ابن الفنان السوري الكبير "دريد لحام" متزوج وأب لثلاثة أولاد حاصل على شهادتي ماجستير احدهما في الرياضيات والأخر في الهندسة الكهربائية من الولايات المتحدة الأمريكية،في مقتبل العمر قصد الغربة للدراسة لكن سرعان ما استهوته فانخرط في الحياة الاجتماعية والثقافية والعملية إلى جانب التحصيل العلمي ببلاد ألقت على كاهله عبئا نفسيا ومعنويا وماديا لكنها لم تنل من عزيمته وإصراره على المضي قدما والعودة للوطن بأكبر قدر ممكن من المكاسب.

 
تحدث إلينا وكله ثقة واعتزاز بما مر به في لقاء جمعنا وإياه بمكتبه في مقر "جمعية رجال وسيدات الأعمال" فقال:«بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة توجهت لمركز البحوث والدراسات العلمية السورية الذي كان بدوره يقيم إيفاداً للطلاب المتفوقين ببعثات داخلية وخارجية واذكر كان المركز في ذلك الوقت في دورته الثانية وكنا ستة عشر طالبا من كل أنحاء "سورية"، حينها كلفت بإيفاد داخلي وتقاضيت معاش 435 ليرة سورية صرفت معظمه على نفقات وفاة جدتي، فيما بعد شعرت بأنني في المكان غير المناسب ولم تناسبني هذه التجربة فانسحبت وقدمت اعتذاري عن المتابعة، بعد ذلك قصدت "الولايات المتحدة الأمريكية" لمتابعة التحصيل العلمي، وخلال الدراسة عملت بمجالات عديدة لتامين مصروفي الجيبي وأحقق ذاتي كحارس ليلي وموظف استقبال وفي مخبر أبحاث فضلا عن نشاطاتي في الحياة الطلابية الجامعية، إلا أن حياتي العملية بدأت بشكل فعلي عندما أنهيت دراستي في "أمريكا" وعدت لسورية للإقلاع بمشروع جديد مع صديق لي طالما انتظرني للبدء سويةً في مجال الصناعات الغذائية».

ويتابع:«استمرينا في العمل سوية طيلة ثلاثة عشر عاما،وبعد تغيرت قرائتي لواقع الأعمال وكل واحد منا امتلك  
قراءة مختلفة عن الآخر وعلى ضوء ذلك انسحبت وباشرت بأعمال أخرى في مجالات صناعة وخدمات مواد البناء وكذلك تجارة المواد ومن ثم تجارة الأدوات الكهربائية والالكترونيات وكذلك العمل الإداري في التعليم العالي، وحاليا أتبوأ منصب مدير "جمعية رجال وسيدات الأعمال السورية "حيث بدأت عضوا فيها عام 2007 ثم كلفت كمديرعام».

الجمعية على حد تعبيره:«هيئة تمثل التنوع الطبيعي لمجتمع الأعمال في سورية حيث تضم أعضاء من كافة المجالات والاختصاصات يمثلون الأنشطة والفعاليات المختلفة في المحافظات، وأعضاء مغتربين خارج القطر يرفدون الجمعية بثروة من المعارف والنجاحات والخبرات»

وعن السبب الذي دعاه للانضمام إليها أضاف:«قدمت للجمعية قيمة مضافة وما دعاني للتفرغ لها إعجابي بطبيعة العمل وطبيعة الأشخاص الذين أتعامل معهم لان هناك رؤية مشتركة لكلينا حيال مجتمع الأعمال»

وعن أول انتكاسة تعرض لها في الحياة العملية أخبرنا:« أول انتكاسة تعرضت لها هي النهاية الحتمية للعمل مع شريكي والتي استمرت اثنتا عشرة سنة وبصراحة اسودت الدنيا في وجهي وكانت مرحلة عصيبة في حياتي ،وان التجربة الناجحة التي مررت بها هي عملي الإداري في التعليم العالي حيث كانت مرحلة جيدة بكل تفاصيلها وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى.وبما إن لكل إنسان ناجح مقومات نجاح تساعده وتسدد خطاه فهي بالنسبة للحام الصدق ويتابع إن الصدق من أهم مقومات النجاح وعنصر أساسي من عناصر الإنسان الناجح وهو غير مرتبط بمرحلة معينه وأنا اعتبر صادقا مع نفسي ومع الآخرين ، أما معايير النجاح فتختلف من شخص لآخر فالبعض يعتبر تحقيق المكاسب المادية نجاحا والبعض يعتبر أن النجاح يتجلى في علاقته المتميزة مع المحيط وهكذا.

يعترف " اللحام " بأنه ممن يفوتون كثيرا من الفرص لأنه ليس من أصحاب "اتخاذ القرار" في الوقت الآني والحاسم كونه يخضع الأمور للتحليل والتمحيص العميقين وذلك حسب قوله «يفقد الجرأة وهي احد صفات التاجر المقدام الحقيقية»،

وفي معرض حديث "اللحام" كان لابد من تذكر والده الفنان القدير "دريد لحام" ودوره في حياة ابنه فقال:«ترك لي والدي الحرية المطلقة لأحلل واكتشف واسمي الأمور بمسمياتها وكان تدخله في الضرورة وعند الحاجة، وله أكبر فضل علي وهو توأم روحي والشخص الذي من غير الممكن أن أقول له لا، ولو كان ذلك عكس قناعتي واقتدي بقراراته ومكانته بالنسبة لي عظيمة».

نهاية  
حديثنا كانت تعريفا للواقع الاقتصادي السوري من وجهة نظر "اللحام"حيث بين ذلك بقوله :لاشك أن هناك حراكا وفرصًا كثيرة، وهناك لعبة شد حبل بين من يعتقد أن سورية تمضي قدما بالإصلاح الاقتصادي بخطىً بطيئة، وبين من يعتبرونها تمضي قدما في الإصلاح بتهور، ومابين البينين اعتراف ضمني بان سورية تمشي قدما ونصب عينيها الإصلاح، لكن الاختلاف بالوتيرة وأنا شخصيا أفضل أن تمضي بطريقة أسرع.

الكاتب: محمد بسيكي

http://www.esyria.sy/edamascus/index.php?p=stories&category=business&filename=200903151035021