قدمت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون متعاونة مع مديرية الثقافة في "حلب" أمسية فنية أحياها السيد المهندس "ظافر جسري" وفرقته الموسيقية ذلك في مديرية الثقافة في "حلب" في 16/12/2008.
eSyria حضر الحفل الذي قدم من خلاله العديد من المقطوعات الموسيقية العربية الأصيلة والعديد من الأغاني العربية الخالدة فتنقل المطرب بين أغاني السيدة "أم كلثوم" إلى أغاني الفنان الموسيقار "محمد عبد الوهاب" إلى أغان أخرى من الفن العربي العتيق.
ليس لنا أن ننسى عظمة ما تقدمه هذه المجموعة، فما سمعناه اليوم هو نسخة من نسخ القاعدة التي أنشأت الفن العربي، وقد أجاد السيد "ظافر" ومجموعته في نقل هذه الصورة من الماضي فارشاً إياها أمامنا بجمالها الخام، غير مشوه لتلك المعالم الفنية العتيقة
وفي لقاء مع السيد المهندس "ظافر جسري" يقول لـeSyria متحدثا عن فرقته:
«حبنا للفن الأصيل وامتلاكنا للمواهب التي تبدو محببة جعلتنا نعتلي منصات الغناء مقدمين ما حفظناه من أغاني الطرب الأصيل، ونحن كفرقة اجتمعنا على هدف واحد نسعى من خلاله إلى إعادة إحياء الفن الأصيل ذي الجماهيرية التي لا تخبو وذي القيمة التي لا تزول، ذاك الفن الممثل بالسيدة "أم كلثوم" والموسيقار "محمد عبد الوهاب" وأمثالهم من الموسيقيين العظام الذين أثروا في مسيرة الفن العربي، في محاولة منا لتقديم الفن لأجل الفن، ناهيك عن تلك العواقب المادية التي قد تقف حاجزاً بين الفنان والفن الأصيل، ونلقى اهتماما جيدا إذ أن هذا لا يخفى عن مدينة تتنفس طربا وفنا كمدينة "حلب"».
وعند لقائنا بأحد أعضاء الفرقة السيد "غسان عموري" عازف القانون تحدث عما يقدمونه قائلا:
«ما نقدمه هو منطلق الفن برمته، إذ هو الأصل الذي لا نستطيع أن نتخلى عنه، ونحن مطالبون بتقديم هذا النوع كي نحافظ على بريقه، وليس كرماً منا إنما هو مطلب من أصحاب الذوق الرفيع الذين ليس منهم أو لهم أن ينسوا جذور الفن المتربصة في ذاكرة الخلود، إضافة إلى كونه مدرسة تربى فيها العديد من فناني هذه الأيام، فما نقدمه هو صورة مصغرة عن تلك المدرسة وممتعين أنفسنا بتقديم ما طاب من فن أصيل».
حضر جمهور قليل إلا أن معظمهم كانوا من كبار السن والأدباء والفنانين الذين علت أصوات "الآه" طربا منهم وتمايلوا على أنغام ما تم تقديمه إذ يقول أحد الحاضرين المخرج المسرحي والأديب "د.زهير أمير براق" متحدثا عما تم تقديمه:
«ليس لنا أن ننسى عظمة ما تقدمه هذه المجموعة، فما سمعناه اليوم هو نسخة من نسخ القاعدة التي أنشأت الفن العربي، وقد أجاد السيد "ظافر" ومجموعته في نقل هذه الصورة من الماضي فارشاً إياها أمامنا بجمالها الخام، غير مشوه لتلك المعالم الفنية العتيقة».
وفي لقاء آخر مع إحدى الحاضرات الشاعرة "لميس سراج" تقول:
«كم نحن بحاجة لمثل ما يقدمه السيد "ظافر" وفرقته، إذ أنهم أرجعونا إلى عقود قديمة عتيقة من تاريخ فننا العربي ورسموا لنا صورة جميلة منقولة بحذافيرها من الماضي الجميل، مذكرين إيانا بأولئك العظام أصحاب البصمات الخالدة على جدران الفن العربي الأصيل».
مثل الفرقة مجموعة من الفنانين الموهبين أمثال د."فواز باقر" الذي عزف على آلة العود – المهندس "ظافر جسري" مطربا السيد "محمود شغالة" على الإيقاع والسيد "غسان عموري" الذي عزف على آلة العود).
يذكر أن السيد "ظافر جسري" يعمل بصفة مهندس ويمارس الفن منذ زمن بعيد وقد أسس عائلة فنية وعلمية متميزة، حيث نذكر ولده الأصغر السيد "عبد الرحمن جسري" عازف القانون المحترف والذي كان الأول على خريجي قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب ويتابع دراسته في "بريطانيا" هادفا لنيل شهادة الدكتوراه، كما نذكر ولده الأكبر المهندس "أيمن جسري" الحاصل على إجازة في اللغة الانكليزية من "جامعة حلب" وخريج كلية الهندسة المعمارية وعازف العود المحترف الذي يعمل مدرسا في قسم العود في المعهد العربي للموسيقا، كما نذكر "د. فواز باقر" الذي رافق السيد "ظافر" عزفاً على العود، والذي يدرس في كلية الهندسة المعمارية ويمارس هوايته في العزف على آلتي العود والتشيلو.
هكذا وبين "الآه" طربا وإحياء للذكريات على أنغام الموسيقيين العظام، وعلى مدار ساعتين من الزمن عاش الجمهور الفني الحلبي أمسية مقتبسة من عبق الماضي بجماله وترانيم أوتاره، لتبقى خالدة مع تكاثف غبار الزمن على صانعيها.