قربه من الطلاب وملامسة همومهم الدراسية، كان الشرارة لانطلاق فكرته في تحويل المناهج المدرسية من شكلها الورقي إلى دروس يمكن تصفحها وحضورها بالصوت والصورة مع المدرس الأمر الذي يوفر على الطالب تكاليف الاستعانة بمدرس خصوصي في حالة الحاجة إليه.

المهندس "فاضل قدور" أستاذ مادة البرمجة في كلية الهندسة المدنية، وقد باشر في هذا المشروع منذ حوالي السنتين وأطلق عليه اسم eagle  للبرامج التعليمية.
يهدف البرنامج إلى تحويل مناهج وزارة التربية وصولا إلى المناهج الجامعية إلى أقراص ليزيرية بحيث يستفيد الطالب وحتى الأستاذ من التقنيات الحديثة في الدراسة والتدريس أيضا.
يقول م. "قدور": «صممت إطار برمجي باستخدام إحدى لغات البرمجة ليكون قادراً على توليد أي نوع من أنواع المحتوى التعليمي وطورت البرنامج حيث كان بداية يتعامل فقط مع النصوص بعدها أضفت عليه محتوى تعليمي أشمل كالصوت والصورة والفيديو وعروض الشرائح وبالتالي أصبح المحتوى التعليمي غني وذلك بحسب المواد التعليمية ونوعها».
رغب "قدور" في تأسيس برنامج يستوعب كل الأفكار والمحتوى والأسئلة بشكل إبداعي ويكون الوصول إليها يعتمد على البيئة الهرمية لشجرة البرنامج وهو أمرسهل جداً.
فيقول: «استطعت أن أفصل المحتوى التعليمي عن واجهة البرنامج وبالتالي أن أستخدم واجهة واحدة لكل المناهج مع اختلاف المحتوى العلمي فيما بينهما الأمر الذي يساعد في تسريع العملية الإنتاجية».
ساعدت إحدى المؤسسات التعليمية  برنامج "فاضل" حيث قدمت له طباعة المحتوى العلمي للمواد على أن ينجز هو الجانب التقني، وبهذا أنجز مناهج شهادة التعليم الأساسي والثانوي والتي غدت متوافرة في الأسواق.
وعن سبب توجهه نحو شريحة طلاب التعليم الأساسي والثانوي يذكر أن السبب هو ازدياد عدد المتعلمين من أعداد الطلاب في الشهادتين كما أن هدفه هو تحقيق مشروع يحقق له الربح بالإضافة إلى تقديم خدمة مجتمعية للطلاب.
فأي مشروع في المجتمع وبرأي "قدور" يجب أن يحمل في طياته رسالة إنسانية خدمية وهو في مشروعه يوفر على الطالب ثمن الاستعانة بأساتذة ومدرسين خصوصين للمواد. حيث أن المحتوى المقدم على قرص ليزري يتضمن شرح من قبل أساتذة اختصاصين ذوي خبرة في المواد يتم الاستعانة بهم من أجل تقديم المحتوى العلمي بأفضل أشكاله مما يضمن وصوله إلى الطالب بطريقة علمية صحيحة.
وعن كيفية تمويل مشروعه يقول: «أنا أعمل وفق تمويلي الخاص وأشتري من المدرسين التسجيلات والمواد النصية لأحولها إلى برنامج يمكن تصفحه. المشروع ينجز وهو في طور الانتشار وأعمل بجهدي الخاص على برمجته وتسويقه وبعت بجهد فردي ما يزيد عن 5000 نسخة من البرنامج لمختلف المواد وأنا أعتبر هذا إنجاز لكوني غير متفرغ وأنا مدرس في الجامعة وأعمل على مشروعي في وقتي المتبقي».
بالبداية كان الأمر صعباً وعدم التفرغ زاد الأمر صعوبة لكن التوجه إلى حاضنة برنامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SEBC والعمل معهم وفق مبادئ العمل الصحيح وبالبداية الصحيحة بدأ يسهل علي الأمر.
وصف "وائل قدور" المؤسسات الريادية بأنها إطار يحتوي رواد الأعمال الشباب وهي تضفي صفة شرعية إلى مشاريعهم وبذلك يكونوا جهة ذات مصداقية.
التمويل والتسويق هما العائقان الأكبران اللذان واجههما "فاضل" ويواجههما غيره من رواد الأعمال كما أن التعامل الالكتروني مازال ضعيفا وهناك ولاء للورق، ومع ذلك يسعى "فاضل" إلى تطوير البرنامج ليقدم خدماته عبرالانترنت وهو يطمح إلى التعاون مع الجهات الرسمية كوزارة التربية وهو يعمل على وضع خطة للتعاون فيما بينهما.
نصيحة: التركيز والتركيز ثم التركيز، حيث يرى رواد الأعمال المبتدئون أنهم عليهم اقتناص كل وأي فرصة سانحة، ولكن الفرص تكون أحياناً بمثابة الذئب في ثوب الحمل، لذلك احذر من التشتت؛ إن اقتناص كل فرصة تلوح في الأفق سوف يحد من فعاليتك وإنتاجك، ومن الأفضل أن تفعل شيئاً واحداً علي أكمل وجه بدلاً من القيام بعشرة أشياء دون إجادة

الكاتب: لانا حاج حسن