«أحس بأنّ لكل إنسان أحلام جميلة ضاعت منه في يوم من الأيام وفي مرحلة من مراحل عمره المختلفة وأنا واحد منهم، ولذلك أعمل وأحاول من خلال أعمالي الفنية أن ألملم تلك الأحلام وأستعيدها كي أعيشها من جديد».
هذا ما قاله الفنان التشكيلي والشاعر "عبدو خليل" لمراسل موقع eSyria الذي زاره في مرسمه بتاريخ 30/6/2009، وأضاف متحدثاً عن طفولته وتعلقه بالفن مبكراً:
برأيي الشرط الأساسي لأي عمل فني هو أن لا يكون هناك مسافة بين المبدع والعمل الذي يبدعه بمعنى أن يكون العمل ناتجاً من صميمه ومن صميم بيئته
«منذ أن كنت طفلاً صغيراً تعلقت بالفن وذلك من خلال عشقي ومحبتي الكبيرة للسينما، وقد كان إنجاز عمل سينمائي خاص بي هو هاجسي الوحيد، وبسبب عدم توفر مستلزمات العمل السينمائي فقد كنت أقوم بالتصوير لأتخيلها قصة سينمائية حتى أصبحت أرسم الفن التشكيلي وبشكل عفوي، وعند تجاوزي لمرحلة الشباب كبر طموحي في موضوع السينما وازداد تركيزي على الفن التشكيلي حيث كنت أرسم لوحات فنية وأتخيلها جزء من لقطة سينمائية متحركة».
«خلال حياتي الفنية اشتغلت على فيلمين سينمائيين بأدواتي ومستلزماتي المتواضعة وبمشاركة كادر تمثليي محدود مستفيداً من التقنيات الحديثة التي فتحت الباب أمام ممارسة الناس لمختلف أنواع هواياتهم مثل تقنية تصوير الديجيتال التي من السهل الحصول عليها ورخصها، الفيلم الأول بعنوان (الحذاء الأسود) والثاني بعنوان (بيد واحدة تستطيع أن تلون العالم) ويتضمن قصة الفنان التشكيلي الراحل "شريف محرم"، وقد كنا من المقرر هذا الصيف أن ننجز الفيلم في قريته ولكن رحيله حال دون ذلك، حالياً أفكر أن أسافر إلى قريته للعمل على إنجاز الفيلم متخيلاً الفنان فيها».
وعن المدارس الفنية المؤثرة على أعماله قال: «أي فنان يتعلق بالفن لا بد أن يمر بالمرحلة التصويرية الواقعية في بداياته، كما شدتني السريالية كثيراً وحتى اليوم تخطر ببالي أفكار سريالية لها إسقاطات على الواقع أحاول إنجازها في أعمالي الفنية، حالياً عندي محاولة لعملية المزج بين الواقعية والحالة اللونية الهلامية غير الواضحة مثل حالات الحلم فيصبح في العمل مسافة لقراءة العمل بتشعباته الكثيرة، وبشكل عام أعتقد أن أي عمل فني لا يحمل فكرة محددة أو هدفاً يضيع عنوانه حتماً».
وعن جمهور الفن التشكيلي في مدينة "حلب" قال: «هو ضعيف بشكل عام حيث توجد مجموعات محددة منهم يحضرون جميع المعارض في المدينة دون أن يصبح متابعة أخبار الفن التشكيلي وحضور المعارض حالة عامة بين الناس، والسبب برأيي هو أن مديرية التربية همشت مادة الرسم وأهملتها تماماً وحتى الذي لديه موهبة لا يُسلّط عليه الضوء وحين يتخرج جيل من الطلاب لديها يبتعدون عن الفن ولا يهتمون به».
وعن الفن التشكيلي الإلكتروني قال: «هو منقاد من الفن التشكيلي الإبداعي واليدوي فمهما تطورت التقنيات والذواكر والبرامج الالكترونية لا نستطيع الاستغناء عن العقل واليدين والروح التي تبدع العمل الفني الدافئ».
«يجب على الفنان الانطلاق من بيئته المحلية حي -شارع -قرية -بلد -شخص مألوف، وفي هذا المجال هناك كلمة مشهورة وقيّمة للفنان السوري الراحل "شريف محرم" حيث كان يقول: أنا لا أعترف بأي من المدارس الفنية في العالم، بل بشال أمي الذي تعلمت منه أصول اللون والفن».
وعن شروط العمل الفني الناجح قال: «برأيي الشرط الأساسي لأي عمل فني هو أن لا يكون هناك مسافة بين المبدع والعمل الذي يبدعه بمعنى أن يكون العمل ناتجاً من صميمه ومن صميم بيئته».
يُذكر أنّ الفنان "عبدو لطفي خليل" هو من مواليد قرية "نازا" التابعة لمنطقة "عفرين" في العام /1968/ وعضو سابق في نادي التصوير السوري وقد شارك خلال مسيرته الفنية في إقامة العديد من المعارض الفنية الفردية والجماعية داخل القطر وخارجه ( "تركية" /2002/ ، "العراق" /2002)، وله تجربة أدبية متميزة في مجال الشعر حيث نشرت له الصحف السورية العديد من القصائد الرقيقة والعذبة.