أكثر من /150/ صورة توثيقية ضمها المعرض الذي افتتح في مديرية الثقافة بتاريخ 19/9/2010، حيث تناول المعرض عدداً من الصور التوثيقية للثورات التي قامت في معظم المحافظات السورية، من بينها /75/ صورة عن ثورات "حلب"، و/75/ صورة ضمت مختلف الثورات في المحافظات السورية.
الصحفي "رياض نعيم" صاحب المعرض أوضح لـموقع eAleppo «أن الثورة بشكل عام يجب ألا تتجزأ سواء أكانت في "حلب" أو أي محافظة أخرى لأن الملاحم النضالية والبطولية التي شهدتها المنطقة الشمالية بقيادة "إبراهيم هنانو" كانت تشكل مرحلة مفصلية في تاريخ الثورة السورية».
أن الثورة بشكل عام يجب ألا تتجزأ سواء أكانت في "حلب" أو أي محافظة أخرى لأن الملاحم النضالية والبطولية التي شهدتها المنطقة الشمالية بقيادة "إبراهيم هنانو" كانت تشكل مرحلة مفصلية في تاريخ الثورة السورية
وأضاف: «عرضت في هذا المعرض جزءاً من صور الوثائق التي امتلكتها سواء أكانت وثائق صحفية أم مقروءة أم مرئية وقد بلغ مجموع ما امتلكته يزيد على /250/ ألف صحيفة و/47/ ألف وثيقة، /188/ قرص مضغوط ـ CD ـ وكانت تضم تاريخ المنطقة السورية، في كل لوحة من هذا المعرض يبرز ويبين مفاصل الثورة السورية في "حلب" التي قادها الزعيم "إبراهيم هنانو" في عدة مواقع من عام /1919، 1920، 1921، 1922،/ وقد حققوا الثوار من خلالها انتصارات عديدة، وضمت المعروضات أيضاً بيانات تاريخية ووثائقية».
وعن المدة التي استغرقها "نعيم" في جمع هذه الوثائق أجاب: «هذه الصور لا تقارن أبداً بعدد الأيام وإنما ينطوي عملها تحت الواجب الوطني، إضافة لكوني أهتم بالصور الوثائقية واستطعت من خلال جهدي أن أجمع وأن أختزن حوالي /25/ بالمئة من مجموع الصور الموجودة في سورية، وهذه النسبة ضئيلة بسبب عدم مقدرتي الكافية على امتلاك بعض التقنيات الحديثة التي تسهّل علي جمع الصور الوثائقية التي أحتاجها».
وعن البدايات الفعلية أضاف قائلاً: «من الثمانينيات وأنا أسعى جاهداً لكي يكون لدي أرشيف توثيقي يضم العديد من الصور التوثيقية الهامة، وهذا العمل قد أخذ مني سنوات حينما جمعت الصور من كافة المراكز التي تعنى بالتوثيق والصحافة ودور النشر والسفارات والمنظمات الشعبية، حينها أسدى إلي والدي خدمة رائعة ووفر علي بعض الجهد حينما أعطاني العديد من الصحف والمجلات القديمة».
وأما عن آماله وطموحاته المستقبلية فأضاف "نعيم": «أتمنى أن تكون لدي المقدرة وأن تتوافر لدي الأجهزة الحديثة لكي أتابع عملي في أرشفة الصور وأن أجمع الكثير منها، وأما حالياً فقد عملت على تأليف كتاب وقدمته للطباعة، وهو بعنوان "بانوراما الثورة السورية الكبرى" يحتوي الكتاب على /16/ ألف وثيقة تصويرية».
ومن بين المهتمين بتلك الزيارة التقينا الأستاذ "سفر هنداوي" أحد مدرسي اللغة العربية فيقول عن هذا المعرض: «من أهم المعارض التي تساهم في توثيق نضال رجال الثورة السورية حينما ركز المصوّر على ثورة "الشمال" وما دارت فيها من مواقع في "حلب" وفي "ادلب" وفي "جبل الزاوية" حيث قدم ثوارها تضحيات كبيرة، فهذا المعرض يبرز نضال الزعيم الوطني "إبراهيم هنانو" وهو من أبرز رجال الثورة الشمالية في سورية وتحديداً بـ "حلب" حيث لم يكن مناضلاً بالسلاح، وإنما عزّزه بنضال الفكر حينما دافع عن قضايا بلده سورية أثناء حضوره للمؤتمرات الدولية التي طرح فيها استقلال سورية».
وختم قائلاً: «هذه الصور التوثيقية هي حافظة لذاكرة الوطن وأحداثه ورجاله الوطنيين ويجب ألا تنسى هذه الذاكرة، ويجب أن تنتقل جيلاً بعد جيل لكي تبقى مشرقة حاضرة في ذاكرتنا مادام هناك أجيال تتعاقب في هذه الحياة، لأن هذه الذاكرة يتم من خلالها تدريب أجيال على الصبر والإرادة».
ومن جهة أخرى حدثنا "عبد الله الراعي" مدرس سابق للغة الفرنسية وأحد المهتمين بزيارة هذا المعرض قائلاً: «امتنا ذات تاريخ عظيم ولكنه غير موثق ما يعطينا الشعور بفقدان تاريخنا، حيث إن الجيل الحديث لا يملك ذاكرة تاريخية، وجاء هذا المعرض من أجل تعزيز فكرة هذه الذاكرة وتقويتها والعمل على تثبيتها في ذهن المتلقي وخصوصاً من الشباب الحاليين، ويعتبر هذا المعرض جهدا كبيرا لأنه قام من خلاله بتوثيق أمور نفتقدها وخصوصاً في "حلب" لأن رجالها وشبابها ويافعيها لا يعرفون إلا القليل عن تلك المواد التوثيقية وهذا عائد إلى التقصير الموجود فينا، حتى وإن وجد نوع من التوثيق لكنه يعاني من التشتت وعدم التنظيم».
وقد تمنى "الراعي في ختام كلامه قائلاً: «أن يكون هناك اهتمام من قبل طلاب الدراسات الجامعية قسم "التاريخ" لأنهم ما يزالون مقصرين في عمليات التوثيق الحالية، وأرى أن هذا المعرض في مضمونه جوهرة تاريخية لأنه يوثق أحداثا عظيمة جرت على الأرض التي نقوم عليها، ويجب العمل على أن تكون هناك منافسة شريفة بين المحافظات على تقديم مثل هذه الأعمال التوثيقية فيما بينهم».
يذكر أن الفنان من مواليد محافظة "السويداء" وقد بدأ منذ الثمانينيات من القرن الماضي بالعمل على جمع هذه الصور وله العديد من المعارض الفنية في مختلف الدول العربية والعالمية حيث يحمل هذا المعرض الرقم /112/ من مجموع معارضه الفنية.