الإعلان الإلكتروني إعلان العصر، ميزة اكتسبها بفضل مرونته وقلة تكاليفه قياساً بالأنواع التقليدية الأخرى ، فضلاً عن سرعة انتشاره واتساع رقعته الجغرافية، وإمكانية توجيهه الدقيق للشرائح المستهدفة، واستخدام الوسائط المتعددة مثل الأصوات والصور المتحركة ومقاطع الفيديو، الأمر الذي يجعل الإعلان الالكتروني من أكثر الطرق جاذبية وتأثيراً لحث المتصفح على التسوق الالكتروني في عصر الانفجار المعرفي.  

وشركة AD in SPOT  هي إحدى مزودي المساحات الإعلانية الالكترونية في سورية بدأت بفكرة للمهندسين "عبد العزيز عباس" و"ماجد اللبابيدي" كونها تعتمد طرقاً جديدة وخلاّقة من خلال تنظيم خدمة الانترنت في أماكن تجذبُ مستخدمي الانترنت في سورية الذين فاق عددهم الـ 4 ملايين مستخدم، خاصة في المقاهي والفنادق والمطارات والجامعات.
يقول "اللبابيدي"، مدير عام الشركة: "بداية ظهر المشروع كفكرة وعملنا عليها أنا وزميلي المهندس عبد العزيز فقمنا بتطويرها إلى أن غدت منتج أولي يعبر نوعا ما عن الفكرة بعدها تقدمنا إلى مسابقة "إبدأ" التي أعلنت عنها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية (حاضنة تقانة المعلومات) في العام 2010، والتي يكسب فيها الفائزون الجائزة الخاصة التي تمنحها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لأفضل مشروع في التقانة والبرمجة، وفعلا نلنا المركز الأول وحصلنا على مبلغ مالي وقدره 250 ألف ليرة سورية.
الشركة تقوم بتنظيم استخدام الانترنت من خلال تركيب جهاز خاص في كل موقع أو مكان مستهدف يسمح بتنظيم دخول رواد الموقع إلى الانترنت بواسطة الكومبيوتر المحمول أو الأجهزة الخليوية عن طريق صفحة دخول، عبارة عن صفحة ويب قابلة للتَّعديل يمكن استخدامُها للأغراض الإعلانية.  

            
والهدف الرئيسي الذي وضعته الشركة نصبَ عينيها في السُّوق المحلية، جعلُ الإعلان بطريقة " HOT SPOT" الخيار الأول في سوق الإعلان الالكتروني، إضافةً إلى توسعة عدد المواقع المركب فيها لتشمل أهم المقاهي والفنادق والجامعات، كذلك المطارات مستقبلاً. . وأكثر ما يميّز هذا النمط من الإعلانات وفق رأي مدير عام شركة " آد إن سبوت"   إن هذا الإعلان يستهدف شريحة معينة هم زبائن مقهى أو فندق أو طلبة جامعيين  بحيث تتوزع هذه الخدمة على ثلاث فئات، أولها خدمة الإعلان بطريقة "الهوت سبوت"، وفيها يتم وضعُ إعلان الزبون على صفحة بداية تعترض مستخدم الشبكة وتطلب منه إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصة به عند محاولة الدخول واستخدام الانترنت.

ويضيف اللبابيدي، أن النمط الإعلاني هذا عبارة عن صفحة يمكن تعديلها بشكل كامل كما لا توجد أية حدود على مساحة أو حجم هذا الإعلان، ممّا يساعدُ على وضع أفلام فيديو بالغة الدقة فيها، ذلك أنَّ الصفحة الإعلانية تكون مُخزّنة على المخدّم الخاص للشركة، والذي تمَّ تركيبه في الموقع المراد إعلانه، الأمر الذي يوفر أحجاماً عالية من الصور والفيديو دون التأثير على أداء الإعلان.
 أما الفئة الثانية من الخدمة فيوضّحُها مدير الشركة، بأنها تتمثل في الإعلان على كروت الدخول، إذ توزع تلك الكروت في الموقع محتوية على كلمة المرور واسم المستخدم لتسمح بالولوج إلى الشبكة لمدة محددة، لافتاً إلى أن هذه الخدمة تعتبر وسيلة فعالة لتوصيل معلومات معينة إلى المستخدم مثل لائحة الأفلام المعروضة بالسينما حالياً، أو لائحة المسلسلات المعروضة بقناة تلفزيونية معينة، أو للإعلان عن عرض ترويجي معين.
وتوجيه المستخدم هي الفئة الثالثة من الخدمة الآنفة الذكر، ويبينها لبابيدي، بأنها الطريقة المثلى لزيادة نسبة مشاهدة موقع معين عبر توجيه جميع المستخدمين إلى موقع ويب بغية تعريفهم به، مُوضّحاً أن هذا النوع ملائم جداً لمواقع الويب الجديدة للقيام بحملات ترويجية افتتاحية لهم. كما يتضمّن نسبة مشاهدة تتزايد مع الشبكات المركبة.
وباعتبار أن نمط الإعلان المستهدف تجربة جديدة في سوق الإعلان السورية، فهو يتحمل الكثير من المخاطر التي تكمن من وجهة نظر مدير عام الشركة، في بطء شبكة الانترنت اللاسلكية "وايرلس"، وضعف إمكانية الاستفادة من المساحات  الإعلانية المتوفرة في الشبكة بالسرعة المرجوة لكنها مع ذلك أثبتت نجاحها ما يشير إلى أن مستقبلها سيكون واعداً.

ويؤكد أن AD in SPOT  تعد الوسيلة الإعلانية الوحيدة في سورية التي تقدم مساحة إعلانية الكترونية كبيرة تصل إلى 900 × 570 بيكسل، ما يعطي المعلن فرصة أكبر  لعرض ما يرغبُ في الإعلان .
ويشير م. "عبد العزيز"، أنه منذ تطبيق المشروع في سورية بدءاً من آب 2009 ولغاية تاريخه، فإن الشركة قامت بتغطية أكثر من 60 بالمئة من المطاعم والمقاهي في دمشق على اعتبار أن الشركة تزاول نشاطها بدمشق فقط ، مؤكداً أن الشركة تسعى من خلال خططها الموضوعة إلى التوسع نحو المدن والمناطق الرئيسية، ولاسيما أنه تم توفير الإمكانات المادية المطلوبة، وتامين حاجة الشركة من الكوادر البشرية ومكاتب العمل والتقنيات المختلفة.
ومن أهمِّ المشاكل التي يعانيها الإعلانُ الإلكتروني في سورية مقارنةً بغيره،  يعزوها اللبابيدي وعباس، إلى ضعف البنية التحتية لشبكة الإنترنت، وضعف الاتصال وقلة مستخدمي الحزمة العريضة لشبكة الانترنت مقارنة مع الدول المجاورة، وعدم كفاءة الشبكات الحالية بشكل يُمكن المتصفح من الاستفادة القصوى من هذه التقنية التي تتحسن كما أنها في مرحلة التطور.
 الرؤية المستقبلية لشركة AD in SPOT يُجسّدها الشابان، في التوجه إلى العالم العربي بعد التمكن من الانتشار الجغرافي معظم المحافظات السورية، والاستئثار بحصة الأسد من السوق الإعلانية المحلية، خصوصاً أن تجربة الإعلان المستهدف في سورية نالت إعجاب أصحاب المقاهي والمطاعم، لأنها أثبتتْ نجاحَها، وحققت أرباحاً معقولة. 

نصيحة

تسلح بالإرادة والعزم لإنجاح مشاريعكم الخاصة، وسعيكم الدائم لتكرار تجاربكم التي قد تفشل في مراحل العمل الأولى، وألا يأخذ منكم اليأس مأخذه بغية رفد قطاع الأعمال في سورية بأفكار شابة خلاقة تعمُّ بالفائدة على الاقتصاد الوطني.

المهندسة  "فدوى مراد" مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بدمشق ذكرت  أن المهندسان "ماجد اللبابيدي"  و"عبد العزيز عباس" قدما فكرة مميزة في سوق الإعلان السوري، وهي فكرة جديدة  ستلقى رواجا نتيجة تنامي الشريحة التي يقصدها الشابان ، أتوقع لهما الكثير من النجاح الذي بدأا يحصدان ثماره من خلال الجوائز التي حصل عليها مشروعهما.

الكاتب: لانا حاج حسن