الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Sat Apr 20, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » حول ريادة الاعمال »
المبادرة وريادة الأعمال        

إن المفهوم الواضح للأعمال الريادية يجب أن ينشأ قبل تطبيق أية استراتيجية تسعى لخلق هذه الثقافة في العالم العربي، وتربية هذا النوع من الثقافة يتطلب جهداً كبيراً وعمليات متواصلة تشارك فيها المنظمات المهنية والجامعات لإنتاج رجال الأعمال مهرة ذوي قدرات إبداعية تحقق لهم النجاح في بيئة عالم تتغير بسرعة كبيرة.

 


لقد استخدم مصطلح Entrepreneur  لأكثر من 200 عام إلا أنه يكتنفه الغموض بعض الشيء حيث أن كلمة المبادرات الفردية والأعمال الريادية مشتقة من كلمات فرنسية وتعني (بين- وتأخذ) ولذلك فإن المبادر أو الريادي يأخذ مكاناً بين المزودين والعملاء أو المنتجين والعملاء، وفي نفس الوقت يخاطر لتحقيق النجاح، بيتر دريكر عام 1985 عرف المبادر أ والريادي بأنه الشخص الذي يستطيع أن ينقل المصادر الاقتصادية من إنتاجية منخفضة إلىإنتاجية عالية، وجيفري تيمنز 1994 عرف المبادر الفردي أو الريادي بأنه العمل الإنساني المبدع الذي يبني عملاً متميزاً من لا شيء وتعتبر عمليات الريادة اقتناصاً للفرص بغض النظر عن المصادر المتاحة أو نقص هذه المصادر، وخلال تاريخ تطور الفكر الاقتصادي ثمةعلماء اقتصاديون قلائل حاولوا تعريف دور رجال الأعمال المبدعين في النمو الاقتصادي وربما أكثر تأثيراً هو العامل الاقتصادي شومبتير الذي وصف رجال الأعمال المبدعين بوكلاء للتدمير الإبداعي حيث أن يرى هؤلاء الرجال المبدعين يقومون بتعطيل وضع التوازن بالنسبة للعرض والطلب في الأسواق عن طريق طرح منتجات ابتكاريه جديدة يحصدون من ورائها أرباحاً كبيرة ويحتكرون الأسواق لفترة من الزمن ول وبصفة مؤقتة، ولهذا فإن الاقتصاديين غالباً ما يربطون بين الأعمال الإبداعية والقدرة على حسن استغلال وتطبيق التكنولوجيا الحديثة.
وتعتبر عملية الريادة والمبادرات الفردية شائعة في العالم ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يحاول سنوياً 4% من مجتمع البالغين أن يبدأ عملاً جدياً، بالرغم من أن معظم هؤلاء قد يكون لديهم عمل كامل أو جزئي ولكنهم تتملكهم مشاعر حب،  وتشير الإحصاءات أن شخصاً من بين اثنين في الولايات المتحدة قد حاول أن يبدأ عملاً جديداً في وقت معين من حياته.

 


أنواع الأعمال الريادية:
يمكن أن نحصي ثلاثة أنواع من الأعمال الريادية والمبادرات الفردية التي تصنف أعمالاً إبداعية وريادية.
- أعمال ابتكاريه بحتة:
حيث يقوم المبادر والرياضي المبدع بنقل الفكرة الجديدة إلى منتج جديد يوبني عملاً جديداً في عالم الأعمال، وهذا بالطبع يتطلب قدراً كبيراً من الإبداع والقدرة على رؤية متطلبات اتجاهات قبل أن تتضح الرؤية لبقية الآخرين، ومن أمثلةهذا النوع من الأعمال الريادية ما قام به (ستفين جاب) مؤسسة شركة آبل كومبيوتر وكذلك بيل غيتس مؤسس شركة ميكروسوفت.
- أعمال ابتكاريه مطورة من أفكال ومعلومات وتكنولوجيا متوفرة:
المقصود هنا المبادرون والمبدعون الذين يقومون بتأسيس أعمال ريادية بناء على أفكار ومعلومات وتكنولوجيا متوفرة حيث يقوم المبدار بتوظيف التكنولوجيا المطورة لأغراض تخصصية في أعمال ومجالات أخرى مختلفة، فبرنامج أبحاث الفضاء شهد نقلا ًوتطبيقاً  للعديد من التكنولوجيات الفضائية في المجالات الخدمية مثل استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد في المجالات المدنية.
- الملكية لأعمال ابتكارية:
ويعتبر هذا الوضع أقل أنواع الإبداع أو الريادة، حيث أن الشخص المبادر هنا يشتري أو يملك عملاً أو مؤسسة قائمة بدون أية خطط يضعها لتغيير الوضع القائم، فالحاجة للإبداع والابتكار أقل في هذا الوضع، ولكن الشخص في هذا الوضع يتحمل المخاطر المالية والشخصية.
ويقتنص الفرص قبل الآخرين رغم أن السوق لا تشجع على ذلك.
إن من أبرز خصائص المبادرين والرياديين المبدعين.
- حب العمل والمبادرة والتعلق بهما.
- الإصرار على النجاح رغم المخاطر.
- الثقة الكاملة.
- التصميم وحب التنفيذ.
- المهارات في إدارة المخاطر.
- رؤية المتغيرات كفرص يتحتم اقتناصها.
وكذلك فإن من إيجابيات الأعمال الريادية والمبادرة الفردية:
- الاستقلالية في العمل.
- مجابهة التحديات والشعور بالإنجاز.
- تحقيق السيطرة المالية والاستقلال المالي.

 


أما السلبيات فتكمن في
- العبء الكبير للمسؤوليات حيث لا مجال هنا للأخطاء وكذلك لضخامة التضحيات الشخصية.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية للتوسع في العمل الريادي والمبادرات الفردية:
ينتج عن التوسع في إقامة الأعمال الريادية الخاصة على شكل منشآت صغيرة ريادية وتهيئة المناخ الملائم لتنميتها وتطويرها آثار اقتصادية واجتماعية ظاهرة أحياناً وغير ظاهرة أحياناً أخرى، ولكنها في مجمعتنا تسهم في تحديد ملامح البيئة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وكلما كان التوجه إلى هذا النمط النمائي مدروساً ورشيداً كلما تضاءلت سلبيته،  واكتسبت آثاره الإيجابية مساحات أوسع على الخريطة الاقتصادية والاجتماعية،ولعل من أهم تلك الآثار الاقتصادية والاجتماعية ما يلي:
- استقطاب الشباب للعمل الحر والمبادرات الفردي والأعمال الريادية واستثمار أموالهم وطاقاتهم في مشروعات صغيرة مما يخفف من حدة التهافت على الوظائف الحكومية.
- الانخراط في تحمل أعباء المشروع أو منشأة صغيرة تخطيطاً وتمويلاً وإدارة ويعتبر عملاً ريادياً يصوم الشباب من التعرض لمزالق اللهو والانحراف وما قد يترتب عليها من تبديد للصحة وهدر للأموال ووأد للقيم العريقة التي تربى  عليها المجتمع العربي.
- يعتبر الاتجاه إلى الاستثمار في المشروعات الريادية عاملاً من عوامل الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وبخاصة أثناء الأزمات وفي فترات عدم الاستقرار والركود التي تشهدها المسيرة الاقتصادية من وقت لآخر.
- تعدد الأعمال الريادية والمبادرات الفردية بمختلف أنواعها وأحجامها يمنع عرض المستثمرين والمبادرين للانتكاسات المعتادة التي يمكن أن يتعرض لها من يركز كل نشاطه واستثماراته في منشأة كبيرة وتعتبر هذه المبادرات النواة الحقيقية للأعمال الكبيرة الراسخة.
- تعتبر الأعمال الريادية والمنشآت الصغيرة في  المجتمعات التي تتمتع فوفرة الإمكانيات المادية كالمجتمع الخليجي وغيره بمثابة مرحلة تدريبية وطور تعليمي لصقل وإعداد رجال أعمال واعدين بإكسابهم المهارات والخبرات الإدارية والتنظيمية والتمرس على أنماط التعامل مع مختلف أطراف العمليات الإنتاجية والتسويقية.
- يلعب التوسع في إقامة هذه الأعمال الريادية والمنشآت الصغيرة دورا ًهاماً في توسيع رقعة الممارسة الاقتصادية وتدعيم دور القطاع الخاص وتحيل فكر المواطن من حالة التبعية الاقتصادية لعائل أو صاحب العمل، أو الحكومة إلى وضع أصحاب العمل المالكين لمنشآت تعمل لحسابهم ومن ثم ينعمون بالاستقلال الاقتصادي.
وختاماً نحن مدعوون في العالم العربي إلى تطير أعمق لثقافة الأعمال الإبداعية عن طريق:
- تطوير بيئة عمل تسهل لنمو الأعمال وتشجع على الابتكار وتخفض من إجراءات التراخيص وتزود رجال الأعمال بالمجموعات المتنوعة من الخدمات مثل المعلومات, وهذا يتطلب مراجعة كاملة للسياسات الحكومية.
- دعم الأعمال الإبداعية عن طريق برامج الحاضنات التكنولوجية وتوفير الدعم المالي والقانوني للمستثمرين من أجل تدفق الأفكار الإبداعية وتكوين مخزون بشري من العملاء ورجال الأعمال مما يسهل نقل مخرجات البحوث والتطوير من المعامل والمختبرات إلى الأسواق.

 

الكاتب: بقلم الدكتور عبد الهادي العتيبي/ الكويت
المصدر: مجلة ريادة الأعمال




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011