رحلة عبر الزمن قدمها الفنان "ظافر الجسري" أعاد فيها الحضور إلى الزمن الجميل زمن العمالقة في الأمسية الفنية الموسيقية التي قدمها مساء يوم الجمعة 29/1/2010 ضمن مسرح مديرية الثقافة في مدينة "حلب".
وقد قدم السيد "ظافر" عددا من الأغاني الطربية القديمة مثل "يا حبيب الروح"... "أنت عمري"... "الفجر"... "مضناك جفاه مرقده"... إضافة إلى أغنيتين من تلحين السيد "ظافر" نفسه الأولى هي "يا حبيب الروح" من كلمات الأستاذ "إبراهيم ناجي"، أما القصيدة الثانية فهي قصيدة "حكاية عاشق" من كلمات الدكتور المرحوم "نزار كيالي".
للأسف هذه الأمسيات الموسيقية نادرة للغاية ولا نرى الكثير من الأمسيات الموسيقية التي تقدم هذا النمط من الموسيقي. هناك الكثير من المتابعين لهذه الموسيقا إلا أن سبب عدم تواجدهم إما لعدم معرفتهم بمواعيدها وأماكنها أو بسبب تضارب مواعيدها مع مواعيد عملهم وأشغالهم
ويقول السيد "ظافر" لموقع "مدونة وطن" بأن هذه الأمسية تأتي في سياق رغبته في تقديم أغان مختلفة عما اعتاد الناس سماعه من قبل المؤدين الآخرين مثل أغاني "قدك المياس" و"القاراصية" وغيرها حيث يتابع قائلا:
«أحاول اختيار الأغاني الطربية التي قدمها ملحنون كبار أمثال "رياض السنباطي" و"بكري كردي" مع تقديمي عدد من أغاني المطربين العمالقة مثل "أم كلثوم" أو "محمد عبد الوهاب". كما أنني لا أحب تقديم نمط الأغاني الشعبية أو السريعة مقتصرا على الأغاني التي من الصعب أو من النادر أن يؤديها أحد».
وقد درس السيد "ظافر" الموسيقا والغناء منذ سنوات ويقدم هذه الأغاني كمجهود تطوعي رغبة منه في إحياء التراث، مضيفا أنه لا يهتم بدخول مجال الاحتراف الغنائي لاقتناعه بما يقدمه كهاو، حيث يتابع قائلا:
«لهذا الأمر في الوقت ذاته سلبياته حيث عدد الأمسيات التي أقوم بها يعتبر قليلا للغاية والسبب هو أن هذه الحفلات بحاجة إلى ممول لتغطية تكاليف الفرقة الموسيقية وأجهزة الصوت والكاميرا وغيرها. حاليا أكتفي بالسهرات الخاصة ضمن المنازل ومع أصدقائي ومعارفي. لو كان هناك ممول لقدمت الحفلات هذه ضمن فواصل زمنية أقصر».
وكان التفاعل من بين الجمهور كبيرا ما يدل على أثر هذه الأغاني فيهم حيث يقول السيد "ظافر" بأن هذا الأمر يعود إلى ثلاثة عوامل هي كل من الكلمات واللحن والأداء الأمر الذي تحققه الأغاني القديمة من جهة، ومن جهة أخرى يعود إلى الأداء الذي قدمه هو، مضيفا أن الجمهور المتواجد اليوم هو جمهور دائم التواجد في حفلاته الموسيقية ومن النوع الذي يحب هذا النمط من الأغاني.
وقد كان من بين المتواجدين في الأمسية عدد لا بأس به من الشباب والذين أحبوا هذا النمط من الأغاني؛ منهم الشاب "معتز طرقجي" والذي قال لنا:
«يأتي وجودي هنا من رغبتي في الاستماع إلى الأغاني التراثية والطربية والتي طالما حدثنا عنها أهلنا وكنا لا نراها إلا على شاشة التلفاز أو عبر الإذاعة. بعدما حضرت هذه الحفلة أدركت مدى روعة الحضور إلى أمسية موسيقية تقدم هذا النوع من الأغاني حيث الأمر مختلف تماما عن الاستماع إلى الإذاعة أو مشاهدة التلفاز».
ويضيف أنه متابع في العادة للأمسيات الموسيقية التي تتم في مدينة "حلب"، إلا أنها المرة الأولى التي يتابع فيها أمسية موسيقية طربية تقدم هذا النمط من الأغاني، وأن هذه التجربة قدمت له الكثير وأغنته من الناحية الفكرية كثيرا.
أما السيد "عبد الوهاب الحسن" فيقول بأنه عاشق لهذا النمط من الأغاني وملاحق للأمسيات الموسيقية التي تتم هنا وهناك حيث يضيف قائلا:
«للأسف هذه الأمسيات الموسيقية نادرة للغاية ولا نرى الكثير من الأمسيات الموسيقية التي تقدم هذا النمط من الموسيقي. هناك الكثير من المتابعين لهذه الموسيقا إلا أن سبب عدم تواجدهم إما لعدم معرفتهم بمواعيدها وأماكنها أو بسبب تضارب مواعيدها مع مواعيد عملهم وأشغالهم».
ويختم بالقول بأن هذا النمط الفني في "حلب" بدأ يعاني الانحسار إلا أنه متفائل بعودته إلى الساحة مجددا مع وجود عدد ممن يحاول إحياءه أمثال السيد "ظافرالجسري".
كانت رحلة جميلة أعادت الحاضرين إلى زمن غنائي كاد يندثر، وقدمت لهم أمسية موسيقية مميزة ستبقى في ذاكرتهم لفترة لن تكون بالقصيرة.