بعزمهما وتصميمهما استطاعت "ندى المسوتي" والمهندسة "نور الهدى رمضان" أن تحولا خبرتهما في مجال التنمية البشرية إلى فكرة مشروع صغير يعملان بجهدهما ومثابرتهما على توسيعه وتنميته، بدعم من حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات التابعة للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية التي أخذت على عاتقها دوراً ريادياً في تبني ودعم أفكار الشباب الريادية في المجال التقني والمعلوماتي لتكون بذلك أحد الجهات التي تسهم في الأخذ بيد الشباب ليخطو أولى خطواتهم في مجال العمل الحر المبني على أسس سليمة وعلمية.

 "ندى" الحاصلة على شهادة الماجستير في النقد والأدب من كلية الآداب بدمشق قسم اللغة العربية، اكتملت رؤاها بالتعاون مع المهندسة "نور الهدى" الحاصلة على شهادة الماجستير باختصاص الذكاء الصنعي بكلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق في بلورة فكرة نظام خبير يعنى بكشف الإنتاجية الإبداعية لدى الفرد، ليعملان معاً على تأسيس شركة أطلقا عليها اسم "أسوة".
ذكرت "ندى" أن ما ساعدهما على الخوض في فكرة مشروعهما هو أنه لديهما خبرة وخلفية معرفية في مجال التنمية البشرية فقد التحقتا بعدة دورات داخل القطر وخارجه في هذا الميدان والمهندسة "نور الهدى" إضافة إلى اطلاعها على مجال التنمية البشرية هي مختصة وقادرة على تصميم نظام تقني.

البداية
تقول "ندى": بدأنا نعمل على بلورة خطا مشروعنا وقد التقينا بالمهندسة "ريما شعبان" مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بدمشق آنذاك وهي بدورها قدمت لنا شرحا عن الحاضنة وأن فكرة مشروعنا تستحق أن نعمل على تقديمها للحاضنة لكي يتم احتضانها ولتتم متابعتنا من قبل أخصائيين، وعلى أساسه اتبعنا دورة في إدارة الأعمال وكيفية إنشاء مشاريع في برنامج انطلاقة وأيضا في الجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب "سيا".
بعدها عملنا على تجهيز عرض توضيحي لإدارة الحاضنة  "اللجنة الخاصة بتقييم المشروعات" عن مشروعنا ونالت الفكرة القبول وتم احتضاننا. بعدها بدأنا بتحقيق إنجازات من خلال اختبارات كنا نقوم بتنفيذها على الأشخاص الذين نعرفهم من عائلة وأصدقاء وفي العديد من الأنشطة التي كنا نحضرها، و هذه الاختبارات كانت فرصة لضخ كمية هائلة من المعلومات في النظام، فأول تجربة قمنا بتنفيذها كانت على مدرسة ابتدائية حيث قدمت استبيانات لكل الأطفال في المدرسة وقمنا من خلالها بتحليل النظام ورسمه بناء على ما توفر لنا. كل هذه الاختبارات ساعدتنا على ضخ معلومات في قاعدة البيانات لدينا وهو المطلوب في نظامنا الخبير الذي سيحل محل الشخص الذي يقوم بتحليل البيانات الشخصية ويعطي التقرير الخاص بالشخص.

ما هو النظام؟؟
 تقول م. "نور الهدى": هو نظام خبير يعنى بكشف الإنتاجية الإبداعية لدى الفرد. يعتمد النظام على خوارزمية معينة حيث يتم إدخال مدخلات للنظام وتعالج هذه المدخلات لتظهر بشكل مخرجات وبناء عليه واعتماداً على المعلومات المدخلة إلى النظام والتي تتعلق كلها فيما يتعلق بموضوع الشخصية وتحليلها يقوم النظام بتحليل شخصية الفرد الذي أجاب على أسئلة النظام بشكل مخرجات ويعطي المبحوث المسار المهني الخاص به، ويحدد له المجال الوظيفي المناسب الذي بإمكانه النجاح فيه بما يتوافق مع شخصيته وما هي نقاط القوة والضعف لديه، بالإضافة إلى معلومات عن شخصيته بالعمل وفي حياته اليومية المعتادة.
وبناء على المخرجات وتحليلها يستطيع النظام مساعدة الجهات سواء (شركات... جامعات... هيئات...) الراغبة في إخضاع موظفيها أو طلابها في تحديد المسار المهني، وبعد اطلاع الإدارة على النتائج وأخذها في عين الاعتبار لرفع إنتاجية الموظف الذي يعاني من نقاط ضعف معينة، أو تعديل المنصب الوظيفي له أو الفرع الدراسي.
* من الشريحة التي يستهدفها النظام؟
الشريحة الأولى هي شريحة الشركات فهدفنا تقديم خدمة للشركات التي تعمل على استخدام النظام الخبير من تحديد مستوى الموظفين لديها ومساعدتها على تحسين إنتاجيتهم ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
والشريحة التي تليها هي شريحة الطلاب ونحن نتوجه إلى الجامعات، وقريبا سنعمل على توقيع عقد بيننا وبين إدارة إحدى الجامعات الخاصة من أجل إجراء اختبارات على الطلاب الذين يعملون على التسجيل في الجامعة لكي نساعدهم في اختيار الفرع الدراسي المناسب له والمتوافق مع شخصيته. فهناك العديد من الأنظمة التي تقدم المسار المهني ولكن الجديد في نظامنا هو : ما هي المهن التي نالت الدرجة الأعلى في شخصية الشخص الخاضع للاختبار.
*  ألم تواجهكم صعوبة في إقناع الشركات بالنظام وفوائده؟
** بالطبع هذه صعوبة مؤكدة، لأن هذا الموضوع غير منتشر في الثقافة السورية وفي ثقافة سوق العمل، ولكن هناك عدد من الشركات الكبيرة التي لديها قسم خاص بالموارد البشرية كانت على دراية واستيعاب لمنتجنا وقد رحبت بالفكرة كثيراً.
* تغطية نفقات وتكاليف النظام وتطويره كيف كنتم تتدبرون أمرها؟
** قبل أن نتقدم لأي جهة تعمل على احتضان مشروعنا، بدأنا بكتابة القصص للأطفال قمنا ببيعها لأحد دور النشر بمبلغ يقارب 235 ألف ل.س كان هذا المبلغ هو الذي أتاح لنا الانطلاقة في النظام وفي شركتنا الصغيرة، بعدها قمنا ببيع ملفات شخصية للأشخاص حول شخصيتهم المهنية والاجتماعية.
للوصول إلى ما نحن عليه بذلنا الكثير من الوقت والجهد والمال، فلكي تنال القليل يجب أن تبذل الكثير وفكرة مشروعنا لم تكن من الأفكار الدارجة في المجتمع السوري ما رتب علينا ضرورة تثقيف الجهات التي نريد التوجه إليها والتي تشكل الشرائح التي نستهدفها وكل ذلك بشكل مجاني. حيث أننا نقوم أسبوعيا بمحاضرة تعريفية لعمل اختبارات مجانية للحضور وندعي عليها شخصيات من مختلف الشرائح .
* كيف استقبل محيطكما فكرة النظام الخبير وكيف تعامل معه؟
** كان إيجابيا وقد أعجب بالفكرة وخصوصا أن فكرة تحليل شخصية تشكل هاجسا للكثير من الناس الراغبين في المعرفة أكثر عن شخصيتهم  فهذا شيء موجود في طبيعة البشر. والشغف الأكبر يتولد عند الشخص عندما يعرف ما الفائدة التي سيجنيها بعد خضوعه للاختبار أي ماذا سأستفيد وكيف ستنعكس نتائج الاختبار علي وعلى حياتي وعملي إيجابا، وكيف بإمكاني تحسين شخصيتي، ما المهارة التي يتوجب علي إضافتها؟، فالمهم النجاح وليس معرفة الشخصية فقط. فكل إنسان لديه الرغبة في أن يطور نفسه على الدوام.
* مع اقتراب نهاية فترة الاحتضان والانطلاق في سوق العمل، ألا تشعرون بالمسؤولية بشكل أكبر اتجاه مشروعكم؟
 ** منذ دخولنا للحاضنة ونحن نفكر بآليات الخروج منها، فالحاضنة قدمت لنا العون لفترة معينة وهذا يترتب علينا التفكير بمستقبل شركتنا وبالتالي تطوير منتجنا الدائم وبما يتناسب مع احتياجات السوق وبدأنا بتجهيز مكتبنا الخاص ووضع خطة تسويقية للنظام . نحنا عملنا منذ بداية عملنا في الحاضنة على تأمين أربع فرص عمل من خلال البرنامج ونسعى إلى توسيع شركتنا وتأمين المزيد من فرص العمل.
*  بماذا تنصحان رواد الأعمال الشباب ممن لديهم أفكار جذابة؟
** ننصحهم بطرق جميع الأبواب وتلبية جميع الفرص التي تتاح لهم لكي يساعدوا فكرتهم أن ترى النور فالفرصة تأتي مرة واحدة إما أن تكون فيها أو لا تكون. يجب أن يركزوا على الهدف مهما اعترض طريقهم من عقبات حتى لو تعبت قليلا وأنا أمهد الطريق لغيري من الرواد الراغبين في هذا الطريق. يجب أن يعمل رائد الأعمال على تطوير نفسه بشكل دائم، وأن يقوم بتطوير مهاراته وأنا مع إدخال مفهوم ريادة الأعمال على المناهج الدراسية

 الكاتب: لانا حاج حسن