أقام المركز الثقافي العربي في جرابلس بتاريخ (9/7/2008) أمسية أدبية شارك فيها كل من: الشعراء "سفر هنداوي"،" مروّح الكبرا"، والشاعرة وفاء شربتجي"، وتناغمت فيها الألوان الشعرية كافة، فمن الصوفي و الوطني إلى الوجداني، في أداء متميز لشعراء الأمسية.
كانت البداية مع الشاعر "سفر هنداوي" صاحب الكلمة الهادئة التي تنسال بهدوء إلى القلب لتلامس خلجات الروح فقدم قصيدة عن مولد الرسول الأعظم سيدنا "محمد"(ص)تبعها بقصيدة مهداة إلى أبطال الحجارة أطفال فلسطين وهي بعنوان (ذهب فلسطين) و ختم بقصيدة وجدانية بعنوان(دمعة الشفق).
الشعر هو تعبير عن الجمال بل هو الجمال بعينه والشعر باق وفلسطين باقية في قلوبنا ما بقي الإنسان على الأرض، والمعاناة هي من تدفع الشاعر ليكتب والشاعر في هذا الكون يسعى لأن يكون صادقاً في تعابيره والأهم أن يكون صادقاً مع نفسه أولا
لم تبتعد فلسطين كثيراً لتعاود من جديد في قصائد الشاعر الفلسطيني "مروّح الكبرا" ذي الكلمات الجياشة الممزوجة بقصة فلسطين ليتمكن بكلماته من البوح العميق لما في ثنايا الروح من أشواق وغصات من وإلى فلسطين التي لم تفارق قصائده، وقبل الحديث عن شوقه لفلسطين كانت للشام التحية الأولى بقصيدة (الشام) ليصف بها جمال ورونق وعبق الشام التي امتزج حبها بحبه الأبدي لفلسطين، ومن الشام إلى توصيف الشوق الذي يحمله للوطن وليتحدث عن غربة فلسطين في فلسطين وغربة أبناء فلسطين البعيدين عن وطنهم بقصيدة (قصائد في الغربة)، وختم قصائده بوصف قريته التي لم يرها ليحكي عن شوقه الكبير لكل تفصيلة من يوميات حياتها ولكل شبر من ثراها بقصيدة (طرشيحا).
وكان الختام مسكاً مع الشاعرة "وفاء شربتجي" ذات الكلمة الأنثوية الرقيقة التي لا تحتاج طريقا للوصول إلى مكامن التأثير في قلب المتلقي بل هي من تستطيع أن ترسم طريقها بنفسها، لتحكي الحب من قمته أي حب الوطن، لتصل إلى تناغم الحياة بوجدانيات رائعة، بدأت قصائدها إلى الحبيبة الأغلى وقصيدة (سورية)، لتتألق بالوجدانيات بقصيدتين هما (إلى سيد الكلمات- توهمت أني احبك).
وفي الختام كان لموقع eAleppo وقفته الخاصة مع الشعراء المشاركين.
فعن الطبيعة الهادئة والسلسة لشعرها وعن النوع القريب منها في الشعر تحدثت الشاعرة "وفاء شربتجي" قائلةً: «كل شعر له جماليته الخاصة به، أنا أرى نفسي أكثر في شعر التفعيلة والشعر النثري ولعل السبب في ذلك تأثري الكبير – في بداياتي- بالشاعر الكبير "نزار قباني" الذي ترك بصمة كبيرة على جدار قلبي وهو من جعلني أكتب بجرأة وحرارة وعفوية. الشعر حالات وجدانية فالشاعر لا يختص بجانب ما ليكتب له، فأي شيء يحرك أحاسيسي تراني أكتب له. وكوني أنثى أكتب قصائد أنثوية خاصة وجريئة وقبل كل هذا أكتب للوطن الأغلى».
أما الشاعر "سفر هنداوي" فتربطه باللغة العربية قصة حب أبدية فعنها وعن الهدف الذي يريد إيصاله من قصائده يقول: «اللغة العربية هي اللغة الأم التي نعتز بها ومنذ طفولتي وأنا متعلق بهذه اللغة وبشعر الشعراء. أما الهدف الذي أريد إيصاله من خلال قصائدي هو الصورة الشعرية المعبرة عن هموم وآمال وآلام الناس لأن الشعر والموسيقى أرق الفنون في عالم اليوم».
فلسطين لا تغادر أياً من أعماله وترى الشوق دائما حاضراً في حديثه. فعن الشعر وفلسطين يقول الشاعر "مروح الكبرا": «الشعر هو تعبير عن الجمال بل هو الجمال بعينه والشعر باق وفلسطين باقية في قلوبنا ما بقي الإنسان على الأرض، والمعاناة هي من تدفع الشاعر ليكتب والشاعر في هذا الكون يسعى لأن يكون صادقاً في تعابيره والأهم أن يكون صادقاً مع نفسه أولا».