إن مفتاح النجاح لأي مشـروع وبالأخص بالنسبة للمشروع الصغير هو التخطيط الجيد ووضع أهداف وتوقعات سهلة التحقيق في كافة المراحل سواء خلال فترة الإنشاء أو الإنتاج الفعلي والتسويق والبيع، فالأهداف والطموحات الكبيرة جداً خلال السنوات الأولى من عمر المشروع غالباً لا تتحقق وتؤدي إلى التعثر وفشل المشروع.
لذلك يجب على الجميع سواء أصحاب المشروع أو بنوك مموِلة.. التخطيط الجيد والسليم له منذ أول لحظة ووضع أهداف وتوقعات يمكن تحقيقها حتى في ظل أوضاع اقتصادية غير مواتية. إن السنوات الثلاث الأولى من عمر أي مشروع وبالأخص المشروعات الصغيرة هي ما تسمى "السنوات الحرجة". وقد أثبتت الدراسات والخبرة العملية أن 70% من المشروعات التي صادفت متاعب خلال هذه السنوات الثلاث الأولى كان السبب الأساسي هو عدم التخطيط الجيد ووضع أهداف وتوقعات وردية فاقت إمكانيات المشروع والقائمين عليه والنتيجة الحتمية لذلك هو التعثر والفشل، وهو الفخ الذي يحاول البنك دائماً تحذير عملائه من الوقوع فيه ويساعدهم منذ أول لقاء معهم بكل خبراته التحليلية والفنية في مراجعة خططهم وأهدافهم الحالية والمستقبلية حتى يكتب لهم وللبنك النجاح.
من أين نبدأ: لإقامة أي مشروع يجب أن نبدأ من نقطة البداية والتي يمكن تلخيصها فيما يلي: - ما الفكرة الأساسية للمشروع؟ - من شركائي؟ - ما الشكل القانوني للمشروع؟ - الأوضاع الاقتصادية الحالية والمستقبلية. - كيف سيتم تدبير رأس مال المشروع؟ - كيف سيتم تمويل المشروع؟ - هل هناك سوق لمنتجات المشروع؟ وكيفية التعامل مع المشترين؟ - من الموردين وكيف سيتم التعامل معهم؟
إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع:
سوف تعتمد على دراسة الجدوى الاقتصادية لاتخاذ القرار المناسب للقيام بالمشروع من عدمه، كدستور عمل للمشروع خلال فترة إنشائه، خلال التشغيل اليومي أو للحصول على التمويل اللازم، فدراسة الجدوى الاقتصادية هي الأساس لكل خطوة تخطوها وكيفية تحقيق أهدافك وأهداف مشروعك. ودون دراسة الجدوى سوف تدور في حلقة مفرغة مهِدرة للوقت والمجهود والمال وسيفقد مشروعك أهدافه. الأساس في أي دراسة جدوى يجب أن ينبع منك ومن شركائك أما دور البنك فهو المساعدة بالمعلومات والخبرات المالية والتسويقية والفنية ويمكنه أيضاً المساعدة في إعداد الدراسة بشكلها النهائي لتقديمها لكافة الجهات. أي دراسة جدوى اقتصادية يجب أن تكون أهدافها واضحة وشاملة وبياناتها سليمة وحقيقية. وبعد اكتمالها يجب الالتزام بمحتوياتها علماً بأنه يمكن القيام ببعض التعديلات اللازمة طبقاً للمتطلبات المتغيرة (السوق، سعر الخامة، سعر الآلات... ) مع شرح وافٍ للأسباب والمبررات التي أدت إلى هذه التعديلات أخذاً في الاعتبار عدم المساس بجوهر وأهداف المشروع. أبدأ بدراسة عامة عن سوق المنتجات المزمع إنتاجها والخامات التي يحتاجها المشروع. هذه الدراسة المبدئية والتي لن تكلفك سوى بعض الوقت والمجهود والقليل من المال سوف تساعدك على اتخاذ قرارك الحاسم: "هل لمشروعي المقومات الكافية لنجاحه في ظل هذا السوق أم لا؟" إذا كان الجواب "نعم" تبدأ في إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية التفصيلية لمشروعك والتي تشتمل على ثلاث جوانب رئيسية هي:
الجانب التسويقي الجانب الفني الجانب المالي والتمويلي
أياً كان مشروعك فدراسة الجدوى يجب أن تغطي النقاط التالية: 1. من الشركاء في المشروع المقترح وما خبرتهم؟ ما دور كل منا في المشروع؟ 2. نوع المنتج (خدمي، وسيط، نهائي... الخ). 3. التسويق (محلي، تصديري، المنافسون، شروط البيع– نقدي/آجل... الخ). 4. المستهلك لمنتج المشروع (نهائي، جملة، مادة خام لمصنع آخر، جهة حكومية... الخ). 5. الموردون للخامات المستخدمة (محلي، مستورد، شروط الشراء– نقدي/آجل ...الخ). 6. موقع المشروع (مدن جديدة، إيجار، شراء). 7. الآلات والمعدات (الموردون، الطاقة الإنتاجية، قطع الغيار، الصيانة، القيمة، شروط الشراء- نقدي/آجل/بيع بالتقسيط... خلافه). 8. تقدير المبيعات السنوية (ثلاث- خمس سنوات) الكمية المنتجة، سعر البيع المقترح، شروط البيع ... الخ. 9. مصادر رأسمال المشروع (شركاء، مكافأة معاش مبكر، ادخار...خلافه). 10. التمويل البنكي المطلوب (الغرض، القيمة، المدة، وسيلة السداد). 11. الضمانات المقدمة (أرض، مبان، آلات، ضمانات أو كفالات شخصية....خلافه). 12. ما الوسائل المتاحة للمشروع لمواجهة الصعوبات أو الاختناقات (تسويقية، فنية، تمويلية...خلافه) التي قد تواجهه سواء خلال فترة الإنشاء أو التشغيل؟
تضمين دراسة الجدوى لهذه البيانات وأية بيانات أخرى يرى الشركاء إضافتها يزيد من فعاليتها ويختصر الوقت والمجهود لكافة الأطراف (الشركاء، البنوك ...). من أهم المستندات المطلوب تقديمها للبنوك عند التقدم بطلب تمويل هي دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع المزمع إنشاؤه، فهي تقدم شرحاً وافياً له وأرقاماً توضح احتمالات نجاح المشروع ومدى مقدرته المتوقعة في سداد التمويل المطلوب. وبذلك هي خلاصة التخطيط الجيد والأهداف والتوقعات التي يمكن تحقيقها وهي الأساس الذي يقوم عليه المشروع كما أنها المرجع الدائم الذي يتم الرجوع إليه للوقوف على أية انحرافات أو مشاكل قد تحدث خلال عمر المشروع وإصلاحها.
