حتى نتطور ونحسن من مستوى ما نقدمه من أعمال يجب علينا أن نستفيد من أخطائنا وأن ندرس قصص نجاح غيرنا لنستفيد مما لديهم من إيجابيات ونسعى لتطبيقها بما يتلاءم مع ظروفنا الاجتماعية ونتعلم من السلبيات ولا نقوم بالوقوع فيها.

وعندما يبدو أن كل شيء يعاندك ويعمل ضدك تذكر أن الطائرة تقلع عكس اتجاه الريح، تذكر دوما أنه ما هو ممكن لي هو ممكن لغيري، رائد الأعمال "نورس ديبان"، خريج معهد طباعة دخل عام الغرافيك والتصميم وطالب في كلية المحاسبة في التعليم المفتوح حاصل دبلوم في إدارة الأعمال من جامعة كامبردج البريطانية.
يقول "ديبان" “أكثر المشاريع نجاحاً هي تلك التي يتم بناءها لحل مشكلة ما” وذلك هو السبب الرئيسي الذي دفعة للقيام بمشروع L2B. خلال دراسته في الجامعة كانت المشاريع شغله الشاغل حيث مالبث أن ينتهي من مشروع إلا وأن يبدأ في الآخر، كانت انطلاقته من مساعدة أصدقائه إلى أن اختمرت فكرة مشروعه في ذهنه لتكون البداية.
فكّر بتأسيس شركة موارد بشرية إعلامية يكون الهدف منها تطوير مهارات وقدرات الداخلين إلى سوق العمل من الإعلامين وتزويدهم بخبرات في جميع الاختصاصات وهو ما لا يوجد عليه منافسة في السوق السورية فبعد دراسة السوق وجد أن عدد المراكز قليل جدا أو حتى إن وجدت فهي ذات تكاليف مرتفعة. درس السوق وتوجه إلى الطلاب والخريجين وحتى العاملين في هذا المجال ممن يرغب في زيادة خبراته.
. نورس الديبان الرئيس التنفيذي لشركة (L2B ( learning to business هو أحد هؤلاء الذين تمكنوا من دخول عالم الأعمال، يقول عن مشروعه: «هدفنا تقديم خدمات واستشارات لإدارة وتطوير الموارد البشرية في المجال الإعلامي، إذ تعتمد L2B في تدريبها على برامج عمل طموحة تواكب الاتجاهات الحديثة للإعلام، ونؤهل المتدربين لممارسة العمل مباشرة في السوق الإعلامي المكتوب والمرئي والمسموع، وذلك بالتعاون مع أهم الوكالات الإعلامية المحلية والأجنبية، كما إننا نساعد الخريجين في تأمين فرص عمل ومتابعتهم في مرحلة ما بعد التوظيف، لتقييم مستوى جاهزيتهم ومدى إسهام التدريب في تطوير أدائهم ولضمان استمراريتهم في العمل".
جمع "ديبان" في مشروعه بين عناصر ثلاثة مهمة لأي مشروع هي جودة الخدمة والزمن والتكاليف من خلال برامج تدريبة إعلامية تعتمد في شقها الأكبر على الدراسة العملية، التي سيعمل على توفيرها بالتنسيق مع عدد من الوكالات والإعلاميين ذوي الخبرة.
طرق "ديبان" العديد من الأبواب وتلقى العديد من الثناءات على مشروعه ولم تكن الانتقادات ببعيدة عنه والتي لم يكن إلا من شأنها أن تزيد من إصراره وعزيمته على الخوض في مشروعه.
يقول: «توجهت إلى حاضنة sebc وقدمت طلب احتضان لديها، وقابلت اللجنة المختصة ونال المشروع قبولها وتم الاحتضان، فوفرت لي بعد ذلك فرصة التدريب والاستشارات والتي أعتبرها مهمة جدا لرائد أعمال مبتدئ».
عمل "ديبان جاهداً على تطوير مشروعه وأخذ يتابعه ويسير به خطوة خطوة وأخذ يرسم ملامحه العريضة على أرض الواقع فقام بداية بإعداد دراسة جدوى اقتصادية لمركزه. وقام أيضا بجمع معلومات وبيانات عن الجهات التي يمكن أن يتعاون معها من وسائل الإعلام والوكالات من أجل المشاركة في البرنامج.
يتم اختيار المدرب في المركز وفقا لخبراته وسمعته في سوق الإعلام ويطلب منه إعداد برنامج عن التدريب الذي سيقدمه ويعرض على إدارة المركز ويتم اعتماده.
فكرة مشروع يقوم على تقديم خدمات واستشارات لإدارة وتطوير الموارد البشرية في المجال الإعلامي كان يعرف "نورس ديبان" الشاب الريادي أنها أكبر من فكرة مشروع صغير وقد أراد بداية أن يبدأ بخطوات بسيطة من خلال قيامه بتأمين مستلزمات مركزه بواسطة إستئجار منخفض التكاليف إلى أن يتمكن من امتلاك أدواته الخاصة.
وسيتم الاعتماد على منهاج بريطاني تم اعتماده في أحد مراكز التدريب في دولة الإمارات العربية المتحدة ذات نفس الرسالة التي يسعى إلى تحقيقها في مركزه والتي سيتم إضافة تعديلات عليها بما يتناسب مع سوق الإعلام السورية ومتطلبات الداخلين إليها.
قرر "نورس" البدء والانطلاق من دمشق وحلب كونهما المحافظات الرئيسية في سورية والتي تتركز في معظمها كل الوسائل الإعلامية.
نصيحة: آمن بفكرتك وادرسها جيداً، لا تدع الإحباط والخوف يتسلل إلى قلبك لأنه قد يؤدي إلى تخليك عن المشروع، استعن بذوي الخبرة والمهارة واعمل بتوجيهاتهم فهم وسيلتك الآمنة للسير بالمشروع.

الكاتب: لانا حاج حسن