أمسية أدبية ممتعة قضاها أهل الأدب في مدينة "حلب" الشهباء مع الباحث والناقد "يوسف مصطفى" الذي قدم لهم بحثاً أدبياً حول المسيرة الإبداعية -الشعرية للشاعر السوري الكبير "بدوي الجبل" وذلك في قاعة المحاضرات بـ"دار الكتب الوطنية".
تناول الأستاذ "مصطفى" في بحثه جوانب مضيئة في حياة الشاعر "بدوي الجبل" مبتدئاً بالحديث عن ولادته في مدينة "جبلة" وتعلمه الكثير على يدي والده الشيخ "سليمان أحمد" الذي كان عضواً في المجمع العربي في "دمشق" وصاحب عددٍ من المؤلفات حيث كان بيته محفلاً أدبياً، كما تناول محاور عدة في حياته الشعرية وقصائده الجميلة الوطنية منها والغزلية.
لدينا اليوم قصيدة النثر وأخشى أن يأتينا يوم تظهر فيه قصيدة اللانثر
موقع eSyria كان حاضراً في "دار الكتب الوطنية" وبعد انتهائه من تقديم بحثه التقى بالأستاذ "يوسف مصطفى" وسأله أولاً عن أهمية هذا البحث بالنسبة للحضور فأجاب بالقول:
«تكمن قيمة هذا البحث في أنه يسلّط الضوء على شاعر سوري كبير من شعراء الكلاسيكية الحديثة هو "بدوي الجبل" ويركّز على اشتغالاته الفكرية والفلسفية وأنماط قصيدة الرثاء لديه وكذلك شكل بنائه الفني وأسلوبه الأدبي وذلك بطريقة نقدية وفنية عالية».
وأضاف: «النتاجات الإبداعية للشاعر "بدوي الجبل" هي جزء من الشعر العربي وذلك منذ أيام "امرؤ القيس" والذي يشكل تراثنا وفكرنا وموسيقانا ومن قاموسنا العربي أي أصالتنا، ويجب علينا استحضار جزء من هذا التراث المتمثل بالقصيدة العمودية وجمالياتها عبر شعرائنا الكبار مثل "البدوي" و"أبو ريشة" وغيرهم وهذا ما نقوم به في هذه الأمسية».
وفي معرض رده عن سؤال لمراسلنا حول خوفه من ضياع النتاجات الشعرية لـ"البدوي" وغيره من شعرائنا في زمن العولمة والسرعة والإنترنت قال: «لدينا اليوم قصيدة النثر وأخشى أن يأتينا يوم تظهر فيه قصيدة اللانثر».
وتابع حديثه: «أمام موجة الفضائيات والاهتمام بالغناء الهابط والاشتغالات الشكلية يجب أن يكون الأدب الأصيل بصرفه ونحوه وإبداعاته ومحموله التراثي حاضراً وبقوة، هذا الأدب الذي ينتمي إلى تاريخنا وتراثنا وفلسفتنا اللغوية وقيمنا العربية المرتبطة بالعروبة والإسلام والوطنية».
وحول هذه الأمسية أيضاً تحدث الشاعر "كامل رجب" لمراسلنا بالقول: «لقد كانت الأمسية جيدة جداً وهي معمّقة حول إبداعات ونتاجات الشاعر الكبير "بدوي الجبل" وقد استمتعت كثيراً بما قدمه الأستاذ " يوسف مصطفى" من قصائد غاية في الروعة والجمال، ولكن ملاحظتي الوحيدة هي أنه لو تكرّم أستاذنا بذكر وقراءة قصيدة وجدانية من ديوانه الشهير (ابتهالات) علماً أنّ الديوان المذكور يحتاج لعدة أمسيات لدراسته وتقديمه».
«وبشكل عام كانت الأمسية جميلة -كما قلت- حيث قرأ على مسامعنا بعضا من أجمل النتاجات الشعرية للشاعر الراحل وذلك بطريقة تحليلية أدبية تدل على تعب الأستاذ "مصطفى" على عمله وذلك لإنجاز وتقديم بحثه لنا في هذه الأمسية».
أما الأستاذ "محمد شقال" وهو مدرس فقد قال: «لقد تناول البحث كما رأيتم جوانب مختلفة من حياة الشاعر "بدوي الجبل" وقد سلّط الأستاذ "مصطفى" الضوء فيه على أهم نتاجاته الإبداعية وموقفه (أي الشاعر) من الرموز الوطنية حيث قرأ على مسامعنا بعضاً من تلك القصائد الجميلة التي تضمنت الكثير من الصور الشعرية الرائعة والكلمات الموسيقية الراقية التي تؤكد أنه كان أحد أساطين الشعر والأدب في "سورية"».
وختم بالقول: «لقد كان الأستاذ "يوسف مصطفى" موفّقاً في اختيار موضوعه وطريقة تقديمه لبحثه بشكل جميل مع تركيزه أثناء قراءة قصائد "البدوي" على الصور البيانية والإيضاحات البلاغية فيها، أتمنى له المزيد من التقدم».
يًذكر أنّ الأمسية حضرها لفيف من الأدباء ومحبي الشعر في مدينة "حلب" وقام الأستاذ "محمد خالد النائف" مدير دار الكتب الوطنية بتقديمها للحضور.