إن أي فكرة هي عبارة عن تركيبة من فكرة قديمة أو أكثر يتم تطويرها بطريقة مبتكرة. إن إيجاد فكرة جديدة هي التحدي الأكبر في المرحلة الأولى لإنشاء المشروع.
إن الشخص الذي يحلم بإنشاء مشروعه الخاص ولا ينجح عادة يقع في إحدى الفئات الآتية:

* لديه أفكار قليلة ليختار من بينها:
هذا الشخص وكأنه يقول: "لو كان عندي فكرة لمشروع أقوم به؟"

إذا قلت إنك لا تملك فكرة محددة فمعناه أنك لا تملك فكرة على الإطلاق. يجب بمجرد أن تخطر لك فكرة مشروع في أحلامك أن تبدأ في دراستها وتكون بذلك وجدت الأساس الذي تبدأ بناء مشروعك عليه.

* لديه أفكار كثيرة جداً:
إن الشخص قد يجد لديه أفكاراً كثيرة تصلح لبدء مشروع. إذا ما كنت مثل هذا الشخص يجب أن تختار فكرة واحدة منها- حتى لو لم تكن الأفضل- وتدرسها جيداً وتطورها في ذهنك أكثر وأكثر. ثم فكر في احتمالات تطبيقها على أرض الواقع. تذكّر أنه ليس المطلوب عمل خطة كاملة مكونة من مئة صفحة أو حتى اكتمال الفكرة، إنما المطلوب في هذه المرحلة هو تركيز اكبر على بلورة الفكرة ومدى قابليتها للتطبيق.

* ينتظر الفكرة الأفضل:
إن الشخص الذي يظل يبحث عن فكرة ولا يدرسها في انتظار أن تأتي إليه فكرة أفضل سيظل يبحث للأبد. سواء وجدت هذه الفكرة بالفعل أم لا عليك أيضاً أن تفكر إذا كان لديك المهارات اللازمه لتنفيذها وإنجاحها كمشروعك. إن كثيراً من أصحاب المشاريع الناجحة قد فشلوا سابقاً قبل أن ينجحوا كما تراهم الآن ولم ينتظروا أفضل الأفكار.

شروط الفكرة المناسبة لبدء مشروع:

1-  تشبع حاجة أو تخلقها في السوق:
يجب التأكد من تقبل السوق للسلعة التي تريد تقديمها قبل أن تلقي بما لديك من مال في مشروع قد يفشل. عليك أن تكوّن صورة موضوعية واضحة عن السوق المتوقع للسلعة عن طريق جمع أكبر كمية من معلومات عنها وعن السوق الخاص بها. وعلى الرغم من حقيقة صعوبة توقع رد فعل المستهلك على أي منتج جديد، إلا أن الحصول على معلومات وافية تساعدك على تحديد موقف تقريبي عن سلوك المستهلك تجاه المنتج. ويمكن هنا الرجوع إلى الغرف التجارية، غرفة الصناعه الخاصة بالمنتج، بعض المستهلكين، بعض العاملين في المجال نفسه، الوكلاء، السماسرة أو ما شابه ذلك.
القاعدة هنا: أوجد حاجة ثم فكر كيف تشبعها. لا تبالغ بإيجاد فكرة غير عادية يصعب تقبلها أو الاقتناع بشرائها بسهولة إلا إذا أردت أن يضيع الوقت في الشرح والتوضيح.
إنك كمشروع لا تتحمل طول الوقت حتى تبيع ما تنتجه ولا حتى ما تملكه من مال يكفي لتغطيه المصروفات. إن الشركات الكبيرة فقط هي التي تستطيع تحمل تكاليف الترويج عن منتج غير مألوف وخلق طلب عليه.
تحذير: لا تنتج شيئاً لمجرد أنك تحبه بصفة شخصية ولكن احتمالات تقبله في السوق ضعيفة.

2- استمرارية الطلب على المنتج في السوق:
إن الأسواق تتغير بسرعة ويقل الطلب على المنتج لتغير أذواق أو حاجة المستهلك له. لذلك يجب أن يكون المنتج قابلاً للتطوير أو التعديل لتحافظ على الطلب عليه والتمسك بحصتك في السوق. من المهم أن تحدد إذا كان ما تنتجه مطلوباً في المنطقة التي تعيش فيها فقط أم مطلوب في بلدتك أيضاً أم على مستوى الدولة كلها. ومع العولمة يجب أن تتأكد إذا كان هناك منافس لك من الخارج وما مدى حدة المنافسة معك، وإذا كان هناك منافسة محلية ما مدى قوتها.

3- ما مدى انفراد المنتج في مكوناته عن غيره:
إن الهدف هو أن يستطيع المتسوق أن يفرق بين منتجك وبين المنتجات الأخرى لمنافسيك إنك تحتاج إلى إظهار المزايا والفوائد التي ينفرد بها منتجك ويتميز بها عن باقي المنتجات. إن كل منتج في العالم يمكن أن يباع أو يقدم للسوق بطريقة جديدة تجذب المتسوقين إليه. تأكد من عمل ذلك إذا أردت أن تحجز لنفسك مكاناً مميزاً في السوق.

4- مدى فائدة المنتج:
حدد تماماً كيف سيستخدم المنتج وعدد مرات استخدامه. إن بعض المنتجات استخدامها يحتاج لبعض التوضيح لخلق الطلب عليها وإظهار الحاجة التي  تشبعها، هذه المعلومة تساعدك على تحديد استراتيجية التسويق.

5- مدى المنافسة:
تذكر أن المنافسة موجودة دائماً. لذلك يجب تحديد حجم المنافسة محلياً وإقليمياً ودولياً. لاحظ أن وجود منافسة معناه أن المنتج مطلوب وعليه إقبال، وهناك حاجة إليه في السوق، إن عدم وجود منافسة ولو بسيطة معناه أن الفكرة يجب إلغاؤها والبحث عن غيرها أو أن فكرتك فريدة من نوعها ولا يوجد مثيل لها في السوق، ولكن وجود منافسة محدودة قد يعني أن هناك نوعاً ما من الاحتكار يصعب عليك مواجهته كمبتدئ، أو أن الإقبال على ما تفكر في إنتاجه ضعيف. دراسة حجم المنافسة ضرورة لإثبات جدوى فكرتك.

6- السعر منافس:
إن السعر الصحيح لمنتج أو خدمة من أهم عوامل نجاح المشروع. لا تظلم مشروعك بسعر منخفض جداً أو عالٍ جداً. عند التسعير يجب مراعاة أن السعر:
•  يواكب المنافسة في السوق
•  يجذب المتسوقين
•  يحقق ربحاً مناسباً
 . حدد السعر بما يتناسب مع الحاجة للمنتج دون استغلال أو طمع. وتذكر أن السعر المناسب يضعك في المكانه المناسبة في السوق.

7- مستوى الصعوبة في تغطية تكاليف تنفيذ الفكرة في الواقع:
يجب وضع العناصر الاقتصادية في الاعتبار عند تنفيذ السلعة التي تريد تنفيذها، مثل الاستثمار المطلوب، تكاليف التسويق، الأفراد المطلوبين..الخ. قد يكون لديك فكرة جيدة عن العمل ولكن ليس لديك المقياس الاقتصادي المطلوب لتغطية تنفيذ الفكرة، عندئذ اتركها وتبنى أخرى تعرف كيف تنفذها وتستطيع تغطية أي تكاليف مطلوبة أو أي نوع من الجوانب الاقتصادية لتنفيذ وإنجاح المشروع.

8- احتمالات النمو:
إن الفكرة الناجحة هي التي  يكون الطلب على المنتج او الخدمة التي  ستقدمها يحتوي على احتمال نمو ثابت ومتوازن. ادرس وتأكد أن الطلب سيستمر لفترة طويلة كافية لتغطية تكاليف الإنشاء وتحقيق الربح الذي يسعدك كمالك للمشروع.

9- مدى تكرار البيع: 
تأكد أن العملاء سيكررون الشراء منك وطلب ما تنتجه. أي إن العميل سيحتاج السلعة ويشتريها مرات عديدة حتى يتحقق الربح، إن الربح يأتي مع تكرار الشراء ويزداد مع زيادة تكرار الطلب.

10- أمان استخدام المنتج:
إن أمان استخدام المنتج عنصر هام جداً لكل العملاء، خاصة المنتجات المصنعة، إذا كنت في مجال تقديم الخدمة يجب أن تتأكد أن العاملين قد تدربوا جيداً بهدف إرضاء العميل أو تدريبه إذا تطلب الأمر ذلك لضمان الأمان.

11- ارتفاع التوزيع مع خطة الترويج:
المشاعر هي التي تبيع، إن كثيراً من الناس تشتري بدافع العواطف مثل الطمع، الغيرة، الحاجة، الرغبة في المنافسة، إن الإعلانات تثير هذه المشاعر أو أي منها لدى العملاء وتحفزهم على الشراء بالتركيز على هذه المشاعر (جوائز مالية، إثارة غيرة الآخرين، المنافسة، منح ضمان لفترة طويلة..الخ) أو إطلاع العميل على ما سيفقده إذا لم يشترِ المنتج (الخصم، منح واحدة زيادة إذا اشتريت أكثر من اثنين وهكذا).

12- الحاجه للتخزين قبل البيع:
تجنب التخزين الزائد لأن هذا مكلف جداً كما يحتوى على مخاطر، احسب ذلك جيداً قبل تنفيذ الفكرة. إذا كان التخزين ضرورة ضع في الاعتبار أنك يجب أن تؤمن على المخزن والمنتجات.
هل عرفت الآن إذا كانت الفكرة تنطبق عليها هذه الشروط؟ هذه الفكرة هي بالتأكيد التي  ستحقق النجاح الذي تتمناه.
 

المصدر:  www.drnabihagaber.blogspot.com