض الفكرة الإعلانية بشكلها الصحيح بحيث لا يخرج عن موضوع الإعلان.

* ما هي الإضافة التي تعتقد أنك أضفتها إلى عالم التصميم الإعلاني؟

** لم أضف شيئاً، ما أمتلكه لا يشكل قطرة من محيط هذا الفن، لكني تنبهت في الفترة الأخيرة إلى أن المصممين ابتعدوا بشكل عام عن الرسم اليدوي، فبدأت أدخل الرسم اليدوي بشكل مدمج على الكمبيوتر، بحيث أستفيد منها في خلق تشكيلات جديدة، حيث لم تعد صور الديجتال هي الأساس لدي، بالرسم اليدوي يمكنك أن تخلق الشكل الذي تريده، وخصوصاً فيما يتعلق برسم "الكوميك" الذي هو أبسط وأقرب إلى الناس وأسهل للفهم، أما الصور الديجيتال الجاهزة التي تشترى من الإنترنت فتعتمد على الشخص الذي يلتقطها. لقد أثبتت التجربة أنه لا غنى عن الرسم اليدوي لأنه الأساس، وبنفس الوقت لا غنى عن الكمبيوتر لأنه يقدم إمكانيات هائلة.

* لكن الكثير من المصممين باتوا اليوم يعتمدون على تصميمات جاهزة من الإنترنت.

**المصمم "أسامة سيد" الانترنت عنصر هام جداً بالنسبة للمصمم، من المهم جداً أن يطّلع المصمم على الإعلانات الأجنبية وعلى الأفكار الغربية في مجال الإعلان بشكل خاص، يجب علينا أن نعرف أين وصلوا، أنا أطلع باستمرار على الانترنت وكونت مكتبة ممتازة، من خلال الإنترنت أصبح لدي مجموعة تصورات وتصاميم ضخمة جداً، لكن بعض المصممين وأنا أسميهم "منفذين" يصورون تصميماً أو ينسخونه من تصميم موجود على الانترنت ولكنه لا يخلق فكرة، أما المصمم الناجح فهو يملك ذخيرة ثقافية جيدة من التصاميم والألوان، ويحتاج فقط إلى خلق الفكرة، المصمم شأنه شأن الشاعر والموسيقار حيث يجب عليه أن يطلع بشكل مستمر على الفنون البصرية في عالم الإعلان، فالإعلان هو إيصال رسالة مختصرة لفكرة معينة بأسرع وقت ممكن.

* ألا تجد معي أن الإمكانيات الكبيرة التي باتت تقدمها البرامج المختصة بالتصميم باتت تهدد مهنة التصميم؟

** يوجد بعض المنفذين الذين يتعلمون على برامج الرسم وينفذون رسوماتهم بأسلوب خاطئ بدون أن يتعلموا القواعد الأساسية لتصميم الإعلانات، التصميم له قواعد قبل أن يكون له أدوات، يجب أن يكون لدى المصمم تكنيك تصميم الغرافيك قبل أن يكون لديه الأدوات، بهذا الشكل تصبح مصمماً وليس منفذاً للبرامج التي تتحول إلى أدوات بيد المصمم لتنفيذ الفكرة.

* ما هي شجونكم كمصممين؟

** نحتاج إلى نقابة، كل مهنة يجب أن يكون لها نقابة، أيضاً نحتاج إلى مؤسسة تعمل على حماية الفكرة التصميمية من السرقات، أيضاً خدمات الإنترنت غير متاحة بشكل مناسب حيث أن المصمم يحتاج إلى إنترنت ذو قدرات عالية، كما إنه لا توجد معاهد تعلم أصول وتكنيك التصميم بل هناك معاهد تعلم برامج التصميم، بصراحة "ليس كل من صفّ الصواني صار حلواني".

الكاتب: حسان الأخرس

http://www.esyria.sy/ealeppo/index.php?p=stories&category=business&filename=200903311540021