"جيرو كجه جيان" فنان راقص معروف في "حلب" والعالم العربي بأكمله فعندما تطأ قدماه الأرض تصدران لحناً موسيقياً عذباً ينم عن مدى انشغاف صاحبه بالرقص بكافة أنواعه.
الفنان "جيرو" أرمني الأصل وحلبي المنشأ، الأمر الذي جعله يتقن نوعين من فنون الرقص ويدمج بينهما بطريقة حضارية مميزة. له بصمة واضحة في عالم الرقص العربي والأرمني، وبفضل سمعته الفنية الطيبة في العالم العربي شارك العديد من الفنانين العرب على المسرح راقصاً مع فرقته، منهم على سبيل المثال "فارس كرم" و"كارول سماحة" و"عاصي حلاني" و"ميادة بسيليس" وغيرهم، كما حاز عدة جوائز منها جائزة "أورنينا" الذهبية.
منذ أن رغبت في تعلم مهنة الرقص كنت أحلم بمدرب مثل "جيرو" فهو يتمتع بروح فنية يحسد عليها، هو من علمني أصول الرقص وبفضله أصبحت أقدر أية حركة تنتج عن جسدي وأحياناً كثيرة استنبط حركات وانسقها ليشرف عليها، فهو حازم فيما يخص القواعد الخاصة بمهنة الرقص ويعتبرها مثل بقية القواعد الرياضية هامة كي يتقن الإنسان الهدف الذي يسعى إليه
وللتعرف أكثر على حياة ونشاطات الفنان "جيرو كجه جيان" موقع eAleppo التقى الفنان "جيرو" في منزله بحي السليمانية والذي حدثنا عن بداياته قائلاً: «أنا من مواليد حلب 1960 وأنحدر من عائلة فنية فوالدي "فاتشيك" كان مغنيا وزوجتي "سيلفا" مغنية أوبرا وابنتي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية- القسم التعبيري وابني راقص. كما أنني ولدت وأنا مهووس بالرقص فكنت أقوم بايماءات وحركات تعبر عن موهبة حقيقية بداخلي وكان من يشاهدني يقول بأنني سأصبح راقصاً. لقد وضعت لنفسي هدفا وعملت جاهداً لتحقيقه وقد تمكنت من تشكيل فرقة رقص كبيرة تضم ثمانين راقصاً وراقصة، ولم أكتف بذلك بل قمت بتقسيم الراقصين إلى فئات بحيث يرقص كل منهم ضمن الفئة التي تناسب عمره».
وأضاف: «أؤدي في عروضي رقصات عربية وأرمنية منها الرقصة الأرمنية الجبلية التي تحكي قصة "أرمينيا القديمة"، وكذلك أؤدي الدبكات العربية بطريقة مميزة وقد سبق أن شاركت الفنان الشعبي المعروف "وفيق حبيب" في إحدى الدبكات. أنا نشأت في بيئة حلبية وبنفس الوقت متأثر بالثقافة الأرمنية لذا لوحاتي تمزج بين حضارتين أعتز بهما، كما أنني أحرص على تقديم فكرة لكل رقصة بحيث ينتج في النهاية عمل فني ذي معنى ومغزى إنساني، وأسعى إلى إرضاء كافة شرائح المجتمع الحلبي».
وعن مدى تأثره بالرقص العربي يقول "جيرو": «أنا مشغوف بالفن السوري وعندما شاهد الفنان "دريد لحام" أحد أعمالي الراقصة جاء لحضور عملي السنوي وأعجب بالعرض كثيراً، وبناء على ذلك تمت دعوتي إلى مهرجان الأغنية السورية وقد تميزت فيه وأصبحت فرقتي من الفرق الأساسية.
أنا أعتبر أن انطلاقتي كانت من مهرجان الأغنية السورية الذي سنح لي الفرصة لعرض موهبتي على الجمهور والعالم بأكمله، إذ اصبح لي اسم في الخليج ولبنان وأغلب الدول العربية ودائماً تتم دعوتي لتأليف رقصات للفنانين».
وعن أنواع الرقصات الأخرى التي يؤديها "جيرو" يقول: «أؤدي الرقص الهندي مثل الهنود تماماً وكذلك الرقص الإسباني كما أنني أضيف على كل رقصة تأخذ من دولة ما لمسة خاصة بحيث لا يكون رقصي تقليدا لأحد بل نابع بشكل شفاف وعفوي من أعماقي وبما يناسب مجتمعنا وعاداتنا والألوان التي نحبها ونعشقها. كما أنني لا أعجز عن تأدية أي رقصة في العالم مهما اختلفت الثقافات والعادات، فأنا أمارس الرقص يومياً وأعشقه أكثر من الحاجات المعيشية التي يحتاجها الإنسان ليعيش».
وعن رأيها بالفن الذي يقدمه "جيرو" تقول "أيلسي قجمينيان"، عازفة بيانو: «لا يمكن لأحد يحضر "جيرو" على المسرح إلا أن ينتشي لما يراه، فهو يعطي المتفرج شعورا بالإثارة والمتعة حتى آخر حركة يؤديها بالعرض. لديه مرونة مدهشة الأمر الذي يجعل من حركات جسده متناسقة بحيث تصب جميعها لمصلحة العرض الذي غالباً يروي فكرة عن موضوع ما. يعتبر "جيرو" من الراقصين القلائل الذي أبدعوا في تصميم حركات للرقص من أجل الثقافة والمتعة والمرح وليس الرقص للرقص فقط».
أما "عزام الجاسر"، أحد أعضاء فرقة "جيرو" فيقول: «منذ أن رغبت في تعلم مهنة الرقص كنت أحلم بمدرب مثل "جيرو" فهو يتمتع بروح فنية يحسد عليها، هو من علمني أصول الرقص وبفضله أصبحت أقدر أية حركة تنتج عن جسدي وأحياناً كثيرة استنبط حركات وانسقها ليشرف عليها، فهو حازم فيما يخص القواعد الخاصة بمهنة الرقص ويعتبرها مثل بقية القواعد الرياضية هامة كي يتقن الإنسان الهدف الذي يسعى إليه».