ثلاثة أصوات نسائية اعتلت منبر المركز الثقافي العربي في العزيزية مساء الثلاثاء 4/1/2011م، في الأمسية الأدبية التي نظمتها الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون ضمن سلسلة نشاطات أماسينا الأدبية. فكانت القضايا الوجدانية هي العنصر الأبرز فيما تناولته الشاعرات "آية أرسلان"، و"دانييل حدادا" و"مارينا سواس".
شكلت المرأة بأحاسيسها ووجدانياتها وكبريائها وآمالها المحور الرئيس في القصائد التي ألقتها الشاعرة "مارينا سواس"، التي حاولت معالجة العديد من القضايا الأنثوية بتعابير ذاتية كانت البطل الموحد لمواضيعها الشعرية.
استمعنا اليوم إلى أمسية أنثوية بامتياز، قدمت من خللها المشاركات الثلاث كوكبة من القصائد التي امتازت بالشاعرية والصور الجميلة، بالإضافة إلى المواضيع المميزة التي انتقتها الشاعرات الثلاث. فكانت الشاعرة "أية أرسلان" أكثرهن تفاؤلا حتى في القصائد التي تحدثت فيها عن أحزان. وهذا ما أدعوا الشاعرات الثلاث إليه ألا وهو التفاؤل والخروج من عالم اليأس والتشاؤم ..
في حين كانت الرومانسية المعهود للشاعرة "دانييل حداد" هي الطابع الأشمل لجميع ما ألقت من قصائد، والتي غمرها الهدوء والرقة والانسيابية الأنثوية التي ترتكز عليها الشاعرة في تقديم رؤيتها الأدبية من خلال ما تكتب من قصائد نثرية.
وختام الأمسية كان مع الشاعرة "آية أرسلان" التي استطاعت بإلقائها المتمكن شد الجمهور وجعله يتفاعل مع قصائدها المتفائلة والتي شكل الهم القومي عنوانها الرئيس. فكانت قضايا الأمة العربية تحضر وبقوة في أغلب ما ألقت من قصائد. مرتكزة على ذخيرة أدبية جعلت كلماتها أكثر قوة ورصانة.
الأديب "مطانيوس مخول" أبدى إعجابه بالشاعرية التي تملكها المشاركات الثلاث، فقال عن الأمسية: «استمعنا اليوم إلى أمسية أنثوية بامتياز، قدمت من خللها المشاركات الثلاث كوكبة من القصائد التي امتازت بالشاعرية والصور الجميلة، بالإضافة إلى المواضيع المميزة التي انتقتها الشاعرات الثلاث. فكانت الشاعرة "أية أرسلان" أكثرهن تفاؤلا حتى في القصائد التي تحدثت فيها عن أحزان. وهذا ما أدعوا الشاعرات الثلاث إليه ألا وهو التفاؤل والخروج من عالم اليأس والتشاؤم ..».
ومن جهتها الأديبة "سها شريّف" قالت عن الأمسية: «كانت القصائد تؤثر في وجدان المتلقي حاملة الدفء والصدق . . ولفت نظري الحضور النوعي من الأدباء والمثقفين برؤيتهم النقدية وانسجامهم مع النصوص المقدمة . وأهم ما يميز الأمسية وجود ثلاث شاعرات وهو الحضور الأنثوي بقوته ورقته .
كانت قصائد الشاعرة المهندسة "مارينا سواس" صادقة تحمل رؤية واقعية تتخللها مسحة الحزن والتشاؤم وجسدت آهة الألم والحيرة بين صفاء الرؤية والواقع المؤلم
أما الشاعرة الثانية "دانييل حداد" كانت قصائدها تلتف حول الذات في رحلتها عبر الألم عبر مناخ حميمي لفاعلية الذات ويغلب على قصائدها طابع الحزن.
أما الشاعرة الثالثة "آية أرسلان" مسك الختام، فقد تميزت بحضورها والإلقاء الشعري – علماً بأنها حائزة على جائزة أفضل إلقاء شعري على مستوى "سورية" – حملت قصائدها التفاؤل بالحياة والإقبال على الحياة بحب وإيجابية حتى في قصيدتها التي تحدثت بها عن عتمة الواقع أنهتها بنور من الأمل حيث قالت:
ليس للنور حجاب
ودم الشهيد فيض أنوار
مطر ينبت الرجال
لاحظنا أن "آية أرسلان" مسكونة بهموم الإنسان العربي و لديها أهداف إنسانية تبوح بها من خلال مفاهيم وجدانية وجمالية .كما أنها تمتلك إحساساً رهيفاً بعيداً عن التكلف قريبة من العفوية والإيحاء وخصوبة الخيال وبوح العاطفة . أتت تقرع باب الحياة بقوة من خلال رؤيتها الشعرية المليئة بالفرح والتفاؤل».
ومن قصيدة "عتمة الواقع للشاعرة "آية أرسلان" نحتار:
وفي عتمة هذا الواقع
يقولون لي.. أما تري النور الساطع؟
ألمٌ يمور في نفسي
القدس تنزف
والعراق تستعر
والأخلاق في لجة الظلام تختنق..
والغرب يوقد النار في الحوار
يفجر أعماق السلام
وفي سوق النخاسة
تُباع الوحدة القومية
ويباع الإنسان..
ثم في عتمة هذا الواقع
يقولون لي.. أما تري النور الساطع؟