"سودوكو"... "تنويعات زمانية"... "ثلاث رقصات للأكورديون"... "ناقص واحد هي الأجمل"... هي كلها مقطوعات موسيقية للمؤلف السوري "رامي شاهين" تم أداؤها في أمسية موسيقية أقيمت مساء يوم الاثنين 5/10/2009 في مديرية الثقافة في "حلب". والسيد "رامي" هو شاب سوري يعد لرسالة الدكتوراه في مجال التأليف الموسيقي حاليا في دولة "ألمانيا" حيث جاء إلى "سورية" في زيارة قصيرة في الأمد لإقامة عدة حفلات موسيقية يقول عنها:
«حفلة هذا اليوم هي جزء من برنامج يضم لإقامة مجموعة من الحفلات عبر المحافظات السورية بدأت في مدينة "دمشق" واليوم في مدينة "حلب" وستختتم هذه الحفلات في مدينة "حمص". الهدف من هذه الحفلات هو تعريف الجمهور السوري بالموسيقى المعاصرة ـ والتي يخافها الناس في العادة ويعتبرونها أمرا غريبا ـ وذلك من خلال هذه المقطوعات الموسيقية التي قمت بتأليفها بطريقة تكون قريبة إلى ثقافة وذوق الجمهور السوري».
ستقوم المغنية الألمانية "شتيفاني" بإلقاء هذه المقطوعات حيث علمتها كلماتها وكبتتها بأسلوب يجعل عليها من السهل قراءتها وغنائها
ويضيف بأن مفهوم الموسيقى المعاصرة مفهوم جديد من نوعه لدى الجمهور السوري الأمر إلي يعود إلى عدد من الأسباب يقول عنها:
«سبب ضعف الجمهور السوري في موضوع هذه الموسيقى هو عدم وجود المواد الأولية اللازمة مثل توافر الأقراص المضغوطة "CDs" التي تحوي هذه المؤلفات إضافة إلى عمليات تعريف الجمهور بهذه المؤلفات والتي تعتبر عملية مفقودة للأسف».
ويعبر السيد "رامي" عن السبب الرئيسي لدخوله مجال التأليف الموسيقي هو الفكر والفلسفة واتي يعبر عنها بكلماته هو قائلا:
«الشكل الخارجي مهم، ولكن دائما الأهم هو المضمون والبعد الفلسفي. ينطبق الأمر على كل النواحي بما فيها الموسيقى والتي أحاول إدخال البعد الفلسفي فيها من خلال هذه المؤلفات».
ويتابع بأن البرنامج سيتضمن عزف قصيدة للشاعر "محمد الماغوط" إضافة إلى توزيع موسيقي "للإصحاح الأول للقديس يوحنا"
«ستقوم المغنية الألمانية "شتيفاني" بإلقاء هذه المقطوعات حيث علمتها كلماتها وكبتتها بأسلوب يجعل عليها من السهل قراءتها وغنائها».
ويتمنى السيد "رامي" في ختام كلامه أن يملك الشعب السوري "بعدا فلسفيا" ضمن كافة الأعمال التي يقوم بها والسبب كما يقول:
«إن الفلسفة هي أم العلوم وتقترب من كل شي؛ فالمعماري مثلا بدون فلسفة لا تكون لإنشاءاته معنى، وكذلك الأمر بالنسبة للمؤلف الموسيقي. ويجب أن يكون هناك بعد فلسفي لأعمالنا حتى اليومية منها».
من جهته يقول السيد "جراهام ووتر هاوس" أحد عازفي الفرقة بأن هذه الزيارة هي الزيارة الأولى له إلى "سورية" حيث يقول في تصريح مقتضب لموقع "eSyria":
«أنا جد سعيد بالتواجد هنا في "سورية" والتي هي بلد جميل. حاولنا اليوم أن نقدم عددا من المقطوعات الخاصة بالمؤلف الموسيقي السوري "رامي شاهين" والتي أرجو أن تكون حازت ونالت على إعجاب الجمهور».
ومن الحاضرين كان الشاب "حسام بيازيد" والذي قال لنا عن رأيه في الأمسية:
«بصراحة هذه الأمسية من الأمسيات الغير تقليدية على اعتبار أنها تقدم نوعا من الموسيقى جديد علي وغير مألوف بالنسبة لي، إلا أن فيها بعض اللمحات الموسيقية الجميلة. بالنهاية أستطيع أن أقول أنني أعجبت بالأمسية وببعض المقطوعات الموسيقية التي تم عزفها».
يذكر أن المقطوعات الموسيقية التي يؤديها السيد "رامي" تتم عبر ثلاثة عازفين أجانب هم السادة: "شتيفاني غوليش" وهي مغنية سوبرانو، و"جراهام ووتر هاوس" على آلة "التشيلو" و"لوتر شنايدر" على آلة "الأكورديون".