تعتبر القصة القصيرة جدا من الأجناس الأدبية الحديثة التي دخلت الأدب العربي والتي لا يزيد عمرها عن الأربعين عاما، وسرعان ما انتشر هذا الجنس الأدبي بسرعة فبرع فيه كتاب كثيرون وأصبحت تنظم له مهرجانات واحتفاليات خاصة نظرا لاهتمام الأدباء والكتاب به، ويعتبر رائد هذا الجنس الأدبي الجديد الشاعر والكاتب الفلسطيني "محمود علي السعيد".
وقد اختتمت مساء الاثنين 11/8/2008 م فعاليات احتفالية القصة القصيرة جدا التي نظمها النادي العربي الفلسطيني في "حلب" بالتعاون مع اتحاد الكتاب و الصحفيين الفلسطينيين، حيث شارك في هذه الاحتفالية أكثر من (25) أديبا وأديبة من مختلف أنحاء القطر، وتم خلال الاحتفالية قراءة ما يزيد على (80) قصة قصيرة جدا، ما يدل على مدى اهتمام الكتاب والأدباء بهذا الجنس الأدبي الجديد.
شاركت في المهرجان بعشرة قصص اجتماعية وسياسية هي: ظمأ، هوية، استرحام، مؤتمر متطوعين، خاص بمطاعم الفلافل، المجد لها، داروين المعتوق، ناموس الحياة، علامة استفهام جغرافية
في هذه الاحتفالية التقينا الشاعر والأديب "محمود علي السعيد" الذي أدار الحوار في هذه الاحتفالية فحدثنا عن القصة القصيرة جدا قائلا: «القصة القصيرة جدا هي جنس أدبي جديد حقق حضوره الطاغي في ساحة الإبداع العربية في منتصف العقد السادس من القرن العشرين، وكان لي الدور البارز وباعتراف الجميع اليد الطولى في تكريس هذا الجنس تقنية ومصطلحا، واعتبر باعتراف نخبة من النقاد العرب المشار إليهم بالبنان رائد القصة القصيرة جدا عربيا بلا منازع، ويسير جنس القصة القصيرة جدا في تطوره جنبا إلى جنب مع قصيدة النثر مواكبة بالمعاصرة والحداثة».
كما التقينا في هذا المهرجان الكاتب والشاعر و الناقد الكبير"أحمد دوغان" الذي حدثنا عن مشاركته في الاحتفالية وعن رأيه في القصة القصيرة جدا فقال:«شاركت في هذه الاحتفالية بقصتين الأولى بعنوان (حنين) والثانية بعنوان (عرض لمرة واحدة)، أما عن رأيي بالقصة القصيرة جدا فيمكن أن أقوله بشكل قصة قصيرة جدا تقول قالوا في القديم الشعر ديوان العرب، وقالوا قبل سنوات الرواية ديوان العرب، وفي هذه الأيام قالوا القصة القصيرة جدا ديوان العرب، وانأ أقول لا يلغي جنس أدبي جنس آخر والزمن هو الكفيل، هذا يعني أن القصة القصيرة جدا جنس أدبي مولود حديثا وهو في مرحلة التجريب وعلينا أن لا نستبق الأمور لأن أي جنس أدبي هو في رهان المستقبل».
وعن أهمية هذا المهرجان قال الشاعر "أحمد دوغان": «هذه التظاهرة تشكل حدثا جديدا في الأدب، وقد قرئ في اليوم الأول حوالي ثلاثين قصة وفي اليوم الثاني خمسين قصة وهذه القصص تتفاوت فنيا إلا أن الموضوعات تمتلك جرأة في الطرح السياسي و الوطني والاجتماعي والنقد الذاتي، وهذه الجرأة لا تكون إلا في القصة القصيرة جدا لأنها تعتمد على سرعة الايماط واختزال الجملة وترك الحديث للمتلقي حيث يبقى إشعاع هذا الحدث ماثلا في ذهنه لا يتلاشى بسرعة، وأعتقد أن هذا الجنس الأدبي(القصة القصيرة جدا) يحتاج فنية عليا لذلك ستجد الكثير من القصص القصيرة جدا لا علاقة لها فنيا بهذا الجنس وعلينا أن نكون حذرين ولا نخلط بين الأوراق فالقصة القصيرة جدا ليست خاطرة ولا حكاية، فالسرد فيها له خصوصيته وأسلوبه».
والتقينا في هذا المهرجان القاصة "أديبة خضور" التي حدثتنا عن مشاركتها في هذا المهرجان قائلة: «شاركت في المهرجان بعشرة قصص اجتماعية وسياسية هي: ظمأ، هوية، استرحام، مؤتمر متطوعين، خاص بمطاعم الفلافل، المجد لها، داروين المعتوق، ناموس الحياة، علامة استفهام جغرافية».
عن القصة القصيرة قالت "أديبة خضور": «أعتبرها جنس أدبي متميز بدأ يأخذ هويته وملامحه الخاصة به رغم قربه من الومضة الشعرية إلا أنه بدأ يتميز وينفرد عما سواه، وهو يعتمد على التكثيف العالي والقفلة الباهرة ويعطي المتلقي ما يريده بأسرع وقت فهو يشبه الوجبة السريعة لكنها مفيدة وغنية».
وعما يمكن أن تحققه هذه المهرجانات واللقاءات قالت "أديبة خضور":«نحن الأدباء والكتاب نادرا ما نلتقي مع بعضنا إلا في مثل هذه اللقاءات والمهرجانات، فهي تتيح لنا التعرف على أقلام جديدة وتطعم خبراتنا ببعضها فكل يأخذ من الآخر ما ينقصه ويسهم في تطوير موهبته».