احتفاءً بدمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 م، وبرعاية الدكتور رياض نعسان آغا القلعة وزير الثقافة، أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع سفارة الهند استعراض للرقص الهندي الكلاسيكي للسيدة "براتيبها براهلاد" مؤدية رقص بهاراتاناتيام والسيد "براتيك تشاودري" عازف السيتار، وذلك عند الساعة الثامنة من مساء الأربعاء 4 حزيران على مسرح دار الكتب الوطنية بحلب.
تألف الاستعراض من قسمين، حيث أدت السيدة "براتيبها" في القسم الأول عدة رقصات على طريقة البهاراتاناتيام تعبر عن غضب الآلهة، كما قدمت رقصة تعبر عن قصة حب تعيشها فتاة صغيرة مع شاب حيث تتعرض الفتاة إلى ضغوطات مختلفة من مجتمعها المحلي نتيجة لحبها وعشقها.
في القسم الثاني من الاستعراض قدم العازف براتيك تشاودري عدة معزوفات على آلة السيتار حيث بدأ معزوفاته بعزف موسيقى أغنية (عالندة الندة) للفنانة صباح، ثم تابع معزوفاته الرائعة التي أمتعت الجمهور إلى حد كبير جعلته في كل مرة يحاول العازف إنهاء الحفل طلب المزيد.
على هامش الحفل التقينا أعضاء الفرقة وعبروا لنا بكلمات مقتضبة (لعدم وجود مترجم) عن مدى سعادتهم الغامرة بوجودهم في سورية ولقائهم الشعب السوري المعروف بكرمه وحبه للثقافة، حيث أنها المرة الأولى التي يزورون فيها سورية.
وآلة "الستار" هي واحدة من أكثر الآلات الموسيقية الهندية الوترية شعبية في يومنا هذا والتي جعلها فنانون مثل "رافي شانكار" مألوفة في أنحاء العالم كافة، وهي مشتقة أساساً من آلة وترية كلاسيكية هندية أخرى تعرف باسم "فينا" والتي تعد أولى الآلات الوترية جميعاً، ويعتقد بأن كلمة "سيتار" مشتقة من الكلمة الفارسية "سيتهار" التي تعني ثلاثي الأوتار، و"السيتار" آلة ذات عنق طويل طرأ عليها بعض التبديل عبر الزمن، ويتفاوت عدد أوتارها ولكن العدد الأكثر شيوعاً هو سبعة عشر وتراً، فيما يتراوح عدد أوتار التبديل بين الثلاثة والأربعة.
تستخدم السيتار في مجموعة من الأنواع الأدبية والفنية، لكنها غالباً ما تقترن بالموسيقى الكلاسيكية لشمالي الهند المعروفة باسم "هيندوستاني سانجيت" وهي تستخدم على نطاق واحد في موسيقى الأفلام الهندية والمزيج الموسيقي الغربي (فيوجن).
ومن بين عازفي السيتار المشهورين في الهند ولاية خان "رافي شانكار"، "أمرات خان"، "عبد الحليم جعفر خان"، "رئيس خان"، و"ديبو غهود دهوري".
عن رقصة البهاراتاناتيتام: يعد هذا الأسلوب في الرقص أحد أعرق أساليب الرقص الكلاسيكية المعاصرة في الهند، وهو يشمل أساليب رقص أخرى مثل "كاثاكالي" و"كوتشيبودي"و"موهينياتام" التي تعود بأصولها إلى جنوب الهند و"كاثاك" من شمالي البلاد.
ولهذا الرقص مظهران، الرقص الخالص أو "نريتا" والرقص التعبيري أو"آبهينايا"، وتوضع لأولهما الموسيقى والإيقاعات، فيما يضيف ثانيهما تفسيراً لنص شعري من خلال الحركات والتعبيرات.
من هو العازف "براتيك تشاودري"؟؟
يعد براتيك تشاودري أحد أبرز عازفي السيتار الهنود في الجيل الحالي، ويتألق عزفه على السيتار لجمعه الفريد بين البراعة والدقة الفنية وأحساسه العميق بعلم الجمال، وقد حظي بشرف العزف أمام العديد من رؤساء الهند ورؤساء الدول الأجانب، كما أحيا حفلاً
موسيقياً خاصاً للرئيس الأميركي السابق "ببل كلينتون"، كما عزف في كبرى المسارح العالمية.
حصل "براتيك تشاودري" على درجة الدكتوراه من جامعة دلهي في الموسيقى وهو حالياً (أستاذ مشارك) في كلية الموسيقى بجامعة دلهي.
من هي الراقصة "براتيبها براهلاد"؟؟
تعد "براتيبا براهلاد" واحدة من أبرز مؤديات البهاراتاناتيام، وحققت لنفسها شهرة كبيرة باعتبارها في مقدمة الجيل الجديد من الراقصين الكلاسيكيين في الهند، زارت العديد من البلدان لإلقاء المحاضرات وإحياء العروض وإقامة ورشات عمل وتقديم أبحاث حول الرقص، كما شاركت في العديد من مهرجانات الرقص في الهند وخارجها، وكان لها شرف إحياء عروض لصالح الأمم المتحدة في بانكوك ونيويورك والفليبين واليابان وسيدني وفرانكفورت.
حازت براتيبها على العديد من الجوائز القومية والجهوية من بينها جائزة جائزة "انديرا غاندي بريادارشيني".
حضر الحفل القنصل الهندي بمدينة حلب ومدير الثقافة وعدد كبير من الجمهور المهتم بهذا النوع من العروض، حيث غصت الصالة بالحضور قبل بدء الاستعراض.