الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Sun Apr 28, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
عالية عبسي".. ومشوار سيدة أعمال عمره 40 عاماً        

لم تتوقع السيدة "عالية أحمد عبسي" أن تبتدئ كسيدة أعمال في مدينة الجزائر، فحينما خرجت من "حلب" في السبعينات من القرن المنصرم كمدرّسة للغة العربية حتى انتقلت إلى مجال الأعمال، وقد سجلت في غرفة صناعة "حلب" وحازت على الرقم /94/ في سجلها الصناعي وبهذا كانت من أوائل الصناعيات في حلب.

 

eAleppo زار مشغل السيدة "عبسي" لتحدثنا عن البدايات حينما عملت أول فستان "عرس" في "الجزائر" فتقول عن تلك الفترة: «بدأت التدرب على العمل في مجال الخياطة منذ الصغر وأنا في مدينة "حلب" حينما كانت والدتي تصر على تعليمي لمهنة الخياطة ودخلت عدة دورات في هذا المجال فكانت أولى بدايات العمل بشكله الحقيقي في مدينة "الجزائر" بأوائل السبعينيات من القرن المنصرم حينما سافرت إليها كمدرّسة لمادة اللغة العربية فكان الشعب الجزائري يتكلم في أغلبه اللغة الفرنسية، ثم بعد حين وأنا في مدينة "الجزائر" قررت عمل فستان عرس وكان أول عمل لي في هذا المجال وحين الانتهاء من خياطة الفستان نال إعجاب الجميع وطلب أصدقائي مني أن ادخل في مجال العمل بخياطة الفساتين واقتنعت بتلك الفكرة وبعد أشهر حصلت على مشغل لكي أقوم بالخياطة وقد بدأت بأول ماكينة وباشرت العمل في هذا المجال وتخصّصت به فكانت منتجاتي ما بين فساتين الخطبة والعرس، وكل زبونة تطلب مني بكل مناسبة عدداً من الفساتين ولكن بألوان متعددة لأنهم في كل حفلة يقومون بتغيير الفستان أكثر من مرة ولكن بألوان متعددة وكان هذا عرف جاري عندهم في ذلك الوقت. وبقيت في هذا المجال حتى عام /1978/ وبعد سنة أنهيت عملي في مدينة "الجزائر" لكي استقر في "حلب"».

 

 

بدء الانطلاق في "حلب"

وصلت إلى "حلب" ففكرت بإقامة مشروع عمل من بعد الشهادة والخبرة التي حصلت عليها وتابعت "عبسي" قائلة: «ذهبت إلى غرفة صناعة "حلب" وحصلت على سجل صناعي يحمل الرقم /94/ وهذا هو عدد الصناعيات في ذلك الوقت، وأما الآن فقد تجاوز العشرة آلاف سجل صناعي، وبدأت العمل بمشغل كان يضم ست ماكينات اتجهت فيها لمجال الألبسة الولادية والنسائية وبالإضافة لمجالي الأساسي إلا وهو خياطة فساتين الخطبة والعرس، وبعدها تطور العمل وبدأت بالتعامل مع المحافظات الأخرى وضمت "دمشق"، "حمص"، "حماه" ومنها انتقلت إلى الخارج فصدّرت الألبسة النسائية والولادية إلى "ليبيا" وكان في عام /1980 ـ 1981/ بوتيرة عمل بلغت عدد ساعاتها /16/ ساعة يومياً، ثم زدت عدد الآلات فأحضرت مقص كهربائي ثاني واستمر العمل إلى عام /1985/، حينها تركت العمل بمنطقة "الحريري" وكان مؤلفاً من طابقين، وفي عام /1986/ انتقلت لمنطقة "الميريديان" وبقيت حتى عام /1990/ أعمل في مجال فساتين الخطبة والعرس بمجال ضيق للأصدقاء والمعارف فقط.

وفي العام نفسه افتتحت منشأة عمل ضمت /14/ ماكينة بما فيهم آلة لتغليف المنتجات، وفي عام /1991/ بدأت انطلاقتي الكبرى ولكن في مجال صناعة الألبسة القطنية المطبوعة برسومات منوعة من القمصان والبيجامات توجهت بها للأسواق الخارجية كـ "اليونان" و"ألمانيا" ودول الخليج ومنها "السعودية" وهي الأكبر من جهة التصدير و"الكويت" و"الإمارات"، وبقيت في إنتاج الألبسة القطنية حتى عام /1995/، ثم توقفت عن العمل بسبب الآثار التي خلفتها مادة القطن على صحتي وبقي لدي آلتي الدرزة والحبكة وأضفت إليهما آلتي التطريز والنول لعمل فساتين "الخطبة" و"العرس" والتي بدأت بهما عام /1994/ أثناء عملي في الألبسة القطنية وكنت أتعامل مع دول مثل "أمريكا" و"الأردن"، "مصر"و"الجزائر"، وفي خلال تلك الفترة كنت أقوم بتصميم الموديلات دون اللجوء للكتالوجات واستمر هذا حتى عام/2004/ فتوقفت عن العمل حينها».

مدربة للأعمال اليدوية في "الهلال الأحمر" و"اليمن"

في عام /2004/ أصبحت مدربة في "الهلال الأحمر" وبشكل طوعي لتدريب البنات الموجودين فيه على الأشغال والأعمال اليدوية كـ "المطرزات" وأغطية "الطاولات" وغيرها وأشارت "عبسي" بالقول: «جاء هذا للعمل على تطوير أنفسهم واكتساب بعض المهارات لمستقبلهم، في أثناء ذلك آتاني طلب من أجل السفر إلى مدينة "اليمن" من قبل منظمة "GTZالألمانية" للعمل كمدربة أيضاً للمشغولات اليدوية ولكن بشكل مأجور في مدينة "حضرموت" وتحديداً بمنطقة "شيبام" من أجل تخريج مدربات من النساء بسبب غياب مثل هذه الأشغال اليدوية من الخياطة والرسم على "الزجاج" و"النول" وغيرها في تلك المدينة وكانت في عام /2007/ وعلى ست مراحل بمعدل شهرين لكل مرحلة، فأولى المراحل كان عدد الفتيات المتدربات /28/ بدأن بعملية ضم إبرة الخياطة وانتهوا بعملية خياط التنورة والمرحلة الثانية تعلموا فيها البلوزة وبعدها أتقنوا عمل الفستان والرابعة أنجزوا عمل البنطال وبعدها موديل الجاكيت وفي السادسة تمكنوا من عمل فساتين العرس والخطبة وبتلك المرحلة تخرّج خمسة عشرة مدرّبة وكان الفارق ما بين الدورة الأولى والسادسة غياب ثلاثة عشر من الفتيات عن التدريب وكان هذا بسبب زواج إحداهن أو سفر بعضهن إلى الخارج، فكنت أسافر إلى "اليمن" قبل بدء المرحلة وأرجع إلى "حلب" حين الانتهاء منها للإشراف على متدربات "الهلال الأحمر" وكان يتخلل ذلك إقامة معارض في مدينة "حضرموت" بـ "اليمن" على الأعمال والمشغولات اليدوية التي قام المتدربات بعملها».

 

الاستقرار في "حلب" والانطلاقة الجديدة

في عام /2009/ أنهيت عملية التدريب في "اليمن" ودامت لثلاث سنوات لكي أتفرغ في عمل المشغولات اليدوية ولتدريب بنات "الهلال الأحمر ونوهت "عبسي" بالقول: «أحضرت ستة ماكينات من بينها آلة "للنول" و"للتطريز" الإلكتروني وصنعت حمالات الحقائب "النسائية" و/80/ لوحة من "الورود" ورسمت لوحات "زيتية" كنت عبرت فيها عن المدن في "اليمن" وأقمت معرضاً لي ضم مشغولات يدوية وبالإضافة لذلك أدخلت مادة "اللؤلؤ" و"الكريستال" و"الخشب" على العقود التي صنعتها والتي بلغت /100/ عقد، وذهبت لعدد من المدن التركية ومن بينها "عنتاب" و "إنطاكية" من أجل الاتفاق معهم على منتجات يدوية بسبب عراقة تلك المدن بهذه الصناعات وتوفر المواد المميزة فيها من خيوط ناعمة وبدقة عالية لا تتوفر هنا فكلما ارتفعت نمرة الخيوط كان العمل أدق وأفضل، فعملي يأخذ نمرة /70/ في عمل الإيتامين وغيرها من المشغولات اليدوية في حين أن نمرة /40/ هو السائد والغالب في المشغولات المتوفرة في "حلب" وبذلك أحقق التميز بالعمل».

وعن المواد الأولية وكيفية الحصول عليها أضافت "عبسي": «هي متوفرة في منطقة "الجديدة" وبكثرة ولكن حينما أرغب بالتميز في العمل فأنني أسافر لـ "تركيا" و"لبنان" للحصول على تلك المواد الفريدة والمميزة ومن بينها "القماش" و"الخيوط" و"الألوان" وغيرها لأن أهالي "حلب" وفي معظمهم يرغبون الأشياء المتميزة وخصوصاً العائلات الغنية، وفي القريب سيكون لي معرض بمدينة دمشق».

وعن تجربتها والتي دامت على ما يزيد الأربعين عاماً اختتمت قائلة: «إن نجاح الإنسان لا يقاس بما حققه من عدد المعارض فالحياة كلها معرض وحينما ينجز الإنسان شيء يُعجب به الناس فهذا معرض بحد ذاته فكل يوم يمر على الشخص هو خبرة يضيفها لخبراته استقاها من تجارب الآخرين، وإن أي نجاح في الحياة مرهون بما ورائه من مثابرة على العمل وهذا ما أشار إليه أخي في رسالة أرسلها يقول لي- يا أختي عليك بالجد والمثابرة في عملك- ناهيك عن التنظيم والأمانة في العمل، وأما بالنسبة للهوايات فهي تأخذ جزء من حياتي وأحب ممارسة "الرياضة" وسماع "الموسيقا" فحينما كنت في السابعة من عمري بدأت بالعزف على آلة "الكامنجا" وأتقنتها وأنا في العشرين من عمري ولا أبالغ في القول حينما كنت أول طالبة في معهد الموسيقا في "حلب".

وعن الشعار الذي اتخذته في عملي حالياً هو العودة للتراث والعمل على إحيائه في المشغولات اليدوية لأن التراث مهما غاب لابد وان يظهر مرة ثانية ففيه الأصالة والمجد والذي تربا عليه أهالي "حلب" منذ القدم وحتى الآن».

 

الكاتب: فراس قدسي


المصدر:  http://www.esyria.sy/ealeppo/index.php?p=stories&category=business&filename=201008091320011




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011