افتتح مساء الأحد 15/5/2011 معرض الفنان التشكيلي "محمد ظاظا"، الذي يقدم من خلاله كوكبة من أعماله الفنية في تجربة تجريدية جديدة تضاف لمعارضه الفردية السابقة. وذلك في صالة "كلمات" للفنون الجميلة بحلب..
يضم معرض الفنان "ظاظا" 14 لوحة فنية مشغولة بالأكرليك بالإضافة إلى بعض التقنيات الأخرى. ومن ناحية اللون يسود اللونان الأبيض والأسود على كافة اللوحات مع دخول بعض المسحات اللونية الأخرى كاللون "الزهري" الذي يحمل عنوان المعرض.
الكرسي هو المفردة العالقة بذهنية أي شخص، وليس بالضرورة أن يكون هذا الشخص فنانا تشكيليا. هذا هو الكرسي الذي تتذكره بقريتك، أو شكل الكرسي الذي جلست عليه أول مرة. وهذا يخلق لديك صورة يمكن أن نميزها على تلك المفردة التي كانت عالقة بذاكرتك. وبالنهاية أحاول توضيح العلاقة بين هذا الجماد وهذا الحي.. ومن الممكن أن تُعكس الصفات بين الجماد والحي من خلال جمل بصرية تعتمد على التكنيك واللون والخط..
يقدم الفنان "ظاظا" جدلية "الجامد والحي" من خلال عنصرين هما الإنسان والكرسي فيتبادلان الأدوار، ليرسل الفنان "ظاظا" العديد من الرسائل البصرية من خلال جملة التكنيكات المستخدمة..
eSyria زار المعرض والتقى الفنان "محمد ظاظا" الذي تحدث عن معرضه قائلاً: «يشكل معرض اليوم تجربة جديدة ضمن سلسلة التعبيرية التي أعمل عليها، فاللوحات اليوم أقرب إلى الوضع الاجتماعي من خلال إدخال اللباس العصري على الشخوص، وذلك لتكون أقرب من روح الشباب كعمل تشكيلي شاب. وبنفس الوقت أحاول أن أعكس العديد من القضايا الإنسانية ضمن دائرة المدرسة التعبيرية.
أما عن المواضيع، فأنا ضد أن تسمى اللوحة وتعنون، فاللوحة لا تحمل موضوع، اللوحة تحمل تشكيل، فطالما نحن نقدم ثقافة بصرية لماذا ندخل النص الأدبي عليها، لذا يجب أن نترك انعكاسات العمل الفني على كل شخص وكل متلقي، ليكوّن انعكاساته الخاصة بها كمتلقي..».
وعن عملية الربط بين الكرسي والإنسان والتي احتلت معظم لوحاته، قال الفنان "ظاظا": «الكرسي هو المفردة العالقة بذهنية أي شخص، وليس بالضرورة أن يكون هذا الشخص فنانا تشكيليا. هذا هو الكرسي الذي تتذكره بقريتك، أو شكل الكرسي الذي جلست عليه أول مرة. وهذا يخلق لديك صورة يمكن أن نميزها على تلك المفردة التي كانت عالقة بذاكرتك. وبالنهاية أحاول توضيح العلاقة بين هذا الجماد وهذا الحي.. ومن الممكن أن تُعكس الصفات بين الجماد والحي من خلال جمل بصرية تعتمد على التكنيك واللون والخط..».
ومن جهته الفنان "أحمد ناصيف" رئيس فرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيليين، رأى في أعمال "محمد ظاظا" تجربة جريئة ومميزة، فقال: «تحمل أعمال الفنان "ظاظا" نوعا من التعبير الزائد والقوة التشريحية المحورة، وحتى استخدامه للون الأسود يدل على انه متمكن تصويرا وغرافيكيا، كما لديه قوة تصويرية رائعة وكأنها بعد ثالث في اللوحة. أما من ناحية التكوين الإنساني نجد القدرة على تحويل الإنسان إلى كتلة معبرة من خلال الألوان التي كان مبدعا في اختيارها وتوضعها على اللوحة. هذا مايبشر بمستقبل رائع للفنان الشاب "محمد ظاظا".
ومن ناحية أخرى يمتلك الفنان "ظاظا" جرأة فنية قلما نجدها عند الفنانين، وهذه الجرأة أزالت الخوف فاستطاع التعامل مع اللوحة ومساحاتها اللونية ببراعة وإتقان، فنراه يقدم عمل مجسم بإسلوب تصويري، وقلما نشعر بذلك في الناحية التعبيرية، فهو يحول التعبيرية إلى "واقعية بالتعبيرية" وبأساليب متعددة..».
ومن جهته الفنان "عدنان الأحمد" قال عن المعرض: «تأتي تجربة "ظاظا" تتويجا لرؤية تشكيلية شابة فيها من التعبيرية ما يكفي، وأنا أراها من أهم التجارب التعبيرية السورية من حيث التكوين والتشريح واللون. يمتلك الفنان "ظاظا" طاقة وقدرة تشكيلية كبيرة جدا، ويمتلك الحرية في إعادة صياغة كينونة الإنسان، عدا التشريح والتكوين واللون. وبالنسبة للون فليس له سطوة في أعمال "ظاظا" لإن السطوة للتكوين.
كما نلاحظ تلك العلاقة الكبيرة ما بين الإنسان والكرسي، وما بين اللإنسان والذاكرة، وما عمل عليه "ظاظا" هو استعادة ذاكرته. كما نلاحظ البعد الصوفي الكبير من حيث إلقائه للإنسان على الكرسي ليتركه يواجه مصيره بنفسه. وبالعموم أرى بتجربة الفنان "ظاظا" تجربة تشكيلية مهمة جدا يجب الوقوف عندها مطولا..».
الجديدر ذكره أن الفنان "محمد ظاظا" من مواليد 1987م، خريج كلية الفنون الجميلة في "حلب" عام 2010، هذا هو المعرض الفردي الخامس له بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المعارض الفنية المشتركة.