أول ما جذبه لآلة الناي هو صوت هذه القصبة الذي يعتبره من أجمل الأصوات الموسيقية، ليدفعه هذا الحب إلى اقتناء هذه الآلة لحظة مشاهدته الأولى لها في إحدى محال الآلات الموسيقية بـ "حلب"، ومن ثم ليدخل المعهد الموسيقي مطورا هوايته الموسيقية بالقواعد الأكاديمية، طامحا بعد ذلك للحصول على الماجستير ثم الدكتوراه من خلال متابعته دراسة الموسيقى..
هذه سطور عن العازف الشاب "محمد نور العبو" الذي التقينا به في eSyria وبتاريخ (5/4/2009)م، بحوار كانت باكورته:
بالنسبة لي أقول إنها علاقة قوية جدا لا يمكن أن توصفها الكلمات، فأنا مثلا لا يمر يوم دون أن أعزف على الناي وإن لم أعزف لا بد أن أراه..
** «بدايات تعلقي بالموسيقى عموما ترتبط بآلة الناي، كنت ولا زلت انجذب لصوت الناي انجذابا تاماً حتى أني حينما أسمع صوت الناي لا أشعر بشيء موجود حولي سوا هذا الصوت، وهذا الشعور رافقني منذ صغري، فمثلا إذا كنت أمشي في الشارع وسمعت صوت الناي أقف في منتصف الشارع لسماع هذا الصوت».
متى كانت أول مرة مسكتَ فيها آلة الناي؟
«في أحد الأيام كنت أتمشى في "حلب" وتحديدا في "باب الفرج" وخلال مسيري شاهدت محلا لبيع الآلات الموسيقية ولا أدري كيف توجهتُ إليه واشتريت آلة الناي، وبعد ذلك صرتُ أحاول العزف عليها منفردا واستمريت في ذلك عدّة أشهر، ومن ثم تعرفت على الأستاذ "خليل محمد" وهو من عازفي الناي المعروفين، وبدأت أتعلم على يديه أصول العزف على الناي ومن ثم علّمني السلم الموسيقي والمقامات الشرقية وكل ما يتعلق بآلة الناي وأطقمها الأساسية والمساعدة..».
عَلِمنا منك أنك خالفت أهلك في رغبتهم بدراستك الحقوق ودخلت المعهد الموسيقي، كيف كانت بداياتك في المعهد؟
** «محبتي للموسيقى ولّدت لدّي رغبة كبيرة بمتابعتي مشواري في هذا التخصص، وهذا هو الدافع الأكبر لاختيار المعهد الموسيقي، وقد استطعت من خلال دخولي المعهد وتعلم الموسيقى بشكل أكاديمي من تقويم العديد من أساليبي في العزف وتذوق الموسيقى.
أول ما تعلمناه في المعهد هو أصول الموسيقى، ومن ثم تعلمنا النوتة الموسيقية، كما تعرفنا على العديد من الآلات الموسيقية، لكن للأسف لا يوجد اختصاص لآلة الناي في المعهد. وفي المعهد وبالإضافة للدروس العملية كانت لدينا جلسات خاصة لاستماع الموسيقى وهذه الجلسات كانت تسمى التذوق.
وأستطيع القول أن المعهد الموسيقي أول ما أعطاني إياه هو شعوري بالقدرة على تقديم الأفضل، فقد تعلمت على عّدة آلات موسيقية كـ (الكلارنيت والتروميت)..، ولأن تخصص الناي غير موجود في المعهد فقد اعتمدت على تعلم المقامات واشتقاقاتها في تطويري عزفي على الناي.
ومن هنا أدعو جميع المعنيين بالمعاهد الموسيقية إلى ضرورة رفدها بكافة الاختصاصات وخصوصا الآلات الشرقية فلابد أن نوليها أهمية خاصة، وباعتبار هذه المعاهد متخصصة بالموسيقى فمن المفترض أن تعنى بكل ما يهم الموسيقى ويتعلق بها..».
** «بالنسبة لي أقول إنها علاقة قوية جدا لا يمكن أن توصفها الكلمات، فأنا مثلا لا يمر يوم دون أن أعزف على الناي وإن لم أعزف لا بد أن أراه..».
** «أول مشاركة لي كانت عام (2007)م من خلال أمسية شعرية موسيقية أقامها الاتحاد الوطني لطلبة "سورية" تحت عنوان (شموع)، أما المشاركة التي اعتبرها الأهم فقد كانت في هذا العام (2009)م وهي إحياء ذكرى "شاكر بريخان"..».
** «الناي آلة قصبية تتألف من (9) عقد، ولها (7) ثقوب، (6) من الأمام و (1) من الخلف، ولكل آلة ناي طبقة موسيقية مجموعة ضمن أطقم أساسية ومساعدة وعددها (24) ناي، الأساسيات (7) وهي: (دو، ري، مي، صول، لا، سي، دو)، لاحظنا وجود (الدو) في البداية والنهاية ففي البداية يكون (دو) قرار، وفي النهاية (دو) جواب، وأكثر ما يميز آلة الناي برأيي هو الروحانية الخاصة التي تستمدها من صوتها الموسيقي..».
* ختاما ماذا عن الطموح؟
** «طموحي هو أن أتابع مشواري في تخصص الموسيقى، من خلال عزفي على الناي أسعى لتطويره أكثر فأكثر، ومن ناحية أخرى أفكر حاليا بالسفر إلى "مصر" بعد إنهائي لدراستي في المعهد وذلك لمتابعة دراساتي وصولا إلى الدكتورة بإذن الله.
وأحب أن اختم بكلمة أوجهها لكل هواة العزف أقول لهم أن يصبروا ولا ييأسوا عند أول عائق يعترضهم..».
بقي أن نذكر أن "محمد نور العبو" من مواليد مدينة "منبج" عام (1987)م، يدرس حاليا في المعهد الموسيقي بحلب..