في أمسية أقيمت تحت قبة حجرية أصيلة شرقية سطع من دار "رجب باشا" في "مديرية الثقافة" صوت الأوبريت السورية "نعمى عمران" لتطلق أولى حفلاتها الموسيقية من مدينة "حلب" وتجعل منها قاعدة تُسمع جدران دار الأوبرا السورية، حيث أقامت "عمران" حفلاً بقيادة الأستاذ "محمد قدري دلال" مدير المعهد الموسيقي امتزج بين الشدو العباسي والعثماني وترافق مع الموشحات الأندلسية والحلبية قدمتها بطريقة أوبرالية غربية ممزوجة بروح الشرق، مساء الأربعاء 22/9/2010.
تألف الحفل الموسيقي من فرقة للكورال ضمت /7/ أشخاص إضافة إلى الفنان "غسان عموري" على "القانون"، و"يوسف إبراهيم" على "الناي"، و"عبد الباسط البكّار" على "الكمان"، و"محمد معاذ قرقناوي" على "الكمان" و"بشار شريفة" على "الفيولونسيل"، و"محمود شغالة" على "الرق".
هذه الحفلة الموسيقية هي بصمة من نوع آخر قدمتها بصوتها حيث أضافت إلى الغناء الشرقي شيء جديداً، وهي مطربة بدار الأوبرا وعلى مستوى عالي حيث استطاعت أن تدخل كل الانفعالات الأوروبية إلى تراثنا الشرقي
قدمت "عمران" عددا من اللوحات والارتجالات والقصائد المرسلة، ووذكرت لموقع eAleppo: «إن هذه الحفلة تعتبر خطوة أولية للحفلة التي سأقيمها في 3/10/2010 بدار الأوبرا السورية بـ "دمشق" تحت عنوان "نساء تغني" وحالياً سأقدم مع الأستاذ "محمد قدري دلال" سماعيات حجاز "كار كرد" وارتجالات على العود وموشح "خلا العذار"، إضافة إلى لوحات قديمة لقصائد مرسلة لـ "عمر بن الفارض" ولـ "ابن العربي"، حيث بدأت التحضيرات منذ شهر وكانت بين "حلب" و"دمشق" وفكرت بأن أخوض ولأول مرة في المقامات لكي أتعرف على هذا النوع من التراث وأدخل نوعاً من التجديد من خلال استخدام تكنيكات الأوبرا ومزجها بالغناء العربي لكي تمتزج الأصالة بالحداثة وتتوافق مع روح العصر».
وعلى هامش الحفل تحدث إلينا الفنان "محمد قدري دلال" فأشار إلى أن "عمران" لم تغن باللغة العربية إلا بعد إتقانها لها في المعهد العالي للموسيقا بـ "دمشق"، وهذه هي أول مرة تغني التراث الحلبي وحققت نجاحاً كبيراً حينما مزجت بين التراث الشرقي وبين الإمكانيات والتقنيات الغربية، وهذا يعتبر مكسباً للتراث الحلبي، لأنها وبحق أدتها بطريقة رائعة ولمست هذا من أعين الجمهور حينما كانت نظراتهم مشدودة إليها، وأعتبر أن هذا اللون الجميل الذي قامت به الفنانة إنما هي البوابة التي سوف تدخل منها إلى كورس الموشحات».
وختم قائلاً: «هذه الحفلة الموسيقية هي بصمة من نوع آخر قدمتها بصوتها حيث أضافت إلى الغناء الشرقي شيء جديداً، وهي مطربة بدار الأوبرا وعلى مستوى عالي حيث استطاعت أن تدخل كل الانفعالات الأوروبية إلى تراثنا الشرقي».
الفنّان "توفيق عنداني" تحدث لنا عن رأيه بالتجربة الأولى للفنانة "عمران" بالقول: «هي أتقنت أداء هذا اللون الأوبرالي وعلى الرغم من كونه يحتاج إلى إمكانيات ومساحات صوتية بعيدة إلا أنها تمكنت وبإتقان من أدائه لكونها مطربة أوبرالية تغني في مسارح الأوبرا العالمية، حيث ورغم الخلاف الموسيقي الناشئ بين الأوبرا والقدود والموشحات الحلبية إلا أنها استطاعت أن تمازج فيما بينها، واللون الأوبرالي ليس غريبا عن سورية بل ليس غريبا عن الدول العربية وهو عالم جميل ولكننا لا نستغيثه وهذا عائد إلى التربية الموسيقية التي تعودنا بها على القدود الحلبية».
الجدير بالذكر أن الفنانة "نعمى عمران" من مواليد /1970/ درست الغناء الأوبرالي في المعهد العالي للموسيقا بـ"دمشق" /1992/، وقدمت العديد من الحفلات مع الأوركسترا السورية، وتابعت اختصاصها في الغناء الأوبرالي في أكاديمية "ياناتشيك" في مدينة "التشيك"، شاركت في "هولندا" عام 2003 في عمل مسرحي غنائي، وقدمت مع المؤلف الياباني "سنومو يامشتا" عرضاً غنائياً "بباريس" /2009/، ولها العديد من الحفلات في الدول العربية ومنها "بيروت" و"تونس" و"بغداد" و"القاهرة".