في صالة "تشرين" للفنون التشكيلية بمدينة "حلب" وبمناسبة يوم البيئة العربي أقامت الفنانة "ناديا سعّيد" معرضاً فنياً تضمن مجموعة من لوحاتها التي تناولت فيها بحس مرهف وببصمات رقيقة قضايا تهمّ الإنسان مثل التربية والبيئة والصحة وذلك باستخدام تقنية فنية جديدة هي استعمال أقلام الحبر الناشف في الرسم.
ولمعرفة المزيد حول هذه التجربة الجديدة في مدينة "حلب" قام مراسل موقع eSyria بزيارة المعرض، ولكن قبل مقابلة الفنانة "ناديا سعّيد" مبتكرة هذه التقنية التي تعتبرها فريدة من نوعها، التقى مراسلنا بعدد من زوّار المعرض سألهم عن رأيهم بالمعرض عموماً وبالتجربة الجديدة على وجه الخصوص، فكانت البداية مع إحدى الطالبات المتدربات في مركز "فتحي محمد" للفن التشكيلي التي أصرت على كتابة اسمها "ياسمين محمد" حيث قالت: «لقد أُعجبت كثيراً بهذه الطريقة الفنية المبتكرة لرسم اللوحات وذلك باستخدام الحبر الناشف وهي تقنية فنية جديدة على الساحة الفنية وكذلك دهشت بطريقة عرض الأفكار المثيرة للجدل والتي تستلزم خبرة علمية ومعرفة عميقة بالفن التشكيلي وبباقي العلوم وبخاصة الكيمياء لقراءة أعمالها حيث ركزت الفنانة "ناديا سعّيد" في أعمالها على مجموعة من المواضيع البيئية والصحية وذلك باستخدام رموز كيميائية مثل O2 وCO2 وغيرها والتي تهدف إلى لفت أنظار البشرية إلى الأخطار المحدقة بكوكبنا من جراء الاحتباس الحراري وثقب الأوزون وما إلى ذلك».
أتمنى أن تصل أعمالي لكل الناس لأنها تقدم لهم فائدة معرفية وثقافة بصرية وقيمة
أما "حسام تلجبيني" وهو طالب سنة أولى في كلية الفنون الجميلة بجامعة "حلب" فقد اعتبر أعمال الفنانة "ناديا" ملفتة للنظر حيث قال: «المعرض جميل ومفيد لأنه يقدم ثقافة بيئية ضرورية للإنسان وخاصة في ظل الأخطار التي تحدق بكوكبنا جراء التعامل العشوائي معه كما يقدم الراحة البصرية للمشاهد من خلال تشكيل الألوان في اللوحات».
وأضاف: «أكثر ما لفت نظري في المعرض هو الأسلوب الجديد المميز وغير النمطي، وباعتباري طالب كلية الفنون الجميلة أتمنى لو يُطرح هذا الأسلوب في الرسم ضمن المنهاج المعتمد في الكلية لتدريسه، أشكر الفنانة "ناديا" وأتمنى لها المزيد من النجاح والتطور في خدمة الفن التشكيلي السوري».
وأخيراً "حسن عبد الله" -صحفي- قال : «يتضمن المعرض عدداً من اللوحات التعبيرية الإنسانية التي تدعو الناس في كل مكان إلى العمل على إنقاذ الكوكب من الأخطار المحدقة به وذلك من خلال التركيز علمياً على هذه المخاطر مثل خطر ازدياد الكربون في الجو والاحتباس الحراري وثقب الأوزون وكذلك الأخطار التي تهدد حياة الإنسان نفسه مثل التدخين والمخدرات والإيدز وإنفلونزا الخنازير وبأسلوب فني شيق ورائع».
«أعتقد أنّ ما قدمته الفنانة "ناديا سعّيد" تجربة رائدة وجديدة وتمثل اختراعاً لمدرسة فنية وكذلك تطويراً للفن التشكيلي السوري وتستحق كل رعاية واهتمام وذلك من الجهات الفنية والإعلامية في القطر، وأخيراً أتمنى لها كل النجاح والتوفيق».
بعد هذه اللقاءات التقى مراسلنا بالفنانة "ناديا سعّيد" وأجرى معها اللقاء التالي:
** «"ناديا سعّيد" من مواليد مدينة "حلب" عضو في نقابة المعلمين وعضو في جمعية المخترعين السوريين كما اكتب الشعر والقصة والمقالة في الزوايا الأدبية ضمن الصحف السورية وقريباً -إنشا الله- سأكون عضواً في نقابة الفنانين».
** «طبعاً أنا لم أدرس الفن دراسة أكاديمية ولكن حب الرسم بدأ عندي فطرياً منذ الطفولة ثم مارسته كهواية ومع مرور الزمن عملت على تنمية قدراتي الفنية عن طريق التجربة والخطأ وذلك عن طريق الاستفادة من الخطأ للوصول إلى المستوى المطلوب وذلك عبر تجربة طويلة، ومع ذلك يؤسفني أنني لم أدرس الفن بشكل أكاديمي، وبالنسبة لتجربتي وهي الرسم باستخدام الحبر الناشف فهي طريقة لا تُدرّس في المدارس والكليات والمراكز الفنية وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني للاعتماد على نفسي».
** «في الفن التشكيلي يتم في العادة استعمال الألوان الزيتية في الرسم أما أنا فقد قمت بابتكار طريقة جديدة في الرسم وهي استخدام أقلام الحبر الناشف وهي تقنية لم يستخدمها أحد من قبلي وهي فريدة من نوعها على الساحة الفنية».
** «في البداية رفض معظم الفنانين هذه التقنية الجديدة في الرسم وحاربوني واعتبروا نتاجاتي خارج إطار الفن التشكيلي وبأنني أغرد خارج السرب وبالتالي رفضوا الاعتراف بطريقتي الفنية وعدّوها غير شرعية في العملية الإبداعية وكنت دائماً أرد عليهم بأنّ هذه الطريقة الجديدة لم تأت محض صدفة أو أنها حالة طارئة بل جاءت عن دراية ومعرفة وإيمان مني بتقديم لوحة مبدعة».
** «حالياً قبِل الكثير من الفنانين تقنيتي والدليل أنّ معظم الذين زاروا المعرض أبدوا رأيهم بشكل إيجابي وجيد حول المعرض».
** «الأسلوب الذي أرسم بموجبه لوحاتي الفنية لم يُطلق عليه تسمية محددة بعد وأغلب الفنانين قالوا بأنه أسلوب خاص بي وأنتظر منهم إطلاق تسمية فنية عليه».
** «نعم وقد تم قبولي فيها على أساس أنّ هذه التقنية في الرسم جديدة وليست مطروحة في الساحة الفنية سابقاً ولم يستخدمها أحد غيري فالجمعية تمنح العضوية للشخص الذي يقوم بابتكار شيء جديد أو تطوير شيء قديم كما تعلمون».
* معارضك الفنية؟
** «معارضي الجماعية كثيرة جداً وشاركت في إقامتها في أغلب المحافظات السورية، أما الفردية فعددها /19/ معرضاً، إضافةً إلى عدة معارض مركزية لنقابة المعلمين واتحاد شبيبة الثورة».
* كلمة أخيرة؟
** «أتمنى أن تصل أعمالي لكل الناس لأنها تقدم لهم فائدة معرفية وثقافة بصرية وقيمة».
الجدير بالذكر أنّ معرض الفنانة "ناديا سعّيد" أقيم برعاية المهندس "علي أحمد منصورة" محافظ "حلب" وبحضور كل من الدكتور "ماهر خياطة" عضو المكتب التنفيذي في المحافظة و"عادل عيسى" رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين والمهندس "حسام عويد" مدير صالة "تشرين" للفنون إضافةً إلى عدد من الفنانين وحشد من المواطنين من محبي الفن التشكيلي في مدينة "حلب".