الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Mon May 13, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"سهى شويحنة"... الصناعية ومصممة الأزياء        

من النادر أن تجد سيدات يستطعن منافسة الرجل في محافل الأعمال، ليس لضعف منهن إنما لعدم توافر الحافز والطموح والإبداع الذي يطلق الطاقات الكامنة لديهن ويجعلهن يحلقن في الأجواء. ولكن عندما يتوفر للسيدة الطموح والرغبة والإدارة، تتفوق على كثير من الرجال لتشكل مثالا كبيرا يحتذى به. من هؤلاء السيدات كانت السيدة "سهى شويحنة" مصممة الأزياء وسيدة الأعمال وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة "حلب" والتي التقاها موقع "eSyria" وكان معها اللقاء التالي...


البداية كانت مع سفرها إلى "فرنسا" في أواخر ثمانينات القرن الماضي، كانت ترغب بدراسة التصميم الداخلي إلا أنها انتقلت إلى تصميم الأزياء في حادثة قالت أنها تستحق أن تروى حيث تقول عن هذه المرحلة من حياتها: «أنا من مواليد عام /1970/، وقد حصلت على شهادة الدراسة الثانوية في "سورية" ومن ثم تمت خطبتي لأسافر إلى "فرنسا" كزوجة. آنذاك، كنت متحمسة للغاية لدراسة "العمارة والتصميم الداخلي" وقضيت السنة الأولى من وجودي في "فرنسا" في دراسة اللغة الفرنسية. وبالصدفة وبينما أنا ذاهبة لكلية "العمارة" للتسجيل فيها، كان معي شاب سوري من أصدقاء زوجي يقول أن هناك في "باريس" مدارس كثيرة وعديدة للموضة، فلم لا أسجل فيها؟ غيّر هذا الكلام أفكاري حيث توجهت للتسجيل في مجال تصميم الأزياء الذي هو اختصاص جميل ونادر في "سورية" وفيه الرسم والألوان التي أعشقها منذ طفولتي، حيث نشأت على الريشة والألوان وكنت دائما متفوقة في الرسم وعلى مستوى الطلائع والمحافظات».


أنهت السيدة "سهى" دراستها لتصميم الأزياء عام /1994/ ومن ثم تدربت لدى عدد من الشركات المختصة بالمجال لتعود إلى "سورية" في العام /1995/ بعد انفصالها عن زوجها حيث تقول: «وقتها قد تم افتتاح معهد "اسمود" في مدينة "دمشق" ليتبعها افتتاح فرع "حلب" في عام /1997/، فكنت أن دعيت لأكون أستاذة وأقوم بالتدريس ضمن المعهد. لكني وجدت منهاج المعهد مختلف عما تعلمته في "فرنسا" في الجامعة التي كنت أدرس فيها "فلوري دولا بورت" حيث المنهاج هنا هو "منهاج صناعي"؛ أي القيام بعملية تصميم أزياء لتنتجها آلات المعامل بعكس الطريقة التقليدية التي تقوم على وجود مشغل والاعتماد على العمل اليدوي. هنا قررت أن أقوم بعمل دبلوم ثاني في هذا المجال لكي أستفيد ضمن كلية "اسمود" نفسها خصوصا أن ما درسته في "فرنسا" لم يكن قد وصل إلى "سورية" بعد ولم يكن منصفا لي من ناحية الأسعار. كان خط الأزياء الذي قمت به خط غير مجدٍ اقتصاديا ولم يكن هناك إعلام وصحافة تدعمني مثل المصممين اللبنانيين والعرب الآخرين».
وتضيف بأن التصميم الصناعي يرتبط بالمعامل والآلات وقد اعتمدته أوروبا لأنه اقتصادي أكثر واستهلاكي أكثر وبالتالي انقرض تصميم الأزياء التقليدي وانحصر عدد من يرتدي هذه الأزياء إلى حوالي /600/ سيدة من كبار سيدات المجتمع والأميرات والمشاهير حول العالم. «من هنا نشأ مفهوم الألبسة الجاهزة "PAP" الأمر الذي جعلني أقرر دراسة دبلوم ثانٍ في معهد "اسمود"حيث تفوقت ونلت عقد تدريس بعد ذلك».

وتتابع بأنها بعد ذلك بدأت بتدريب العمال في عدد من معامل الألبسة ضمن مدينة "حلب":«كانت البداية للأسف ضعيفة مما سبب لي صدمة ومأساة خصوصا في جانب إقناع الصناعي بكلمة موضة. لم تكن البلد منفتحة مثلما هي اليوم، ولم يكن هناك صحافة أو مجلات الموضة (الفترة كانت أواخر التسعينات) إلا أن الأمر تغير كثيرا بعد ذلك.

أديت الخدمة الإلزامية!

بعد العمل لمدة عامين في كلية "اسمود" قررت السيدة "سهى" تركها والسبب كما تقول: «كان السبب هو نتيجة لاجتماع العديد من العوامل منها أن راتب الأستاذ الفرنسي مثلا هو ثلاثة آلاف دولار مقابل عشرين ألف ليرة للمدرس السوري، كما كان هناك تعب شديد بالنسبة لنا أيضا على اعتبار أن عملنا ضخم ما بين ترجمة المقررات الفرنسية وتدريسها بينما كان للمدرس الفرنسي مترجم شخصي فوري خاص به أثناء الدرس. كان العمل مضنيا ومرهقا في الفترة التي قمت فيها بالتدريس في المكان ما جعلني أشبهها "بخدمة العلم"؛ ولكني في الوقت نفسه اكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال خصوصا لأن للمعهد اسم كبير وعريق في "فرنسا" وفروعه المنتشرة في عدد من دول العالم من الشرق الأقصى إلى الأمريكيتين حيث كانت تشكل جامعة عملاقة ومكان دمج ثقافات مختلفة من العالم. استفدت كثيرا من التواصل مع الأساتذة ومع الجامعة الرئيسية ومكاتب التصميم إلا أنه آل للتجربة أن تنتهي وكان ذلك في العام /2003/».

قررت السيدة  "سهى" بعد ذلك العمل في المجال الصناعي والذي تقول عنه:«كنت قد بدأت العمل مع المعامل منذ العام /2000/ منتقلة مع المعامل، ولكن بعد تركي "اسمود" بدأت العمل الخاص حيث عملت في المسرح مع السيد "رعد خلف" الذي أسس اوركسترا "زرياب" حيث صممت أزياء تم عرضها في حفل في منطقة "ماري" ترمز للربط ما بين أزياء حقبة "ماري" و"السومريين" في "العراق" مع حضارة "ماري" في "سورية"؛ كما عملت أيضا مع المخرج "نجدت أنذور" في مسلسل "فارس بني مروان" الذي عرض في رمضان /2004/. وعملت أيضا مع المسرح القومي مع السيد "محمود خضور" كما قدمت عروض أزياء لوزارة "الثقافة" تعبر عن التراث الشعبي السوري منذ العام /2002/ في مهرجان "المحبة"».

وتتابع بأن من اللحظات المميزة لها هو عرض أزيائها أمام السيدة "أسماء الأسد" شخصيا حيث تقول عن هذه النقطة: «أثناء حفل عشاء كان برعاية السيدة "أسماء الأسد" لنساء من خارج "سورية" قدمت أنا أزياء ترمز للمحافظات السورية كلها بمعدل أربع أثواب لكل محافظة قدمت فكرة عن "سورية" وتمازجها الفني والثقافي حيث قمت بتحضير كل شيء من أزياء وعارضات وموسيقى التي قمت بالتنسيق مع الفنان "رعد خلف" لأجلها بحيث يكون لكل محافظة الموسيقى التراثية المميزة لها. بعد ذلك قدمنا ذات العرض مع وزارة الثقافة في مهرجان طريق الحرير».
وتعتبر السيدة "سهى" أن الفترة من /2002 -2004/ كانت فترة غنية جدا من الناحية الفنية بالنسبة لها.

 


من الفن... إلى الصناعة
في العام /2005/ بدأت السيدة "سهى" الغوص في الجانب الصناعي على حساب الفني حيث تزامن ذلك مع تعيينها في غرفة الصناعة كأول سيدة صناعية في مجلس الإدارة الأمر الذي تقول عنه:«كنت وقتها أبحث عن فتح عملي الخاص وعن منشأة غير صناعية حيث كنت أفكر وقتها بنظام المشغل الكبير المفتوح القائم على العمل اليدوي مثلما يفعل كبار المصممين العالميين في أوروبا. هذه المشاغل تنتسب في العادة إلى نقابة مصممي الأزياء الأمر الذي نحن مظلومين فيه الآن في "سورية" حيث لا توجد نقابة تحمينا. أما بالنسبة لشهادة "اسمود" فهي ممضية من وزارة الصناعة وذلك بحسب القانون السوري. تعييني في غرفة الصناعة كان مفاجأة فلم أكن صناعية وقتها والأمر جاء نتيجة لعملي ونشاطاتي».

وتتابع بأن هذا الأمر لم يكن مقبولا للعديدين حيث تضيف: «حاربوني لأنني لم أكن أملك وقتها ترخيصا صناعيا إلا أني كنت أبحث وقتها عن مكان لإقامة مشغلي في مناطق مثل "المحافظة" أو "السبيل" والتي كانت أغلى من مناطق الصالات الصناعية مثل "الليرمون". كنت أبحث عن منطقة أمارس فيها الفن ولم يكن يخطر لي هذا التوجه الصناعي حيث كانت فكرتي تقوم على مشغل لتصميم الأزياء بطريقة يدوية».
وتقول بأن المنصب له مسؤوليته من تمثيل البلد والمدينة والصناعيين، كما تعتبر نفسها عين الدولة في المجلس على اعتبار أنه تم تعيينها من قبل الحكومة السورية. «أتت العديد من المحاربات العملاقة من رئيس الغرفة ولجنة سيدات الأعمال الذين أساؤوا لي للغاية، إلا أني كنت قوية وصبورة وأخذت المشاكل بالدبلوماسية والحوار والالتجاء إلى أصدقاء مشتركين إلا أنها لم تؤثر أي أثر. وبعدما اكتشفت أن هذه السياسية ليست بذات فائدة كان ردي القاسي في مجلة المال في "كانون الأول" 2006 على تعامل رئيس غرفة الصناعة معي وطريقة عمله في الغرفة وبدأت الصراعات العملاقة وبقيت صوت حق حتى الآن».
والسيدة "سهى" تعمل في منشأتها الصناعية ضمن خطين: خط فني تشبع فيه روحها من ألبسة سهرة وعرائس وشرقيات مستوحاة من التراث السوري مع النظرة الحديثة، وخط آخر شعبي متوسط الكلفة للناس ويخدم الحياة اليومية لهم.

عروض أزياء
قدمت السيدة "سهى" العديد من عروض الأزياء بدايتها كان في العام /2008/ بعرض ضمن قاعة المتحف الوطني يمثل العلامة التجارية "سهى شويحنة" قدمت فيه أزياء سهرة وعرائس في منتهى الفخامة من الحرير الطبيعي والبروكار وغيرها من الأقمشة الراقية جدا تتعلق بالطابع السوري والتراث السوري. وبعد عام قدمت عرض صيف /2009/.
«أعتبر أول ظهور لي في مجال عرض الأزياء كان في "أيار" 2005 في مؤتمر سيدات الأعمال الذي ذكرته سابقا وأطلقت عليه "جدران البيت العربي" حيث شرحت فيه كيف حولت نقوش وجدران وزخرفة البيت العربي إلى أزياء. أما عام /2008/ فقدمت "نباتات البيت العربي" مثل التمر حنة والزهر الدمشقي وكان عمل فني وإبداعي فخورة جدا به. أما عام /2009/ فكانت معبرة عن "الجدران وفن الموزاييك في البيت العربي"».

وتضيف بأن فلسفتها هي المحافظة على جذورها والبيت العربي والترابط مع العمارة التي كانت تتمنى أن تدرسها أي دمج العمارة مع الفن الحديث.

مصممين بارعين...
«خلال العشر سنوات الأخيرة أصبح هناك مصممين سوريين وخرجت مدرسة "اسمود" مصممين بارعين إنما كانوا يهاجرون للعمل خارج "سورية" أو يعملون لدى مصممين آخرين، وتعتبر هذه هي المشكلة التي عانينا كلنا منها حيث لا يوجد للأسف أشخاص تقدر إبداعنا وتشاركنا ماديا. في أوروبا تقوم المصارف بتمويل المبدعين من خريجي كليات الفنون الجميلة والأزياء وتمولهم ماديا وتشاركهم ليظهروا، ومن ثم تشغلهم دور الأزياء العالمية، كما أن هناك الأغنياء الذين لديهم اهتمام بهذا الموضوع فيقومون بتمويل عروض المصممين الأولى لكي تلاحظهم الناس وبالتالي جعلهم ينطلقون في هذا المجال. أما هنا فالتمويل "ذبح" الشباب السوري وجعلهم يهاجرون ليعملوا في الخارج أو السفر إلى "فرنسا" و"ايطاليا" للدراسة والعمل».
وتتابع بأن في "لبنان" العديد من مدراس الأزياء الموجودة منذ الأربعينات بينما في "سورية" فهي واحدة فقط وهي "اسمود".
«من المصممين المبدعين السوريين الشاب "رامي العلي" وهو قريب إحدى صديقاتي، وأفتخر أن هناك مصمم سوري يصمم في الخارج، وهو شاب قدر أن يهاجر وينطلق من الخليج ومن بلاد تدعمه. إلا أنني سبب عدم مغادرتي للبلاد كان بسبب أولادي لأنه من المستحيل أن أضيع أولادي في بلد غير بلدهم ما جعل الشهرة تأتي متأخرة قليلا إلي».
وللسيدة "سهى" ابنة تدرس "هندسة الديكور"، وابن يحضر "للبكالوريا".


غرفة الصناعة
«كسيدة صناعية، كان العمل مع الرجال ودخولي إلى عالم الصناعة صعبا للغاية. كان الهدف من تعييني هو أن القرارات التي تصدرها غرفة الصناعة يجب أن تشارك فيها المرأة، ولذا تطلب الموضوع امرأة تستطيع المحاورة في الأمور المالية والاقتصادية ومحاورة الصناعيين واللجان القطاعية ضمن الغرفة، وتستطيع التحدث عن مشاكل الصناعيين والمشاركة في دراسات وزيارات ميدانية ورؤية الصعوبات وما يمكن تقديمه من عمل. كنت في الاجتماعات دائمة الحضور والوجود والمشاركة وهذا هو الفرق مابين عضو مجلس إدارة وسيدة أعمال والمفروض أن تكون عضو مجلس إدارة الغرفة هي رئيسة لجنة "سيدات الأعمال" في الغرفة، ولكن عدم استلامي لهذا المنصب جاء بسبب رئيس اللجنة الذي عارض الفكرة وأرسل العديد من الفاكسات مشتكيا ومعارضا من أجل مصلحة شخصية».
وتتابع بأن فكرة لجنة سيدات الأعمال بدأت في أوروبا منذ زمن طويل ووصلت حاليا إلى المنطقة العربية حيث تقول عن هذا الموضوع: «تأسست هذه اللجنة في الدورة الماضية لغرف الصناعة والتجارة. لجنة سيدات الأعمال كانت تابعة لغرفة صناعة حلب والمفروض أن تعمل في أشياء تهدف لتطوير المرأة من كافة النواحي مثل العمل على تطوير التعليم الأكاديمي لها وتأمين عمل لها أو تعلميها مهنة تستطيع القيام بها في منزلها إن لم تكن قادرة على العمل خارج المنزل. إلا أن المفهوم لا يبدو أنه وصل للجنة سيدات الأعمال حيث كانت اللجنة بروتوكولية "وذات مظاهر" أكثر منها عملية، وهذه اللجان لم تنفذ أهداف الحكومة التي كانت متوقعة منها».

وعلى صعيد المشاريع التي قامت بها أثناء تواجدها في غرفة الصناعة فهي تقول: «قمت بعدد من المشاريع من أجل البنية التحتية للمرأة، وقد نظمت دورات لأساتذة مشروع "التلمذة الصناعية" حيث تطوعت لإقامة دورات تدريب وتأهيل في "دمشق" و"حلب" جمعت فيهما المدرسين من كل المحافظات السورية تقريبا المسؤولين عن التعليم المهني، وكان الهدف منه هو زيادة الخبرة والكوادر السورية الموجودة في الحقل التعليمي. قمنا بالدورة العام الماضي وهذا العام وسيتكون لدينا فريق سوف نختتم معهم الدورات العام القادم، وسيقوم هذا الفريق بتدريب كل من لم يحضر الدورات من معلمي المحافظات مع إشرافي على هذه الموضوع وقيامي بجولات لكل محافظة لوحدها. وأعتبر أن هذا العمل أكبر عمل جبار يهدف إلى تشكيل عقول مبدعة».
سيدة من السيدات القلائل اللواتي أثبتن وجودهن على الساحة الاقتصادية والصناعية في مدينة "حلب". كان هذا اللقاء غيض من فيض ما قدمته وتقدمه هذه السيدة من خدمة ليس فقط لمدينة "حلب" وإنما لسورية بأكملها من خلال عملها في تصميم الأزياء الذي كان يحافظ على الخصوصية السورية إضافة إلى جهودها الكبيرة في مجال غرفة صناعة "حلب".


أحمد بيطار

http://www.esyria.sy/ealeppo/index.php?p=stories&category=arts&filename=200808261450011




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011