يقدم مسرح "حلب" القومي عملا مسرحيا موجها للطفل والأسرة بعنوان "مغامرة إلى مدينة المستقبل" من تأليف "جوان جان" وإخراج "رضوان سالم" ذلك على مسرح دار الكتب الوطنية في "حلب".
موقع eSyria حضر العمل في 30/1/2009 والتقينا بمخرجه "رضوان سالم" ليحدثنا عن هذا العرض فقال:
إن هذا العرض ليس للطفل فحسب إنما هو عرض الطفل والأسرة إذ يحمل قيمة أخلاقية ورسالة سامية للطفل ولأسرته التي تلعب الدور الأساسي في تربية الطفل وفي تنمية شخصيته على كافة الصعد، وفي نهاية المطاف يصب هدف العمل في سبيل تربية الطفل وإنشائه بالشكل الصحيح
«إن هذا العرض ليس للطفل فحسب إنما هو عرض الطفل والأسرة إذ يحمل قيمة أخلاقية ورسالة سامية للطفل ولأسرته التي تلعب الدور الأساسي في تربية الطفل وفي تنمية شخصيته على كافة الصعد، وفي نهاية المطاف يصب هدف العمل في سبيل تربية الطفل وإنشائه بالشكل الصحيح».
وكان العرض قد قدم حكاية طفلين (مجد ونغم) يسافران إلى "مدينة المستقبل" لجلب الدواء المطلوب لأمهما المريضة، لكن يتفاجآن بفقدان العواطف والمشاعر الإنسانية النبيلة في مدينة المستقبل مقابل التطور العلمي الكبير والتقدم المعلوماتي، فيسعى (مجد ونغم) إلى إعادة الحياة الإنسانية إلى هذه المدينة وينجحا بعد العديد من المشاكل، لتبرز مقولة تقول أن العلم والتطور ليس الأساس الوحيد في مسيرة التقدم إنما المشاعر والأخلاق الحسنة أيضا، وعن هذه الفكرة يحدثنا المخرج "السالم" فيقول:
«العمل بفكرته يختلف عن الأعمال التقليدية التي تحمل في جعبتها حكاية تحكى، فعندما يكون هناك تقديم حكاية للطفل فيتم تقديم حكاية عما كان يجري في الماضي لأخذ العبر من الأسلاف أما في عملنا هذا فإننا نقدم حكاية عن المستقبل وما يمكن حدوثه في المستقبل بناءً على توقعات وخيالات منطقية الحدوث معتمدة في أساسها على الحاضر وتهدف لتجنب ما ممكن حدوثه».
ويتابع المخرج قائلا: «هذه القصة تحمل رسالة أخلاقية وقيمة تربوية عالية تتمركز في ضرورة تواجد الحياة الإنسانية والعواطف الإنسانية التي تخلق الحب والتآخي إلى جانب التطور العلمي لتلعب دورا كبيرا في نمو وبقاء الحضارات، فالتطور العلمي وتطور المعرفة والتكنولوجيات ليس الأساس في بناء الثقافات والحضارات العريقة إنما هناك جانب مهم في هذا التطور يتجسد في شعور الإنسان بأخيه الإنسان».
أما عند الحديث عن مسرح الطفل بشكل عام فيحدثنا "السالم" قائلا:
«مسرح الطفل في إطاره العام يشمل كل فكرة تهم الطفل وتقدم له الاستفادة في سبيل بناء شخصيته ثقافيا وعلميا وحضاريا بأسلوب يداعب مشاعره وعقله الطفولي، بغض النظر عن الأساليب المتبعة لإقناع الطفل بفكرة العمل، فهناك من يتبع أسلوب الدمى والحوارات المسجلة وهناك من يتبع أسلوب الرقصات والأغاني وما إلى ذلك من أساليب أما أنا وعندما بدأت العمل على هذا النص فكرت في وضع المشاهد وبالذات الطفل في جو المستقبل فكان الخيال هو الأساس في آلية العمل لذا عمدت إلى الإضاءة الباهرة والملونة والملابس الغريبة واستخدام تقنيات في الصوت والحركات لتضع الطفل في جو قد يكون مقنعا له على أنه مستقبل، وإضافة إلى هذا عمدت إلى تجسيد بعض المشاهد عن طريق الأغاني والرقصات البسيطة لتكون مسلية للطفل، تشد انتباهه لإيصال الفكرة العميقة للعمل».
ومن جهة الممثلين فيقول الشاب "وائل شريفي" الذي لعب أحد أدوار العمل:
«صحيح أن دوري لم يكن كبيرا أو لم أقم بدور البطولة إلا أنني عمدت إلى تجسيد دوري على أكمل وجه إضافة إلى مشاركتي في إيصال الفكرة والهدف السامي للعرض بغية تقديم الإفادة للطفل فالعمل المسرحي المقدم للطفل هو عبارة عن عملية تربوية في الدرجة الأولى همها هم المدرسة والرابطة الأسرية التي تنعش عقل الطفل بالعديد من التجارب والمعلومات».
وعندما توجهنا إلى الجمهور التقينا بالسيدة "ربا سابلجي" التي اصطحبت معها ثلاث أطفال صغار تقول:
«بدأ العرض متماسكا وجيدا في تجسيد الفكر وإيصال الرسالة، حيث كان واضحا المجهود المبذول وراء إنجاح هذا العرض، لكن تبقى الفكرة المطروحة وأسلوب طرحها أكبر من مستوى الطفل الذي يبحث عن الدعابة والمرح أكثر من المعلومة إذ إن العمل كان متخما بالأفكار السامية التي لا يمكن أن يفهمها الطفل».
وقد لعب أدوار العمل (عبيدة أبو الورد – أنور حاج مصطفى – عمادة نجار – ريم بيطار – محمد سالم – حسان فيصل – يمان خطيب – محمد شما – راميا زيتوني – وائل شريفي وسندس)
واستمر العرض على مدار ساعة من الزمن تخلله العديد من المشاهد المضحكة التي حركت شفاه الأطفال ضحكا وبعض الرقصات والأغاني التي صفق لها الأطفال بسرور ليختم المخرج عمله بمقولة كثيراً ما سمعناها تتردد على أفواه أجدادنا وآبائنا، لكن الأطفال في هذا العرض سمعوها من المستقبل.