اعتاد جمهور "حلب" الشهباء منذ أكثر من سنة ونيف على حضور حفل فني موسيقي يحييه الفنان الحلبي "عبد القادر أصلي" مع آلته الموسيقية "العود" وبرفقة مساعده "صفوان نيال" مع آلته "الأورغ".
ويقدم الحفل أغانٍ من التراث القديم واللون الطربي، والأغاني المنسية لكبار الفنانين القدامى من أمثال" صالح عبد الحي، زكريا أحمد، محمد عبد المطلب،محمد عبد الوهاب كارم محمود، عبد الحليم حافظ، محمد فوزي، أم كلثوم، وردة، فريد الأطرش" بالإضافة إلى باقة من الأغاني التراثية الحلبية المعروفة من موشحات وقدود للفنان "صباح فخري" والهدف من ذلك تذكير هذا الجمهور بالطرب الأصيل والمنسي أيام زمان.
لايمكن لأي شخص أن يسمع للأصالة والطرب والقدود بدون أن ينطرب، خصوصاً أنه لايمكن أن نسمعه في كل مرة، وكان غائباً عنا لفترة طويلة، ومع كل أغنية قدمها لها قصة وحادثة مرتبطة بها مع أي شخص منا، فهناك أغانٍ أستذكر بها والدي، وأصدقائي، وهذا ما أعادني لطفولتي نوعاً ما حين انطلقت هذه الأغاني وقتها
eSyriaحضر حفل الثلاثاء الأصلي الواقع بـ7/4/2009م، على مدرج مسرح مديريةالثقافة، وانطرب مع الحاضرين الذين لم يكتفوا بالتصفيق الحار بل افترشوا ساحة المسرح بالرقص العربي الحلبي المعروف، والتقينا بالسيد"بشير دحدوح " وهو أحد الذين اندمجوا مع هذه الأغانٍ وسألناه عن سبب رقصته أما الحاضرين، فقال:
«تملكتني حالة طرب فعبرت عنها بكل أحاسيسي وبالرقص، وهذا المشهد يعطي حالة توحد ووجدان غير معقدة، فهناك آلة بسيطة هي "العود" والفنان واحد والمستمع كأنه واحد، وكل واحد في الصالة يعتقد أن الفنان قد جاء ليغني له فقط ويطربه، وهذه الحميمية بين المطرب والعود والمتلقي تجعل الوصول إلى النشوة أقرب، ولا تنسى أنك تقدم هذه الوجبة في "حلب"، العود هو أقرب آلة إلى القلب، فالكمان يوضع على الكتف والرقبة، والقانون بين الأصابع، الحفلة ناجحة وسبب نجاحها هو التشكيل والتنويع بباقة أغانٍ جذبت المستمع وأعادته لسنين إلى الوراء بذكريات مختلفة».
في الجهة المقابلة تماماً كان "عبد الملك تحاوي" يؤدي رقصة خاصة مع مجموعة أصدقائه ومن كان معه، وفسر لنا ذلك بسعادته وطربه، فقال عن رأيه بالحفل: «لايمكن لأي شخص أن يسمع للأصالة والطرب والقدود بدون أن ينطرب، خصوصاً أنه لايمكن أن نسمعه في كل مرة، وكان غائباً عنا لفترة طويلة، ومع كل أغنية قدمها لها قصة وحادثة مرتبطة بها مع أي شخص منا، فهناك أغانٍ أستذكر بها والدي، وأصدقائي، وهذا ما أعادني لطفولتي نوعاً ما حين انطلقت هذه الأغاني وقتها».
وانتقلنا إلى مصدر الصوت الذي أطرب الجميع في الحفل "عبد القادر أصلي" وسألناه، عن حفلة الثلاثاء الأصلي، فقال: «نحن اخترنا الأغاني التراثية لتكون مادة أساسية نستقي منها ونعيدها لكي يتكمن الجمهور من سماعها، وهذه الأغاني التي يكمن بداخلها الكلمة الحلوة والموسيقا واللحن، وأردنا أن نقوم بقفزة للجمهور الحلبي مثل ما كان قبل سنوات طويلة، خصوصاً عندما قدمنا مشهد المطرب مع آلته العود على المسرح فهذا المشهد هو غائباً حالياً ومقتصر على فنانين قلائل جداً، وأنا حضرت مجموعة أغانٍ بهذه المناسبة لـ"عبد الوهاب وصالح عبد الحي، وأكلثوم، وعبد الحليم ، والسيدة فيروز" وما شجعني أن هذا الجمهور الكبير مستعد لسماع هذا النوع وقد شاهدت تفاعله معنا، والجمهور ينتظر المادة الجميلة لكي يبدع معها».
كما التقينا بالفنان "سمير طويل" مقدم الحفل وسألناه عن مميزات إقامة مثل هذه الحفلات الموسيقية، فقال: «هذا النوع من الحفلات الفنية لها جمهورها من الذواقين ومحبي الطرب الأصيل، وتذكرنا بليالي الأصالة التي كانت تقدمها سيدة الغناء العربي"أم كلثوم" مطلع كل شهر، وكانت تسمى بـ"خميس الست"، وهذا الحفل الذي أردنا أن نطلق عليه "الثلاثاء الأصلي" والذي يصادف أول يوم ثلاثاء من كل شهر، ونحن نطمح على ترسيخ هذا اليوم، هذا المشروع قد بدأ بحضور لم يتجاوز أربعة صفوف وتلاحظ هذا الإقبال الغفير عليه، واستطاع هذا اللون أن يثبت نفسه بجدارة في ظل عالم موسيقي يشوبه الفيدو كيلب والصرعات».