بعد توقف عن العرض استمر لأكثر من ست سنوات، يعود الفنان التشكيلي "وحيد مغاربة" ليقدم كوكبة من اعماله الفنية المتنوعة في أفكارها وتقنياتها، وذلك من خلال المعرض الفني الذي افتتح مساء الأحد 13/3/2011، في صالة "كارما" للفنون.
يختزل الفنان "مغاربة" تجربة فنية تعود لعشرات السنين من العمل الفني الذي يشهد له العديد من متذوقي الفن ونقاده بالتميز والتطور. ويقدم من خلال معرضه اختزالا لتجربة فنية يستمد استمراريته وحالته الابداعية من الطبيعة والإنسان بكل تفصيلات حياته، مرتكزا على أدوات فنية ترتكز على الفن العربي والعالمي.
الفنان "مغاربة" مغرم بالصيغ اللونية الجديدة المعبرة، وبالتقنيات المتنوعة التي يعج بها معرض الي. فليست هناك تقنية واحدة وانما تقنيات متعددة وهذا ما يجعل من معرضه واحة تتنوع فيها الأزاهير بألوانها وروائحها الرائعة والجميلة التي تبعث في النفس المسرة والاعجاب بما قدمه هذا الفنان خلال تاريخه الذي يمتد أكثر من خمسين عاما
وخلال لقائنا في eAleppo الفنان "وحيد مغاربة" تحدث عن معرضه قائلا: «لا يختص المعرض اليوم بموضوع فني واحد، لتجتمع العديد من المواضيع الفنية من هذا المعرض الذي أعتبره من اهم المعارض التي أقدمها، فهو يأتي بعد ست سنوات من الانقطاع عن العرض مع استمراريتي في العمل، فخلال ست سنوات لم اتوقف عن العمل الفني بل كنت أخزن هذه الأعمال لتظهر اليوم للجمهور في معرض واحد متنوع المواضيع.
بدأت التحضير لهذا المعرض منذ عدة أشهر، وكانت الفكرة على ان يكون اختزالا لتجربتي الفنية، ففيه اجتمع العمر والممارسة والخبرات المتراكمة لتشكل بمجموعها اختزالا لرؤية وتجربة فنية».
وعن تنوع المواضيع المقدمة في المعرض، أضاف: «رسم اللوحة يستجيب للنداءات الداخلية الكامنة داخل الفنان، فحينما تندمج هذه النداءات مع احاسيس الفنان وتطلعاته، لابد للوحة ان تخرج بحلة ابداعية. أنا اسكن في البيئة ومنها استمد مواضيع لوحاتي.
الفن لا يصور الاشياء كما هي، وانما يمزج الذكريات والعادات والتقاليد والحالات الاجتماعية والإنسانية في لوحة، فكل هذه المفردات تترجمها الألوان والأدوات في لوحة فنية ليست بحاجة إلى الشرح فأي انسان متابع للحراك الثقافي يستطيع قراءة العمل الفني الذي قدمه الفنان باللغة التي يتقنها وهي لغة الألوان، هذه اللغة الصعبة التي يستخدمها الفنان لتقديم افكاره.
غالبا ما اضع نفسي بحالة حرة وأشرع بالرسم، أقوم بمزج الألوان والعمل عليها وحين ذاك تبدأ الأفكار بالخروج والظهور على اللوحة. لتقوم اللوحة بالإملاء علي بماذا يجب ان اعمل، ولس مني كفنان إلا الاستجابة لتلك الاملاءات التي تمثل الحالة الجميلة للعمل الفني.
وانا أعتبر ان الانسان اذا اراد ان يصل إلى نتائج ايجابية عليها الاكثار من التجريب. فالعمل بحد ذاته هو الذي يولد ه التقنية الجميلة والقيم الابداعية، ويكسب الانسان مهارات وخبرات تترافق مع الزمان لتشكل له رصيد ابداعيا وغنى ثقافيا يفيده في المستقبل، حتى يصل الفنان للحالة الجمالية المتميزة».
وفي قراءة لمعرض الفنان "وحيد مغاربة"، وتجربته الفنية، تحدث لنا الفنان والباحث التشكيلي "طاهر البني"، قائلا: «أنا من متابعي انتاج الفنان "وحيد مغاربة" منذ اواخر الستينيات وحتى الآن. وهذا المعرض يشكل حديقة متنوعة الألوان والاشكال وان كان هذا الكلام يبدو جماليا احيانا اكثر منه نقدا، لكني فوجئت لما في هذه الأعمال التي كنت متابعا لبعضها والآن أرى بعضها الآخر وهي في هذه الصيغ التعبيرية والجمالية التي تستقي مادتها من البيئة العربية وخاصة البيئة السورية بما فيها من تنوع اجتماعي غني.
يتميز الفنان "وحيد مغاربة" عن الكثير من الفنانين لا بقدراته الإبداعية وصيغه الجمالية المتفردة فحسب، وإنما أيضا بتناوله للواقع المعيش والحياة الاجتماعية بألوانها وأطيافها وأشكالها، فهو دائما يمتح من هذه البيئة.
تتجلى موضوعاته بشكلها المتميز والجميل وبأدواته التعبيرية الغنية التي أفادت من الفنون العربية القديمة من جهة، وافادت أيضا مما اكتسبه من الفنون الغربية خلال اقامته في "ايطاليا" مدة تقارب الخمسة عشر عاما».
وكمقارنة هذا المعرض بالتجارب السابقة، قال الفنان "البني": «الأعمال التي أراها اليوم هي امتداد لمراحل سابقة كان فيها الفنان أكثر تطرفا فيما يطرحه من صور جمالية وابداعية، وكانت أبعد ما تكون عن فهم المتلقي وإن كان الكثير من الفنانين يتذوقون تلك الأعمال التي بدأ فيها منتصف السبعينيات إلى جانب "لؤي كيالي" وكانا يشكلان معا مرحلة سامقة في التشكيل السوري بشكل عام إلى جانب أيضا "فاتح المدرس" و"نذير نبعة" وعدد من الفنانين الذين جددوا في حياتنا التشكيلية وقدموا لنا صيغا تشكيلية حديثة ومعاصرة أيضا تأخذ سماتها الأساسية من فنوننا العربية في أرضنا العربية، واليوم أرى أعمالا أكثر تحررا مما كانت وأكثر قدرة على الوصول إلى المتلقي فهي دائما تحمل عناصر إنسانية وبشرية وغير ذلك وهي قريبة جدا من نفس المتلقي بما تحمله من مفردات وقيم جمالية استطاع الفنان "وحيد مغاربة" أن يتميز بها من غيره من الفنانين المعاصرين له»..
وعن التقنيات اللونية، قال "البني": «الفنان "مغاربة" مغرم بالصيغ اللونية الجديدة المعبرة، وبالتقنيات المتنوعة التي يعج بها معرض الي. فليست هناك تقنية واحدة وانما تقنيات متعددة وهذا ما يجعل من معرضه واحة تتنوع فيها الأزاهير بألوانها وروائحها الرائعة والجميلة التي تبعث في النفس المسرة والاعجاب بما قدمه هذا الفنان خلال تاريخه الذي يمتد أكثر من خمسين عاما».
بقي أن نذكر أن معرض الفنان "وحيد مغاربة" يستمر حتى نهاية شهر آذار في صالة "كارما" للفنون، الكائنة في "الموكامبو".