في كل معرض ومناسبة يقدّم التشكيلي "محمد بسام مولوي" وكعادته إضاءة جديدة، بل إضافة جديدة في بحثه عن المدهش.
ففي مشهد أفقي في فضاءات الحرف وتجلياته تشكيلياً وتقنياً، مناغماً بين الأصالة كمرجع والمعاصرة أو الحداثة كصياغة، قدم "مولوي" لوحاته بأشكال تعبير مختلفة، كانت في مجملها ملفتة للذائقة باختلاف مستوى متلقيها وثقافتهم من حيث محتوى مفرداتها كمعنى.
بأن الفنان "مولوي" اعتمد في لوحاته على الاختصار والاختزال في طرح الفكرة
ففي مديرية الثقافة "بحلب"، أقيم معرض الفنان "محمد بسام مولوي" مساء 5/7/2011، تحت عنوان "أسد العروبة".
المعرض الذي ضم (41) لوحة جسد فيها الفنان رؤيته حول الأزمات التي مرت على الوطن العربي من خلال إبرازها في انحناءات الخط الديواني محاولاً فيها إظهار جمالية الخط العربي وقدرته على مجاراة الحداثة بكل تفاصيلها.
"مولوي" ذكر لموقع eAleppo أن معظم لوحات المعرض اعتمد فيها على الخط الديواني لكونه وجد فيه العديد من الميزات التي تساعد على إبراز موهبته.
وأضاف: «الخط الديواني يتمتع بالليونة إلى جانب الكثير من الخطوط العربية الأخرى لكنه أكثر الخطوط الذي أجد نفسي فيها، حيث أستطيع من خلاله إبراز النص الذي أريده دون اللجوء إلى الخلفية التي تعمل على تدعيم النص».
لكن ورغم الجمالية التي يتمتع بها الخط إلا أنه يتمتع بالعديد من الوظائف الأخرى وعنها تحدث "مولوي": «فهو يعمل على نقل العلوم والمعارف من لغة إلى أخرى ناهيك عن قدرة الخط العربي على التأقلم في العديد من الظروف التي يصعب عليها العديد من الخطوط الأخرى لكون الحرف العربي حرف مطواع يساعد الفنان على التأقلم مع مضمون لوحاته».
رغم قوة الخط العربي وإمكانياته المتعددة إلا أنه وفي الآونة الأخيرة أصبح الاهتمام فيه ضعيفاً وحول تلك الأسباب قال "مولوي": «يعود إلى ضعف نشاط الجمعية الحرفية ودعم مديرية الثقافة للخطاطين ناهيك عن ضعف الجانب المادي الذي يعاني منه الفنانين بشكل عام وبالغض النظر إن كان فناناً أو رساماً».
وختم "مولوي" قائلاً: «لكن الخط العربي مهما ضعفت إمكاناته إلا أنه يمكن أي يعود إلى الساحة في حال تم الاهتمام به من قبل وسائل الإعلام وزادت الدورات التي تعمل على نشر الخط العربي».
"أحمد ناصيف" رئيس فرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيلين ذكر المعرض استطاع فيه الفنان أن يجسد رؤيته الفنية ضمن قالب الخط العربي الذي استخدمه في معظم لوحاته فيما عدا قليل من اللوحات استخدم فيها الخط الهندسي».
وأضاف "ناصيف": «فإن الفنان امتلك رؤية أراد التعبير عنها من خلال استخدامه في بعض اللوحات للألوان التي حركت الكلمات مما أعطى اللوحة مزيداً من الحيوية بالنسبة للمتلقي وأشعره في الوقت ذاته بأن للخط العربي أهمية لا تقل عن أهمية اللوحة التشكيلية».
لكن الفنان وفي الوقت ذاته والكلام لـ "ناصيف" «لم يدخل في تفاصيل اللوحة التشكيلية ومضمونها لأنه أراد ومن خلال قوة الخط وليونته أن يرسل للمتلقي فكرة مجردة عن أي بقعة لونية».
وختم "ناصيف" بالقول: «إن الفنان "مولوي" ابتعد في العديد عن اللوحات عن شكل اللوحة الحروفية وأصر بأن يظهر جمالية الخط العربي وقوته في التأثير».
وفي نفس السياق قال الفنان التشكيلي "عبد السلام تومان": «بأن الفنان "مولوي" اعتمد في لوحاته على الاختصار والاختزال في طرح الفكرة».
وأضاف: «فقد ركز في أسلوبه على الفكرة الإعلامية واختزل العديد من العناصر اللونية لكنه وفي الوقت ذاته تمتع بالوضوح العالي هادفاً من ورائها إبراز جمالية الخط والابتعاد قدر الإمكان عن التركيز على الخلفية التي تشغل ذهن المتلقي عن الرسالة التي أراد الفنان إيصالها».
لكن وبرأي الفنان "تومان": «فإنني أرى أن الخط العربي يعاني العديد من الأزمات التي تجعله غائباً عن الساحة التشكيلية ورغم هذا إلا أنه وبفضل قوته استطاع أن يندمج مع اللوحة التشكيلية ويشكل فن الحروفيات».
وختم تومان بالقول" «رغم هذا الاندماج إلا أن وضع الخط العربي يشكل نذير خطر على وجوده الأمر الذي يدفعنا إلى ضرورة الاهتمام بالخط لكونه يمثل تاريخ وحضارة أمة عربية».
والجدير بالذكر أن الفنان من مواليد حلب 1964 خريج معهد فتحي محمد للفنون التشكيلية عام 1982 شارك في العديد من المعارض المحلية و الدولية في الإعلان ومنها معرض الخط العربي في "حلب" عام 1992 وفي "دمشق" 1993 وشارك بمهرجان الشباب "بموسكو" 1985 ومهرجان البحر المتوسط في "الجزائر" 1986.