ما يزال الفنان المسرحي "همام حوت" يحصد أكبر نسبة جماهيرية لعمله المسرحي "فساد أكاديمي". فصاحب "الحقينا يا حكومة" و"حفلتنا عالفانوسه" و"حرمية علي بابا" وغيرها لم يكتف بمجرد عمل مسرحي يقدمه ليحضر لغيره، بل يضفي على كل عمل جديد رونقاً يميزه عن سابقه. رجل يعشق ويهوى المسرح لدرجة الشغف، جماهيريته تخطت حدود سورية لتصل إلى دول عربية وأجنبية وجدوا في مسرحه حالة تستوجب دراستها.
موقع eAleppo التقى الفنان المسرحي "همام حوت" وكان لنا الحوار التالي:
** من يرد أن ينتقد المسرح فعليه أن يكون مختصاً به، هذه المقولة لا تنطبق على النقاد الأكاديميين. أنا لا أقدم مسرحاً أكاديمياً ضمن شروط فنية معينة، بل أقدم مسرح هواة ضمن بيئة أفترضها. فإذا كان مسرح "همام حوت" يدور حول دائرة واحدة، فليفسر أحد النقاد سبب اتساع دائرة "همام" عشرة أضعاف بين كل عمل وآخر.
** أنا لم أدرس في معهد عال للفنون المسرحية، إنما أنا خريج كلية الهندسة المدنية وأمارس العمل الهندسي وأشغل منصب رئيس اللجنة الفنية ضمن اللجنة الاجتماعية للجنة الفنون والثقافة في نقابة المهندسين في سورية، بمعنى أنني عبارة عن نشاط هندسي لي وجهة نظر خاصة بالمسرح. فنياً لم أدرس الإخراج المسرحي، وإنما أطالع في المسرح وأثقف نفسي أي إنني لست أكاديميا بل أنا هاوٍ وغير منتسب حتى الآن إلى نقابة الفنانين. وفي حال رغب أحد في حضور أعمالي فسيحتاج إلى واسطة كي يحصل على بطاقة حضور، بسبب حجز الأماكن قبل أسابيع من عرض المسرحية.
** أهم الأسس هي النص والممثل والمخرج الجيد، أما بقية المؤثرات الفنية من إضاءة وصوت وموسيقاى تعبيرية وديكور وفرق استعراضية فهي عبارة عن محسنات وإضافات تعطي رونقا للعمل المسرحي.
* من أين أتت جماهيريتك؟
** أنا لست فناناً مغموراً، وكل من عاصرني يعرفني بسبب عملي مسرحيات خلال دراستي الجامعية بحيث لا أعمل عملا مسرحيا للهندسة فقط بل يكون لمعظم الأقسام الأخرى. وقد كنت معروفا على مستوى الجامعات السورية وأعمالي كانت تتداول على الكاسيت. فعندما تخرجت في الجامعة كان يوجد ثلاثة وستون ألف خريج يعرفونني وكل شخص منهم تزوج وأحضر عائلته إلى مسرحي، أي إنني بالأساس أنهيت المرحلة الجامعية ومعي كم هائل من الجمهور الذي سوق لأعمالي.
** لا، أنا لا أحب التلفاز لأنني اعتبره صناعة، بينما المسرح هو أبو الفنون السبعة الذي يحتوي على فن الخطابة والإلقاء وغيرها. والدمعة في التلفاز كاذبة، بينما على المسرح تنبع من عمق الشخص. دائماً تعرض عليّ أعمال تلفزيونية لكنني أرفضها. وبنفس الوقت تجربتي في الدراما حققت نجاحاً إذ كان مسلسل "باب الحديد" ثاني أفضل مسلسل على مستوى العالم العربي. وكما أنني عملت مع نخبة من ألمع النجوم السوريين.
** أنا دائماً ارتقي بأعمالي، ولو لم تكن كذلك لما حضر السيد الرئيس. حضوره حملني مسؤولية الكلمة ورسالة مفادها أن حل مشكلة الفساد في سورية تحتاج إلى الصحفي والفنان والممثل والصوت الحر، أي نحتاج إلى كل أحرار سورية لنقف جنباً إلى جنب. بعد زيارته رفعت حدة النقد في أعمالي وسقف الحرية وتجاوزت خطوطا حمراء كانت موضوعة ضمن أجهزة الرقابة. في عملي الجديد "فساد أكاديمي" أوجه رسالة وهي دعوة للجميع إلى عدم السماح للفساد الداخلي في أن يأخذنا إلى الهاوية، في وقت عجزت فيه أقوى دول العالم عن إخضاعنا.
** أنا لا انتقده كمسرح قومي، بل انتقد ما يقدم فيه. فهو يبتعد عن الشارع السوري ولذلك يبتعد عنه الجمهور، بمعنى أنه يجلس في برج عاجي يقدم أعمالا للنخبة لا تتجاوز نسبتها ثلاثاً بالمئة من نسبة الجمهور.
** الحرية تؤخذ ولا تعطى. أنا مشاكس ومحارب انطلق من أرضية صحيحة، فأنا أحب بلدي وأسعى ليكون من أفضل البلدان وأي رقيب سيمنعني فهو فاسد ومخرب.