يعد مركز الفنون التطبيقية في "حلب"، أحد أهم المراكز الفنية التي تعنى برعاية ودعم مختلف أنواع الفنون والتي تكثر في فضائنا الثقافي والإبداعي، ورغم كثرة هذه المراكز والتي تبدأ من مركز الموسيقى وتنتهي بمركز الفنون التشكيلية،إلا أن لهذا المركز أهمية خاصة تأتي من كونه المركز الوحيد الذي يعنى بدعم الفنون التطبيقية والتي تغيب عن معظم أذهان الناس اليوم...
من هنا كانت أهمية تسليط eAleppo الضوء على هذا المركز من خلال لقائنا مع "موفق طلس" مدير المركز، والذي يحدثنا بداية عن أنواع الفنون التي تدّرس في المركز ودور ذلك في نشرها وحمايتها من النسيان: «هناك مشكلة عند معظم الناس في فهم ماهية الفنون التطبيقية، والغالبية تعتبر أن الفن هو الرسم والنحت والموسيقى فقط، وطبعا المركز غير معني بأي من هذه الفنون، لأن الفنون التطبيقية هي عبارة عن مجموعة من الفنون التي تعتمد على حرفة ومهارة اليد، كالخط العربي والذي يعتبر منذ فجر التاريخ الوسيلة الأكثر أهمية لتدوين المخطوطات وحفظ العلوم الإنسانية وأصبح اليوم فنا قائما بذاته معبرا عن الفكر والأحاسيس المرهفة، إلى التجليد الفني وهو محور اهتمام الباحثين والدارسين وهو من أهم المهن الفنية في الحفاظ على الكتاب والمخطوطات والمراجع وسوف تنسى هذه المهنة إن لم يتم تدريسها وتعليمها والتأكيد على أهميتها في الحفاظ على الكتب التراثية والفنية، ويكاد يكون مركزنا في "حلب" هو الوحيد الذي يعمل على تدريس هذه المادة من خلال إقامة ورشات عمل ضخمة يشارك فيها الطلاب الدارسين في المركز».
هناك أيضا الزخرفة وهي من الفنون التي نصفها بالبحار لاتساعها وتشعبها وغزارة أفكارها وهي من الفنون العربية والإسلامية الأصيلة والتي تضرب جذورها في أرض التاريخ، كما يعنى المركز بفن الخزف والذي يعتبر من أقدم الفنون العربية والتي تعلم إمكانية التعامل مع الصلصال و الوصول إلى أشكال فنية وهندسية، ولقد عمل الإنسان بالطين منذ القدم لحاجته الماسة إليه في حياته اليومية واتجهت هذه المهنة تدريجيا لتتحول إلى أجمل الفنون في عصرنا الحالي، وأخيرا هناك التصوير الضوئي والذي خرج من كونه مهنة فقط ليدخل إلى معترك الفن التشكيلي معطيا لنفسه أهمية خاصة، تبدأ من تشكيل لوحة فنية بالاعتماد على العدسة، وعلى الظل والنور وتناسق الألوان وتناهيها لتشكل لوحة فنية تجريدية رائعة
ويكمل "طلس" عن بقية الفنون التي يحتضنها المركز: «هناك أيضا الزخرفة وهي من الفنون التي نصفها بالبحار لاتساعها وتشعبها وغزارة أفكارها وهي من الفنون العربية والإسلامية الأصيلة والتي تضرب جذورها في أرض التاريخ، كما يعنى المركز بفن الخزف والذي يعتبر من أقدم الفنون العربية والتي تعلم إمكانية التعامل مع الصلصال و الوصول إلى أشكال فنية وهندسية، ولقد عمل الإنسان بالطين منذ القدم لحاجته الماسة إليه في حياته اليومية واتجهت هذه المهنة تدريجيا لتتحول إلى أجمل الفنون في عصرنا الحالي، وأخيرا هناك التصوير الضوئي والذي خرج من كونه مهنة فقط ليدخل إلى معترك الفن التشكيلي معطيا لنفسه أهمية خاصة، تبدأ من تشكيل لوحة فنية بالاعتماد على العدسة، وعلى الظل والنور وتناسق الألوان وتناهيها لتشكل لوحة فنية تجريدية رائعة».
وعمايقوم به المركز لتخليد هذه الفنون: «إن دور المركز هو كشف المهارات وصقلها ورفد الصناعات اليدوية بعمالة فنية مهنية متخصصة، ونشر مجمل الفنون التطبيقية بفروعها بين الشباب وهي في الأصل فنون تخص التراث العربي والإسلامي لتبقى هذه الفنون رائدة في سماء الفن، وخوفا من تراجعها واندثارها يعمل المركز على التركيز على هذه الفنون والتأكيد على أهميتها بين الشباب المتعلم وغير المتعلم على أنها جزء لا يتجزأ من هويتنا العربية والإسلامية، وفي أيار الماضي2009 جرت دورة تخصصية للطلاب المتميزين في المركز أشرف عليها أساتذة مختصين في الفن التطبيقي من جامعة "أنقرة"، حيث شملت الدورة تصميم الأزياء وصناعة النسيج والخزف والعجمي والمنمنمات، وبذلك يعمل مركزنا على نشر الفن التطبيقي، وقد أصبح كم كبير من الشباب اليوم يعرفون الفنون التطبيقية إما من خلال مركزنا مباشرة أو من خلال معرفة طلاب مركزنا».
وينهي "طلس" حديثه عن المركز بجملة من المعوقات التي تعترضه: «هناك مشكلة يعاني منها الفن التطبيقي برمته وهي عدم وجود دعم إعلامي يعرف الناس بهذا الفن وأنواعه، بالإضافة إلى أنه بحاجة إلى رعاية شاملة، فالخط العربي مثلا لا يملك نقابة خاصة به كما هو موجود في عدد من الدول المجاورة، وأما المشكلة الخاصة بالمركز فهي أنه قبل انتقاله إلى "الليرمون" كان مبنى المركز في "باب النصر" حيث كانت حالة المبنى رديئة جدا وغير صالحة للعمل فيه، حتى انتقلنا إلى هنا، والوضع جيد هنا من حيث المعدات والمساحة والإمكانات ولكن وقعنا في مشكلة أكبر وهي بعد المكان عن مركز المدينة وهذا أدى إلى تسرب عدد كبير من الطلاب، ونحن حاولنا حل المشكلة عن طريق وضع باص خاص لنقل الطلاب من "الليرمون" إلى ساحة "سعد الله الجابري"، ورغم ذلك بقي مكان المركز دافعا لعدد من الناس لعدم الالتحاق به».
يذكر أن "مركز الفنون التطبيقية بحلب" بني في عام 1991 وتم استثماره في 1997 وهو على مساحة 6000متر مربع ويتألف من صالة للعرض وصالة للمحاضرات ويتسع لمئة طالب وثمانية مشاغل بمساحة 160متر مربع لكل مشغل ومبنى للإدارة.