«يمتاز الفنان "خلدون الأحمد" بعفوية الطفل وبساطة الفنان ونتاج الكبار في أعماله الفنية بتناغماتها المختلفة ومراحلها المتعددة وتعبيراتها الصادقة والتي هي انعكاس لشخصيته الموهوبة، لقد بدأ تسجيلياً بإرهاصات فيزيائية وبنتائج تشكيلية بإيقاعات موسيقية وأحياناً حروفياً تناغمياً، كما رسم الورود في سيمفونية جميلة مفعمة بالضوء الساطع بين الواقعية التسجيلية والتعبيرية الإثارية، ليعيش المتلقي على ضفاف الأحلام الزرقاء الزبردجية والخضراء الحالمة بحياكة صباغية ملونة في انعكاسات طفولته الأولى في قريته "فافين"».
هذا ما قاله الدكتور "علي السرميني" عميد كلية الفنون الجميلة والتطبيقية عن الفنان المتميّز "خلدون الأحمد".
هي شهادتين الأولى في العام /2007/ من نقابة المعلمين في "حلب" والثانية في العام /2009/ من قبل اتحاد عمال مدينة "حلب"
وللتعرّف على حياة الفنان "خلدون" وتجربته الفنية قام مراسل موقع eSyria في مدينة "حلب" بزيارة إلى مرسمه حيث كان فناننا مشغولاً برسم عمل فني جديد وهناك أجرى معه اللقاء التالي:
* البطاقة الشخصية؟
**«"خلدون الأحمد" مواليد قرية "فافين" -"حلب" في العام /1967/ درست الفن دراسة حرة وذلك في مركز "فتحي محمد" للفنون التشكيلية في مدينة "حلب"».
** «لقد تعلقت بفن الرسم منذ طفولتي وفي المدرسة كنت أعشق حصة الرسم وكنت أصر على حضورها ولو كنت مريضاً كي أستمع للمعلم بانتباه وتمعن وأشارك في المناقشات التي كانت تُفتح حول الرسم، وفي المراحل التالية من حياتي حرصت على تطوير نفسي من خلال التركيز على الثقافة الفنية بالاطلاع على الكتب والمجلات الفنية المختلفة وكان طموحي دائماً هو أن أقيم معرضا خاصا بي وبحضور فاعل على الساحة الفنية التشكيلية ولذلك انتسبت إلى مركز "فتحي محمد" بهدف التحوّل من مرحلة الهواية إلى مرحلة الأكاديمية في العمل الفني».
* أول معرض شاركت فيه؟
** «ما زلت أتذكر ذلك اليوم بكل فخر واعتزاز حين شاركت في أول معرض فني وبلوحة وحيدة وذلك في صالة "تشرين" في العام /1988/ وهو معرض أقامه طلبة المركز، لقد كانت فرحتي عميقة حينها وقد منحتني تلك المشاركة المزيد من التشجيع للمتابعة والعمل والدراسة والاحتكاك بالفنانين التشكيليين من خلال حضور جميع المعارض الفنية في المدينة وقراءة تجارب كبار الفنانين العالميين».
في العام /2003/ أقمت معرضاً فنياً في دار "كلمات" بمساعدة شقيقي "عدنان" مدير الدار وقد بعت في اليوم الأول أكثر من /15/ لوحة فنية لي فغمرتني سعادة عارمة طبعاً لم يكن ذلك الفرح من منطلق مادي إنما بسبب قيام الكثيرين ومنهم الفنانين باقتناء أعمالي وكان ذلك دليلاً جديداً على نجاح أعمالي ورسوخ موقعي على الساحة الفنية.
* المدرسة الفنية؟
** «عملت في بداياتي وفق المدرسة الواقعية ثم عملت وفق المدرسة التعبيرية الواقعية بعدها عملت لوحات تمثل المدرسة التعبيرية الواقعية مع التجريدية، كما رسمت مجموعة من الأعمال الحروفية التي تجسّد علاقة الحرف باللون والموسيقى بشكل تجريدي، في هذه الأعمال قمت برسم وتكوين الحرف الموسيقي والروحاني، فالحرف عندي يمثل تاريخ هذه الأرض والتراث والانتماء للوطن وترابه، وفي العام /2007/ شاركت في معرض فني مشترك قدمت فيه الطبيعة الصامتة بأسلوب تجريدي وفي العام /2009/ رحت أبحث عن التفاصيل الدقيقة في مشهد يراه الناس عاماً والتعمق فيه بالتركيز على التفاصيل الصغيرة ورسمها».
** «الريف بطبيعته الساحرة وبيوته الطينية بتضاريسه وحجارته وتعرجات دروبه وهوائه العليل وناسه الطيبين، وحالياً أخطط لإقامة معرض فني أواخر العام الحالي يتضمن مجموعة من الأعمال التي تجسّد الريف بتفاصيله الجميلة وبأسلوب تجريدي».
** «هي شهادتين الأولى في العام /2007/ من نقابة المعلمين في "حلب" والثانية في العام /2009/ من قبل اتحاد عمال مدينة "حلب"».
* معارضك الفنية؟
** «لقد شاركت خلال مسيرتي الفنية في العديد من المعارض الفنية الفردية والجماعية والمشتركة وهي: الفردية: معرض في صالة تشرين -"حلب" /2003/، معرض في دار كلمات -"حلب" /2006/، معرض في دار كلمات -"حلب"/2009/، والمعارض الجماعية هي: معرض في جامعة "حلب"/1990/، معرض ربيع "حلب" وهو معرض دائم، معرض فضاءات الشكل واللون في صالة تشرين -"حلب"/2004/، معرض اللوحة الصغيرة صالة الأسد وتشرين وهو سنوي، معرض بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس أكاديمية صاريان في "حلب" /2005/، معرض محترف "حلب" في صالة تشرين /2006/، معرض الطفولة والحرب في صالة الأسد، معرض فناني القطر في المتحف الوطني /2006/، معرض لفناني "حلب" في "تركية" /2007/، معرض كلية الفنون الجميلة والتطبيقية ضمن احتفالات "العقاد"- حلب" /2007/، معرض تكريم الفنان الراحل "سعود غنايمي" -"إعزاز" /2005/، معرض تكريم الراحل "فواز الساجر" -"منبج" /2008، معرض خريف "دمشق" السنوي -"دمشق" /2008/ أما المعارض المشتركة فهما معرضان مع الفنان "نزار حطاب" في صالة تشرين -"حلب" /2005/ ومعرض مع الدكتور "علي السرميني" والفنان "سعيد طه" في صالة البعث -دمشق" /2007/».
** «بشكل عام الحركة الفنية الشبابية مزدهرة وهناك طموح عام وعال كي ترتقي بنفسها إلى مستوى يليق بسمعة ومستوى الفن التشكيلي السوري».
** «الفن ضروري في حياة الإنسان حيث يخلق لديه عملية ارتقاء من النواحي الثقافية والنفسية والجمالية إذ تمنحه اللوحة ثقافة بصرية روحانية، لذا على الناس حضور المعرض الفنية باستمرار وقراءة الدراسات الفنية فالاحتكاك والمناقشة والدراسة تمنحه المعرفة والتوعية».
** «أولاً الدوام في الجامعة لا يشبه الدوام في أي دائرة أخرى فالجامعة كما تعرف تحوي النخبة المثقفة من المجتمع لذلك فأنا أستفيد كثيراً فيها من خلال لقاءاتي ومناقشاتي مع رجال العلم والفكر وبالتالي الاستفادة من آرائهم وملاحظاتهم التي أعتمد عليها في تطوير عملي، كما أحصل من خلال احتكاكي بهم على الكثير من الأفكار التي اختزنها في ذاكرتي وعندما أكون في مرسمي تتخمر في رأسي لأبدأ الرسم مستفيداً من تلك الأفكار التي سمعتها من الطلبة والأساتذة وغيرهم أثناء الدوام، إضافة إلى وجودي في مكان قريب من كلية الفنون الجميلة حيث أزورها بشكل مستمر للاطلاع على التجارب الشبابية والاستماع إلى آرائهم حول الفن».
** «للكمبيوتر دور إيجابي في تطوير مسيرة الفن التشكيلي من خلال الاطلاع على نتاجات الفنانين العالميين وتجاربهم الفنية والتواصل معهم عبر الانترنت، كما يمكن لأي فنان الاطلاع على الدراسات النقدية الفنية والمقالات المختلفة التي تزيد من معرفته وثقافته الفنية، أما بالنسبة للوحات التي يقوم الكمبيوتر بطبع مئات النسخ منها في دقائق فهي تبقى منسوخة لا حس فيها ولا روح ولن تؤثر على مسيرة الفن التشكيلي».
** «المطالعة المستمرة حول الفن والحضور المكثف للمعارض الفنية كي لا يبقى حضور المعارض والفعاليات الفنية مقتصراً على النخبة الثقافية والفنية والحصول على الوعي الفني والمعرفي الراقي وبالتالي الوصول إلى مجتمع يسوده الوعي الفني والثقافي المتميز».