«درست الفن التشكيلي في "دمشق" وأكملته "بباريس"، وتزوجت من امرأة رائعة موجودة في كل لوحاتي، وأصبح لدي ثلاث بنات، "مايا"، "ونور"، "وغزل"، "مايا" و"غزل" لهما الاهتمام الكبير بالفن التشكيلي إذ يملكون حساً كبيراً بهذا، وآمل منهم أن يدرسون الاختصاص الذي يريدونه ولن أتدخل أبداً».
هذا ما قاله الفنان التشكيلي "حمود شنتوت" لموقع eSyria عند لقائنا معه في معرضه الذي أقامه "بالأرت هاوس" بتاريخ 22/11/2008، عندها حدثنا عن نفسه وفنه بقوله:
أهم شيء بالنسبة لي الآن بعد عودتي من المغترب أن أساهم في الفن السوري الراقي والعريق ولو بمنمنمة صغيرة في اللوحة التشكيلة السورية الكبيرة التي سوف يأتي يوم وتعد مدرسة من مدارس الفن التشكيلي ليس على مستوى الوطن العربي وحسب بل على مستوى العالم
«أنا من مواليد "حلب" قرية "السفيرة" عام 1956م، درست وعشت فترة طويلة في "دمشق" التي أحسست بها فعلاً عند سفري إلى "باريس" وعيشي في جوها البارد والقاتم غير المشرق، هنا تذكرت "دمشق" المشرقة والرائعة بتراثها العريق والقديم وشمسها الذهبية المشرقة، وبوجودي في "باريس" كان لجوها الكئيب تأثيراً على لوحاتي ورسوماتي ذاك الوقت، وهذا ما أعطى للوحات التي رسمتها في "دمشق" الرونق والإشراق والقيمة الفنية الأغنى من الناحية اللونية، إذ يمكنك التمييز بين اللوحات التي رسمها هنا واللوحات التي رسمتها في "باريس"».
وأضاف: «لقد تأثرت بأسلوب الفنان "فاتح المدرس" الذي كان أستاذي في كلية الفنون، ومن الفنانين الأجانب كان "لفرانسو سبيكو" الانكليزي، و"كلينت" تأثيراً على عملي بالبداية إلى أن أصبح لي أسلوبي الخاص الذي ميزيني عن غيري من الفنانين، وهذا يعتبر جانباً مهماً في حياة أي فنان يريد أن يكون له الأسلوب المتميز والطريقة الخاصة به».
ثم قال: «إن الأفكار عند الفنانين التشكيليين مثل الشعر عن الشعراء فهناك الغزلي والهجائي والخاص الذي يصف حالة فقط، وهذه المحاور تستخدم منذ الجاهلية لكن تختلف في طبيعتها من ناحية طريقة تقديم كل شاعر للمحور الذي يريد على طريقته الخاصة، وهذا ما ينطبق على الفنان التشكيلي في معالجته للأمور التي يراها فكل فنان يلبس الموضوع الذي يعجبه الطابع الخاص به عاكس لنفسيته من خلال التكنيك الخاص فيه، فالمواضيع ثابتة منذ قرون وهي الطبيعة الصامتة، والمنظر الطبيعي، وشكل الأشخاص، وكلها مأخوذة من الكتب المقدسة أو كتاب ألف ليلية وليلة أو الأساطير والروايات الخيالية الموجودة بعالمنا هذا».
عن طريقته في الرسم أضاف: «رسمي للوحات يندرج ضمن إطار اعتبارها مذكرات لي عند تخرجي وسفري وزواجي، وفي كل لحظة كان لي مستوى فني وطريقة في طرح الموضوع، بالإضافة إلى أني لا أملك تفكير مسبق إلى الآن بالموضوع الذي سوف أرسمها فالحالة تخلق الفكرة عندي والموضوع إن كان مهم أو بسيط، إلا أن الألوان المشرقة والبراقة غير التقليدية أملك طريقةً خاصة في إخرجها من داخليتي دون أن أشعر بها لأقتحم اللوحة بأدواتي مشكلاً منها مجموعة من الخطوط المنظمة المترابطة مع بعضها البعض الهادفة للتعبير عن فكرة أو معنى ما».
وختم بقوله: «أهم شيء بالنسبة لي الآن بعد عودتي من المغترب أن أساهم في الفن السوري الراقي والعريق ولو بمنمنمة صغيرة في اللوحة التشكيلة السورية الكبيرة التي سوف يأتي يوم وتعد مدرسة من مدارس الفن التشكيلي ليس على مستوى الوطن العربي وحسب بل على مستوى العالم».